قدّم مهرجان الموسيقى والفنون العربية ضمن فعاليات نسخته الافتراضية الأخيرة أمسية بعنوان "لأجل عشاق الموسيقى"، قدم فيها لجمهوره أيقونتين موسيقيتين عربيتين في كندا. الأولى هي المؤلفة الموسيقية المرموقة سعاد بشناق التي تعيش حاليا في مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك، والثانية هي الميزو-سوبرانو مغنية الأوبرا جولي نصرلله.
يذكر أن نسخة المهرجان الذي تقدّمه للسنة الرابعة على التوالي "الأوركسترا الكندية العربية" غير الربحية، التي تأسست في تورونتو في العام 2015، كانت افتراضية بسبب جائحة كوفيد-19.
قدّمت الأمسية المكرّسة لـ"عشاق الموسيقى" من جمهور المهرجان، كوليت ضرغام منصف من أسرة القسم العربي لراديو كندا الدولي. وأذاع المهرجان يوم الخميس الأول من نيسان/أبريل الماضي الحوار الذي أجري مع كل من بشناق ونصرالله بإخراج فني محترف يليق بالمهرجان الكندي الواعد. وفي هذا الإطار يجدر الإثناء على جهود مدير المهرجان وفا الزغل الذي قدم الإخراج الفني التقني للأمسية الافتراضية ومدير العلاقات العامة عمر النجار الذي رافق التحضيرات لهذه الأمسية خطوة بخطوة من البداية حتى النهاية وقامت بالترجمة من وإلى العربية والإنجليزية.
أقدم اليوم المقابلة مع المؤلفة الموسيقية الكندية سعاد بُشناق المتحدرة من أصول فلسطينية-سورية-أردنية مشتركة. علما أنها تتحدر في الأصل من البشانقة وتعني "البوسنيون" وهم ينتمون في الأصل إلى السلاف الجنوبيين من البلقان. عندما طردوا هؤلاء من يوغسلافيا استقروا في تركيا واعتنقوا الدين الإسلامي قبل أن ينتشروا فيما بعد في كل أنحاء العالم العربي. بين هؤلاء الفنان التونسي لطفي بوشناق الذي قدّم أغنية "سراييفو" تيمنا بأصوله البوسنية. وتقول لي محدثتي أن كنية والدة الموسيقار المصري الراحل محمد القصبجي هي أيضا بوشناق.
في اللقاء معها تروي سعاد بشناق صلة القربى مع القصبجي وتَردد والدها على بيته في مصر لتكشف "أن تلك العلاقة بين الموسيقار المصري الراحل ووالدها ستؤثر إيجابا على مسيرتها الفنية وتباركها".
ستُنذر سعاد بُشناق للنغم واللحن منذ نعومة أظفارها وستعّد كل مرحلة في مشوار حياتها لغد أكثر إشراقا وبهاءا في مسيرتها الموسيقية.
سعاد بشناق والمايسترو غسّان العبود في قاعة "الكونسرت هاوس" في برلين في ألمانيا برفقة "أوركسترا المغتربين السوريين الفلهارموني" التي عزفت عملها الأوركسترالي المبدع "غدًا"/الصورة مقدمة من السيدة بُشناق
يقول الفنان مارسيل خليفة عن موسيقى سعاد بُشناق: موسيقى جميلة كحزن الليل وسحر الصباح
على وقع أنغام مقطوعة موسيقية بعنوان "غدا" يبدأ اللقاء الافتراضي عبر زووم مع ضيفتي بُشناق.
"غدا" لحنٌ توّج مؤخرا في هوليوود كأفضل أداء موسيقي أوركسترالي للعام 2020 ونالت سعاد بُشناق على "غدها" جائزةَ Hollywood Music in Media Awards وهي جوائز مخصصة لصناع الموسيقى التصويرية في العالم.
غدُ ضيفتي مشرقٌ لا تسعه الأحلام، المرأة العربية التي تنبض بروح الشرق ودفئِه وآفاقِه اجتازت كل الحدود بجنسياتها وثقافاتها وتجرأت حيث لم تتجرأ الأخريات.
حلمها أن يكون لها أوركسترا خاصة تترجم أحاسيسها وإرهاصاتها، تتوق سعاد بُشناق إلى كتابة ألحانها على دفاتر النوتة الخالدة.
معزوفة "الطريق إلى جنين" التي نستمع إليها أيضا في اللقاء المصور، قال عنها الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة "إنها كحزن الليل وسحر الصباح". هي أيضا إنفلات على مدى الكون، انعتاقٌ وجوديٌ وصفاءُ روح ودروبٌ مفتوحة على الأزل السرمدي...شآمُ التي اعتنقت ضيفتي إيمانا ومذهبا ...هي طريقُها أيضا إلى جنين في فلسطين وإلى عمان وإلى مونتريال وإلى كل أصقاع الدنيا.
وحده الياسمينُ الدمشقيُ دليلُ سعاد بُشناق إلى الحب، إلى الفرح، إلى الأمل وإلى الحرية
حافظت ضيفتي على اللحن الشرقي حتى في تقديم الموسيقى التصويرية لأفلام ودراما غربية، واستلت من الشرق روحه لتمزجها مع روح الغرب بوئام وانسجام.
يفوح في صدى معزوفاتها أريج وطيب دمشقي يعبق برائحة الياسمين الذي يوحي لها بالنغم المبدع، وتحتاجه لتملأ فضاءات غربتها بالوحي الملهم.
تتوق المؤلفة الموسيقية المبدعة إلى التفرّغ للإبداع النغمي اللحني الذي تستنبطه من ذاكرتها، من أحلامها، من ملاعب طفولتها، ولا يمليه عليها مخرج أو منتج أو سيناريو سينمائي بعينه!
روابط ذات صلّة:
مهرجان الموسيقى والفنون العربية في كندا يبدأ من دمشق وينتهي في بيروت
المؤلفة الموسيقية الكندية العربية سعاد بشناق تفوز بجائزة هوليود الموسيقية في الإعلام
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.