إن اللقاح الأميركي-الألماني فايزر بيونتيك فعال بنسبة 95٪ ضد السلالة الأصلية لفيروس كورونا المستجد، إلا أنه فعال بدرجة أقلّ ضد المتغير البريطاني/سي بي سي:EVAN MITSUI

أخذ الجرعة الأولى من اللقاح لا يعني أنك محصّن ضد العدوى بالسلالات المتحوّرة

كانت تأمل الكندية العاملة في القطاع الصحي باسكال كلافيل في أن تأخذ الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لكوفيد-19 في وقت قريب من أخذ الجرعة الأولى، فإن ذلك لربما كان سيحميها من التقاط العدوى بالمتغير البريطاني، كما تقول هذه المواطنة من مقاطعة كيبيك. وكانت تلّقت السيدة كلافيل البالغة 50 عاما من العمر وتعمل في مستشفى "سيتيه دو لا سنتيه" في مدينة لافال شمال مدينة مونتريال، الجرعة الأولى من اللقاح في 13 كانون الثاني/يناير الماضي.

حذّرت هذه المواطنة الكندية من الوقوع في الخطأ الذي وقعت هي فيه عندما ظنّت أن جرعة أولى من اللقاح المضاد للفيروس التاجي ستحميها من التقاط العدوى. ودعت المواطنين الكنديين إلى عدم تخفيض درجة الحذر عند تلّقي الجرعة الأولى من اللقاح. 

تحدثت المواطنة الكيبيكية إلى مذياع هيئة الإذاعة الكندية في اليوم التالي لخروجها من المستشفى بعد تعافيها من الإصابة بالفيروس المتغيّر الذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة البريطانية المتحدة.

تسرد العاملة في الخطوط الأمامية خلال الجائحة التفاصيل على الشكل التالي:

أتت نتيجة فحص كوفيد إيجابية، عندما قُرر فحص عشوائي خلال ساعات الدوام في المستشفى يوم 31 آذار/مارس المنصرم.

لم يكن لدي أي أعراض، وهي ظهرت فقط تلك الليلة بعد نتيجة الفحص.

شعرت في البداية بمجرد إجهاد واحتقان في الحلق، ولكن في اليوم التالي تغيّر كل شيء.

في الأول من نيسان/أبريل، بدأت العوارض تتفاقم خصوصا لجهة الصعوبة في التنفس. ويوم 2 أبريل لم أكن قادرة على النهوض من الفراش، كنت منهكة لا أقوى على رفع ذراعي.

هذا وسيتم نقل باسكال كلافيل يوم 3 أبريل إلى مستشفى قريب من مكان إقامتها حيث تم وضعها على الأكسجين لمدة ليلتين.

يذكر أن الفريق الطبي كان قلقا من خطر تفاقم حالة المريضة التي تعاني من أمراض الرئة في الأساس، ولكن لحسن الحظ أنها استطاعت مغادرة المستشفى بعد ثلاثة أيام في 6 أبريل.

على الرغم من أنها في سن الخمسين وقد أخذت الجرعة الأولى من اللقاح، إلا أن ذلك لم يحمِ السيدة باسكال كلافيل من الدخول إلى المستشفى بعد تفاقم حالتها الصحية بسبب الإصابة بالمتغير البريطاني/الصورة مقدمة من السيدة كلافيل

فاجأها المتغيّر البريطاني

لا تزال العاملة الصحية تعاني من ضيق في التنفس وهي تتحدث على الهاتف، منذ عزلها في المنزل لقضاء فترة الحجر، وغالبًا ما ينقطع صوتها بسبب السعال.

تقول باسكال كلافيل بأنها فوجئت بالإصابة بالمتغير البريطاني، خصوصا أنها كانت تلّقت الجرعة الأولى من اللقاح الأميركي-الألماني فايزر-بيونتيك في 13 يناير الفائت.

