أعطت كندا الأولويّة في حملة التطعيم ضدّ كوفيد-19 لِلمسنّين وعمّال الصحّة/John Woods/The Canadian Press

أعطت كندا الأولويّة في حملة التطعيم ضدّ كوفيد-19 لِلمسنّين وعمّال الصحّة/John Woods/The Canadian Press

كوفيد-19: أداء كندا في مراكز رعاية المسنّين الأسوأ بين الدول الغنيّة

تركت جائحة فيروس كورونا المستجدّ تداعياتها على مراكز الرعاية الطويلة الأمد.

وتأثّرت العديد منها بصورة حادّة خلال الموجة الأولى، وارتفع عدد حالات الإصابة والوفاة بين نزلائها والعاملين فيها، ولم تسلم من الموجة الثانية حسب تقرير المعهد الكندي للمعلومات حول الصحّة CIHI-ICIS.

ولدى كندا أسوأ أداء  في ما يخصّ عدد الوفيات المرتبطة بمرض كوفيد-19 في مراكز رعاية المسنّين مقارنة مع الدول الغنيّة الأخرى، حسب التقرير الذي نشره المعهد اليوم الثلاثاء.

وخلال الفترة الممتدّة من آذار مارس 2020 حتّى منتصف شباط فبراير 2021، أصيب نحو من 80 ألفا من نزلاء مراكز الرعاية الطويلة الأمد والعاملين فيها بمرض كوفيد-19.

  وتوفّي 14 ألف شخص من النزلاء و30 شخصا من العاملين في 2500 مركز رعاية  طويلة الأمد في كندا حسب تقرير المعهد الكندي للمعلومات حول الصحّة.

مركز ليتل ماونتن لِرعاية المسنّين في فانكوفر أغلق أبوابه أمام الزوّار بعد تفشّي مرض كوفيد-19 بين النزلاء/Darryl Dyck/CP

مركز ليتل ماونتن لِرعاية المسنّين في فانكوفر أغلق أبوابه أمام الزوّار بعد تفشّي مرض كوفيد-19 بين النزلاء/Darryl Dyck/CP

وارتفع عدد الوفيات بين نزلاء هذه المراكز لأسباب غير تلك المتعلّقة بمرض كوفيد- 19 بنسبة 19 بالمئة، في مقاطعات بريتش كولومبيا و ألبرتا و مانيتوبا وأونتاريو و نيوفاوندلاند ولابرادور.

وتراجعت نسبة النزلاء الذين تلقّوا زيارة طبيب 16 بالمئة بين آذار مارس و آب أغسطس 2020، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، كما تراجع عدد الوصفات الطبيّة ، ما يوحي بأنّ معاينة الطبيب شخصيّا للمريض لم تُستبدل بمعاينة افتراضيّة. 

وأثبتت إجراءات الوقاية وتتبّع الحالات فعاليتها في خفض عدد الوفيات بين نزلاء مراكز الرعاية الطويلة الأمد، وأفاد 25 بالمئة منها عن حالات إصابة بين العاملين فحسب دون النزلاء.

وخلال الموجة الأولى، تراجعة نسبة المرضى من نزلاء هذه المراكز الذين تمّ نقلهم إلى المستشفى 27 بالمئة، وبلغت نسبة  التراجع  30 بالمئة، وهي الأعلى، في مقاطعتَي أونتاريو و مانيتوبا.

انتشر جنود كنديّون في عدد من مراكز الرعاية الطويلة الأمد لِمساعدتها على احتواء انتشار العدوى بين النزلاء والعاملين فيها/Ryan Remiorz/CP

انتشر جنود كنديّون في عدد من مراكز الرعاية الطويلة الأمد لِمساعدتها على احتواء انتشار العدوى بين النزلاء والعاملين فيها/Ryan Remiorz/CP

ولم تعد حالات نقل المرضى من هذه المراكز إلى المستشفيات إلى المستويات التي كانت عليها قبل الجائحة حسب التقرير.

ويٌستنتَج من التقرير أنّه كان من الممكن القيم ببعض الأمور لتجنّب الكثير من الوفيات في كندا حسب قول د. سمير سِنحا، مدير الأبحاث حول سياسة الصحّة والمدير المشارك للمعهد الوطني لِلشيخوخة الذي شارك في إعداد التقرير.

