على الرغم من العجز، فإن أول ميزانية لحكومة جوستان ترودو منذ عامين لا تدخر أي نفقات لتعزيز الاقتصاد الكندي. البرامج العديدة التي أعلنت عنها وزيرة المالية كريستيا فريلاند في سياق عرضها للموازنة الفيدرالية أمس في أوتاوا، وصفت بأنها قد تكون تعطي فكرة مسبقة عن البرنامج الانتخابي الليبرالي على وقع انتخابات عامة مبكرة محتملة في البلاد. لا سيما توفير دور حضانة تدعمها الحكومة الفيدرالية وتخصص أماكن للأطفال لقاء مبلغ قيمته 10$ في اليوم الواحد بحلول العام 2026 في كل البلاد خارج مقاطعة كيبيك. علما أن هذا البرنامج معمول به في هذه المقاطعة الواقعة في وسط البلاد منذ سنوات عديدة.
بوحي من النموذج الكيبيكي، سيتم إنشاء نظام دور حضانة يطبق تدريجيا في سائر أنحاء البلاد. ويهدف هذا النظام إلى تقليص النفقات التي يسددها الأهل إلى النصف من أجل توفير الحضانة لأطفالهم، وتوفير الفرص للأم من أجل الالتحاق والاندماج بسوق العمل.
في هذا الإطار، سلطت الميزانية الضوء على أن المقاطعة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، لديها الآن أعلى معدل توظيف في العالم للنساء اللواتي لديهن أطفال دون سن الـ 3 سنوات.
تقول وزيرة المال إنه يمكن أن يؤدي الوصول إلى رعاية الأطفال المنظمة منخفضة التكلفة، إلى إضافة 240 ألف عامل إلى سوق العمل الكندي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 1.2٪ على مدار 20 عامًا.
سيخصص نحو من 30 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة من أجل وضع هذا النظام حيز التطبيق، كما أوضحت وزيرة المالية في الحكومة الفيدرالية. على أن تكون التكلفة بعد ذلك 8،3 مليار دولار سنويا بشكل دائم.
هذا ولم يتم تحديد المبالغ التي ستتسلمها حكومة كيبيك كتعويض، على هذا الصعيد ينتظر إجراء مفاوضات، ولكن الحكومة الكندية أكدت من جهتها بأنها ستساهم من أجل الحفاظ على النظام المعمول به في كيبيك في ما يتعلّق بدعم نظام دور الحضانة وتوسيعه.
تهدف هذه الموازنة إلى إنهاء الحرب ضد كوفيد. تهدف إلى مداواة الجراح الاقتصادية الناجمة عن الركود الذي تسببت به الجائحة. تهدف أيضا إلى خلق المزيد من فرص العمل والازدهار. قالت أمس وزيرة المال في الحكومة الكندية الفيدرالية كريستيا فريلاند.
نائب رئيس الحكومة الفدرالية وزيرةُ المالية كريستيا فريلاند، وإلى جانبها رئيس الحكومة جوستان ترودو (Patrick Doyle / Reuters)
نهاية برامج المساعدة المرتبطة بداء كوفيد-19
مع إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بالكامل، تتنبأ موازنة العام 2020-2021 المؤلفة من 864 صفحة، بعنوان :"تعافي اقتصادي يركز على الوظائف والنمو والمرونة ''، اختفاءاً تدريجيا لتدابير دعم الدخل والأعمال بحلول 25 أيلول/سبتمبر المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر مما كان متوقعا.
وستنخفض قيمة المساعدة الكندية للتحفيز الاقتصادي، التي تمنحها الحكومة للأشخاص الغير مؤهلين لنظام التأمين الوظيفي، من 500$ إلى 300$ أسبوعيا في منتصف شهر تموز/يوليو المقبل.
خلال الفترة الانتقالية من شهر حزيران/يونيو إلى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، سيسمح برنامج توظيف بقيمة 600 مليون دولار للشركات بإعادة توظيف العمال.
سيتم توفير ما يصل إلى 4 مليارات دولار، لا سيما في شكل منح صغيرة، إلى 160.000 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم ترغب في تبني تقنيات رقمية جديدة.
كذلك تمنح الشركات السياحية والفعاليات الثقافية، التي عانت بشدة إبان الجائحة، مليار دولار إضافي.
شيك بمبلغ 500 دولار لمن يبلغ من العمر 75 عامًا أو أكثر
سيسعد الكنديون الذين يبلغون من العمر 75 عامًا أو أكثر والذين يتلقون معاش تأمين الشيخوخة بالموازنة الجديدة. ففي شهر آب/أغسطس المقبل، ستدفع لهم حكومة ترودو لمرة واحدة مبلغا قدره 500 دولار. هنا يتساءل البعض عما إذا كان هذا التحفيز على علاقة بجدول انتخابي قريب محتمل.
وترّد وزيرة المالية مدافعة عن هذه "الضرورة المطلقة"، على حد تعبيرها، تقول: "لقد مرّ كبار السن في بلادنا بسنة صعبة للغاية، وهذه الأموال ستساعدهم على المشاركة في عجلة الحياة في كندا على وقع مساعي إنعاش اقتصادنا".
رئيس الوزراء جوستان ترودو يرفع إبهامه متحدثا إلى وزيرة المالية في مجلس العموم الكندي في العاصمة الكندية أوتاوا أمس الاثنين أثناء تقديمها لموازنة العام 2020-2021/الصحافة الكندية:Sean Kilpatrick
لا تحويلات فيدرالية جديدة في القطاع الصحي
ستخرج المقاطعات الكندية بخيبة أمل كبيرة من هذه الميزانية، التي لا تقدم لهم الزيادة المطلوبة في التحويلات الصحية الفيدرالية من 42 مليار دولار إلى 70 مليار دولار.
بدلاً من ذلك، تعتمد أوتاوا على استثمار بقيمة 3 مليار دولار على مدار خمس سنوات في مرافق الرعاية طويلة الأجل في سائر أنحاء البلاد مقابل تلبية المعايير الفيدرالية الجديدة. علما أن العديد من هذه المراكز اجتاحها الوباء بشكل كبير.
كما تنص الميزانية ايضا على استثمارات بقيمة 2.2 مليار دولار على مدى خمس سنوات لتعزيز قدرة تصنيع اللقاحات في كندا للتعامل مع السلالات المتحورة لكوفيد-19. قالت كريستيا فريلاند: "إننا نعيد بناء قدرتنا الوطنية على التصنيع الحيوي".
هدف أكثر دقة لخفض الغازات الدفيئة
تسمح الاستثمارات الجديدة، وفقًا للميزانية الفيدرالية لعام 2021، بتحديد هدف خفض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 36٪ أقل من مستويات عام 2005، بحلول عام 2030.
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
الميزانية الفدرالية: هل من حاجة لضخّ 70 إلى 100 مليار دولار لإنهاض الاقتصاد؟
عجزٌ تاريخي في الميزانية في ظلّ الجائحة، “لكن ما كان البديل؟” يتساءل مورنو
تحديث اقتصادي اليوم لحكومة ترودو: العجز في الميزانية قد يتخطى 400 مليار دولار
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.