وكان من المقرر أن تتلقى الجرعة الثانية من اللقاح في الخامس من أيار/مايو المقبل، بعد أكثر من 4 أشهر من الجرعة الأولى. "في البداية، تقول العاملة الصحية، قيل لنا عن تأخير مدته ثلاثة أسابيع بين الجرعتين".

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الاستشارية الوطنية الفيدرالية للتلقيح كانت قد كررت أمس توصيتها بتمديد الوقت بين الجرعتين إلى أربعة أشهر من أجل توفير التحصين الأولي لأكبر عدد ممكن من الكنديين.

لا توافق باسكال كلافيل على ذلك بعد التجربة التي مرّت بها وتقول "إن تأخير الجرعة الثانية من اللقاح أمر مروع حقًا"، خاصة بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية. وأضافت "أنه تم تنظيمه بشكل سيئ حقًا".

في النهاية، أخبرها الأطباء أنها لن تحتاج إلى جرعة ثانية، بسبب أنها أصيبت بالعدوى بعد الحقنة الأولى.

اللقاحات المضادة لكوفيد-19 ليست فعالة 100%

في سياق متصل، قالت أمس المديرة الإقليمية لهيئة الصحة العامة في مدينة مونتريال: "على حد علمي، لم يتم تطعيم أي شخص وتوفي بسبب السلالات المتحورة للفيروس التاجي".

عاملة الصحّة أنيتا كويندانجين كانت أوّل شخص يتلقّى لقاح كوفيد في مقاطعة أونتاريو في 14-12-2020/Frank Gunn/الصحافة الكندية

من جهته، يقول الخبير في علم المناعة والفيروسات في المعهد الوطني للبحوث العلمية ألان لامار إن قصة العاملة الصحية في مستشفى لافال هي "بمثابة تذكير لنا بأنه لا يوجد أي من اللقاحات التي تضمن الحماية الكاملة. إنها ليست فعالة 100% ويعتمد ذلك على كل شخص بعينه ويختلف التفاعل من فرد إلى آخر".

برأي المتخصص الكندي فإن لقاح فايزر بيونتيك فعال بنسبة 95٪ ضد السلالة الأصلية لفيروس كورونا المستجد، وفقًا للبيانات السريرية. كما أنه فعال ضد المتغيّر البريطاني، ولكن بدرجة أقل قليلاً.

نعلم أن الحماية تزداد تدريجيًا في الأسابيع التالية للحقن، لكنها ستنخفض أيضًا تدريجيًا بعد عدد معين من الأسابيع. لا يزال المجهول الكبير: إلى متى، كما يقول الخبير في علم المناعة والفيروسات.

من جهته، يؤكد المعهد الوطني للصحة العامة في كيبيك:

ليس لدينا حتى الآن بيانات محددة حول فعالية اللقاح ضد السلالات المتحوّرة.

في انتظار المزيد من الردود العلمية، تحث باسكال كلافيل المستشفيات على عدم الاسترخاء في الاحتياطات الصحية، خاصة فيما يتعلق بزيارات المرضى في المنطقة الخضراء. 

تضمن السلطات الصحية المسؤولة عن المستشفيات في مدينة لافال دخول مقدمي الرعاية المصرح لهم فقط إلى المستشفيات لزيارة المرضى ومساعدتهم، لكن باسكال كلافيل تؤكد أنها لاحظت العديد من الاستثناءات الممنوحة.

تقول هذه الأخيرة بأن أغلب الظن أنها أصيبت بالعدوى بالمتغير البريطاني أثناء العمل في المستشفى، "لأنها تعيش بمفردها ولا تتسكع مع أي شخص".

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلّة:

تحافظ كندا على التوصية بفارق 4 أشهر بين الجرعتين للقاح كوفيد

كوفيد-19: حملة التطعيم ضدّ الفيروس انطلقت في كندا

سلطات الصحّة الكنديّة توافق على لقاح فايزر- بيونتيك المضادّ لفيروس كورونا

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.