" البلدان التي كانت أفضل استعدادا للوباء، ولديها أنظمة مموّلة بشكل أفضل، كان أداؤها أفضل بكثير من كندا": د. سمير سِنحا المدير المشارك للمعهد الوطني لِلشيخوخة.

وتسبّبت إجراءات الإغلاق والحجر في عزل نزلاء مراكز الرعاية الطويلة الأمد عن عائلاتهم، ممّا أثار انتقاد الأهل  لِطريقة معاملة المسنّين.

ووجد التقرير أنّ إجماليّ عدد وفيات المسنّين خلال الموجة الأولى من الجائحة فاق العدد خلال السنوات التي سبقتها، حتّى في المراكز التي كان فيها عدد قليل من حالات كوفيد-19.

انتشرت صورة قوس القزح وشعار "سوف تتحسّن الأمور" في العديد من المنازل ومراكز الرعاية الطويلة الأمد حاملة الأمل بانتهاء المعاناة من جائحة كوفيد-19/Ryan Remiorz / CP/CP

انتشرت صورة قوس القزح وشعار "سوف تتحسّن الأمور" في العديد من المنازل ومراكز الرعاية الطويلة الأمد حاملة الأمل بانتهاء المعاناة من جائحة كوفيد-19/Ryan Remiorz / CP/CP

وتضاعف عدد المسنّين الذين كانوا عرضة للإصابة بالاكتئاب ثلاث مرّات خلال الموجة الأولى، بسبب انقطاعِهم عن رؤية الأهل والأصدقاء حسب التقرير.

ولم تؤدّ الدروس المستخلصة من الموجة الأولى في النتائج التي ظهرت خلال الموجة الثانية من الفيروس ، التي كانت أكبر وأوسع في كندا، وأدّت إلى حالة أكثر من تفشّي المرض والإصابات والوفيات.

وارتفعت الإصابات بِمرض كوفيد-19 بين نزلاء مراكز رعاية المسنّين بنسبة 62 بالمئة خلال الموجة الثانية، عمّا كانت عليه في الموجة الأولى من الفيروس.

وبلغت حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 في مراكز الرعاية الطويلة الأمد أعلى نسبة في مقاطعتّي أونتاريو وكيبيك، وبلغت تباعا 34 بالمئة و44 بالمئة ، في حين ظلّت في حدود 8 بالمئة في بريتيش كولومبيا و17 بالمئة في ألبرتا.

وخلال الموجة الأولى ، توفّي 37 بالمئة من المصابين بمرض كوفيد-19 في مراكز رعاية المسنّين، وأفيد عن 6 آلاف وفاة، من بينها 3950 وفاة في مقاطعة كيبيك.

وخلال الموجة الأولى ، توفّي 37 بالمئة من المصابين بمرض كوفيد-19 في مراكز رعاية المسنّين، وأفيد عن 6 آلاف وفاة، من بينها 3950 وفاة في مقاطعة كيبيك.

ونجحت كلّ من كيبيك ونوفا سكوشا في تقليص عدد الوفيات في هذه المراكز خلال الموجة الثانية، ولكنّ العدد ظلّ مرتفعا في باقي المقاطعات الكنديّة حسب تقرير المعهد الكندي للمعلومات حول الصحّة.

وتجري العديد من المقاطعات تحقيقا في تطوّرات الجائحة في مراكز الرعاية الطويلة الأمد، التي ما زالت تعاني نقصا في اليد العاملة.

وأكّدت التحقيقات، حسب قول تريسي جونسون مديرة المعهد الكندي للمعلومات حول الصحّة، على أهميّة وجود يد عاملة كافية، ومدير صحّي على الأرض، و أن يفهم الجميع أهميّة الوقاية من العدوى واستخدام بروتوكولات الاحتياط على نحو منتظم ومتقارب.

وأفاد التقرير أنّ النقص في اليد العاملة تفاقم في بعض أنحاء كندا بسبب ارتفاع عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 بين العاملين، وارتفاع عدد الذين أخذوا إجازات مرضيّة.

(سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: العدوى تنتشر في مراكز الرعاية الطويلة الأمد في كندا

ترودو يرغب بفرض معايير وطنية لمراكز الرعاية الطويلة الأمد في كلّ كندا

كوفيد-19: مراكز الرعاية الطويلة الأمد في أونتاريو تنتهك قواعد السلامة

فئة:سياسة، صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.