فشل رئيس حكومة ألبرتا جيسن كيني بعد عامين على ولايته في إعادة إطلاق اقتصاد المقاطعة الكندية الواقعة في الغرب الكندي النفطية بامتياز.
"الوظائف، خطوط الأنابيب والاقتصاد"، هذا الشعار حمل رايته زعيم حزب المحافظين المتحد جيسن كيني ونادى به مرارًا وتكراراً خلال الحملة الانتخابية الأخيرة في العام 2019. رسم زعيم المحافظين المتحدين مستقبلًا مشرقًا لألبرتا، مؤكدا أن لديه الوصفة الناجعة لتحقيق عهوده.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن حكومة المحافظين المتحدة أوفت بالعديد من وعودها الانتخابية الأخرى، إلا أنها لم تستطع تحقيق الأكثر أهمية بينها، وهو إنعاش الاقتصاد.
يرجع ذلك جزئيًا إلى جائحة فيروس كورونا المستجد التي أثقلت كاهل الحكومة الجديدة التي لم يكن قد مر عام على تشكيلها في ألبرتا. ولكن أيضًا بسبب القضايا الاقتصادية الهيكلية التي كانت موجودة بالفعل قبل انتخاب جيسن كيني. تتناقص عائدات النفط بشكل مطرد في المقاطعة الزفتية، في حين أن النفقات الأخرى، مثل الصحة ، آخذة في الارتفاع.
يشهد الحزب الديمقراطي الجديد في مقاطعة ألبرتا بزعامة راشيل نوتلي ارتفاعًا متواضعًا ولكن ثابتًا في شعبيته، حيث انخفض التأييد لحزب المحافظين المتّحد على رأس الحكومة جيسن كيني إلى 33٪ في نوايا التصويت/الصحافة الكندية:MCLACHLAN
يعرب الأخصائي في العلوم السياسية في جامعة ألبرتا البروفيسور فريدريك بويلي عن اعتقاده بأن خطة التحفيز الاقتصادي لجيسن كيني، "لم تأخذ في الاعتبار التغييرات الهيكلية التي كانت تحدث في مجال الطاقة".
يضيف استاذ العلوم السياسية بأن هذه التغييرات الهيكلية، تسببت بها، بشكل خاص، حرب منافسة أسعار دولية، هي إلى حد كبير خارج سيطرة رئيس حكومة محلية. يقول البروفيسور بويلي:
لقد وعدوا بالكثير، وربما أكثر من اللازم، قاصدا حزب المحافظين المتّحد.
ويوافق دوان برات، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماونت رويال في كالغاري هذا الرأي للبروفيسور في جامعة ألبرتا.
يقول: "لقد رأينا في عدة مناسبات أن رؤية كيني لألبرتا كانت قديمة مرّ عليها الزمن، خاصة عندما كان يستشهد برئيسي الحكومة المحلية السابقين رالف كلاين وبيتر لوغيد من الخط السياسي المحافظ ذاته.
يضيف دوان برات:
يمثل جيسن كيني مجموعة من الأشخاص الذين اعتقدوا أن رئيسة الحكومة السابقة زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد راشيل نوتلي ورئيس الوزراء الكندي زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو، كانا يخنقان صناعة النفط في ألبرتا، وأن كل ما عليهم فعله هو رفع القيود من أجل إطلاق الاقتصاد مرّة اخرى. لم يكن جيسن كيني وحده من صدّق ذلك.
كتلة منقسمة
لم تؤد القيود الصحية المفروضة لمكافحة جائحة جائحة كوفيد-19 إلى خسائر فادحة في اقتصاد ألبرتا فحسب، بل شرذمت هذه القيود الاتحاد الهش الذي شكله حزب المحافظين المتحد. وتضرر زواج المصلحة بين حزب المحافظين التقدمي وحزب Wildrose المستقّل المحلي العام الماضي.
وكان جيسون كيني قد وعد بمقاربة أكثر تحررية وتصاعدية للحكم. حتى أنه وقع على ضمان لطمأنة أعضائه بهذا المعنى.
جيسن كيني يقف أمام لافتة. لقد وقع زعيم حزب المحافظين المتحد على "ضمان" بأنه سيحترم السياسات التي صوت عليها أعضاؤه/سي بي سي:MONTY KRUGER
ومع ذلك ، فإن النهج التدخلي الذي اتخذه منذ مجيئه إلى السلطة شكل استياء العديد من أعضاء حزبه. ويواجه كيني الآن تمردًا من قبل ربع كتلته الحزبية، ومعظم أعضاء البرلمان ينتمون إلى جناح حزب وايلدروز المنتشر في المناطق الريفية في مقاطعة البراري ألبرتا.
يتفق كل من البروفيسور بويلي والبروفسور برات على أن هذا التمرد لنواب حزب المحافظين المتّحد يشكل خطراً حقيقياً على رئيس الحكومة. "لأن هؤلاء النواب المنشقين يبدون غير راضين بما فيه الكفاية عن الرغبة في تقسيم حزب المحافظين مرة أخرى إلى حزبين يمينيين. وقد يفتح هذا الاحتمال طريقا للحزب الديمقراطي الجديد بزعامة راشيل نوتلي للفوز في الانتخابات المقبلة، علما أن هذا الحزب على رأس المعارضة الرسمية في ألبرتا يتقدم بالفعل في استطلاعات الرأي.
يعتقد بويلي وبرات المختصّان في السياسة أنه للخروج من هذه الفوضى، يجب على جيسن كيني أن يحسن إدارة برنامج التلقيح ضد كوفيد-19 للتصدي للوباء، وأن يحاول إنعاش الاقتصاد. إن جيسن كيني "بحاجة إلى نصر اقتصادي لتهدئة السخط داخل كتلته الحزبية وتقديم جبهة موحدة في انتخابات ربيع 2023".
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلّة:
الديمقراطي الجديد في ألبرتا يكسب التأييد وتتراجع شعبية المحافظين المتحدين
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.