حثّ كبار الأطبّاء في أونتاريو حكومة المقاطعة على اتّخاذ إجراءات إضافيّة أكثر صرامة بعد ارتفاع عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 على نحو مقلق.
ووجّه كبار الأطبّاء رسالة دعوا فيها رئيس الحكومة دوغ فورد إلى إصدار أمر الإغلاق رسميّا بصورة فوريّة للتصدّي للعدد المرتفع من حالات كوفيد-19 وعدد حالات السلالات المتحوّرة السريعة الانتشار.
وتجاوز العدد في الأيّام الأخيرة الثلاثة آلاف حالة كوفيد-19 يوميّا في أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث عدد السكّان وحجم الاقتصاد.
ووقّع الرسالة كلّ من د. ديفيد وليامز رئيس الخدمات الطبيّة في أونتاريو و د. آيلين دو فيلا، كبيرة الأطبّاء في مدينة تورونتو، و د. فيرا إتشيس رئيسة الخدمات الطبيّة في أوتاوا، و د. لورانس لوه الأستاذ المساعد في قسم الصحّة العامّة السريريّة في منطقة بيل.

رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد مرتاح للإعلان عن تمويل مشروع إنشاء مصنع لقاحات مضادّة للإنفلونزا في مدينة تورونتو بتمويل مشترك من الحكومة الكنديّة ومجموعة الصيدلة العملاقة سانوفي باستور الرائدة في مجال التطعيم في 31-03-2021/Nathan Denette/CP
"من الضروري أن تُصدر المقاطعة أمر طوارئ للبقاء في المنزل، لمنع انتشار حالات المرض والوفيات على نطاق واسع، ومنع الضغط على النظام الصحّي" كتب الأطبّاء في رسالتهم.
وأظهرت الإجراءات الأكثر تشدّدا فعاليتها في دول أخرى، في موازاة حملة التطعيم التي تشمل عددا أكبر من السكّان وتخفّف من انتقال العدوى تابعت الرسالة.
وكانت حكومة المقاطعة قد دعت المواطنين نهاية الأسبوع الفائت إلى البقاء في منزلهم دون أن يُصدر رئيس الحكومة دوغ فورد أمرا رسميّا بهذا الشأن.
ودعا موقّعو الرسالة بالتحديد د. ديفيد وليامز إلى إصدار أمر البقاء في المنزل، ودعوا إلى تعزيز إجراءات الوقاية الإضافيّة، ومن بينها تلك التي تحدّد الأعمال الرئيسيّة، وحصر عدد العاملين فيها بخمسين بالمئة من قدراتها الاستيعابيّة، وفرض قيود على السفر.
كما دعت الرسالة إلى مراجعة الوضع في مدارس المقاطعة، واختيار التعليم عن بعد في بعض الحالات، ونظام هجين يمزج بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري أحيانا أخرى، تبعا لتطوّر مرض كوفيد-19 في كلّ واحدة من مناطق أونتاريو.

د. دافيد وليامز رئيس الخدمات الطبيّة في مقاطعة أونتاريو /Nathan Denette/CP
وأعلقت المدارس أبوابها مدّة أسبوعين في مدينة تورونتو، وأيضا في برامبتون وكارلتون وبيل، بسبب ارتفاع عدد حالات كوفيد-19 في هذه المناطق.
ودعا الأطبّاء حكومة دوغ فورد إلى بذل "كلّ الجهود الممكنة" لتأمين المزيد من كميّات اللقاح المضادّ لمرض كوفيد-19، وضمان إعطاء جرعات اللقاح في الأماكن التي ترتفع الحاجة إليها.
ولا تنفرد أونتاريو في هذا الارتفاع في عدد حالات كوفيد- 19 و شهدتها دول أخرى، من بينها الدول الأوروبيّة، وساهم الإغلاق مدّة 4 أسابيع على الأقلّ في خفض معدّل الإصابات حسب قول الأطبّاء.
وفي السياق نفسه، دعت الجمعيّة الطبيّة في أونتاريو، التي تمثّل 43 ألف طبيب وطالب طبّ وطبيب متقاعد، إلى إصدار أمر بقاء في المنزل، واعتبرت أنّه ضروري نظرا لعدد الحالات اليوميّة المرتفع في المقاطعة.
ودعت إلى تطعيم العاملين الأساسيّين والعمّال في أوضاع صعبة والسكّان في المناطق الساخنة التي تشهد عددا مرتفعا من حالات كوفيد-19.
ودعت رئيسة الجمعيّة د. سامنتا هيل أبناء المقاطعة إلى أخذ اللقاح المتوفّر لهم.
ورأت أنّ القيود التي فرضتها الحكومة، وتأرجح عدد حالات كوفيد-19 صعودا وهبوطا أثارت المخاوف منذ سنة، و تركت تداعياتها على صحّة السكّان الجسديّة والنفسيّة وعلى صحّة المجتمع، مشيرة إلى أنّ "الجميع في خطر" في الوقت الراهن.
وقد يؤدّي عدم تشديد الإجراءات إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات أكثر ممّا شهدته المقاطعة حتّى الآن، ويحول دون تقديم الأطبّاء خدمات الرعاية للجميع حسب قول رئيسة الجمعيّة الطبيّة في أونتاريو د. سامانتا هيلّ.
ودعت حكومة دوغ فورد نهاية الأسبوع أبناء المقاطعة إلى عدم الخروج من المنزل إلّا لأسباب ضروريّة، مثل التوجّه إلى عيادة طبيب أو محلّ بقالة، ودعت أصحاب الأعمال إلى تسهيل عمل الموظّفين عن بعد قدر المستطاع.
كما منعت الحكومة التجمّعات في الداخل، وحدّدت عدد التجمّعات في الخارج بخمسة أشخاص، فيما عدا الأشخاص الذين يقيمون على العنوان نفسه.
وارتفع عدد المرضى في وحدات العناية المركّزة بحدّة في مستشفيات أونتاريو منذ نحو أسبوع، ما أثار قلق الحكومة التي تتخوّف من الضغط على النظام الصحّي.
(سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.