شهر مايو أيار هو شهر التراث الآسيوي في كندا وهو يهدف للتعريف بالثقافة والفنون وبتاريخ الكنديين من أصول آسيوية.
يشار إلى أن الاحتفالات بهذه المناسبة بدأت في عام 1993 في تورنتو ثم انتقلت بعد ذلك لتشمل مجموعة من المدن الكندية.
وتهدف الأنشطة المتعددة التي تجري في هذه المدن الكندية بالمناسبة للتعريف ليس فقط بالتراث الأسيوي بل بمساهمة الجاليات الأسيوية في التعددية الكندية.
يذكر أن الهجرة الأسيوية إلى كندا بدأت منتصف القرن التاسع عشر مع وصول الباحثين عن الذهب ومن ثم العمال الصينيين الذين جاءوا إلى كندا مع البدء بمد خط سكة الحديد في بريتيش كولومبيا.
واستمر وصول الجاليات من أصول آسيوية إلى كندا ومشاركتها في ثراء ودينامية المجتمع الكندي.
وكان يتوجب انتظار عام 2001 لتقترح عضوة مجلس الشيوخ الكندي Vivienne Poy عبر مذكرة رفعتها لمجلس الشيوخ بأن يتم التعريف بأهمية مشاركة الجاليات الآسيوية في حياة المجتمع الكندي.
وفي عام 2002 وبعد اعتماد مجلس الشيوخ الكندي للمذكرة التي رفعتها Poy أعلنت الحكومة الكندية شهر مايو أيار من كل عام شهرا للتراث الآسيوي.
وعلقت عضوة مجلس الشيوخ على انطلاق الأنشطة في مجموعة من المدن الكندية بهذه المناسبة بأنها فاقت توقعاتها مضيفة بأن المناسبة تمد الجسور بين مختلف الجاليات الكندية بهدف تقاربها أكثر فأكثر من بعضها البعض .
يشار إلى أن Vivienne Poy كانت أول كندية من أصل آسيوي تسمى عضوة في مجلس الشيوخ في عام 1998.
وبمناسبة شهر التراث الآسيوي رافقت الصحافية السابقة في القسم البرازيلي في راديو كندا الدولي كريستيان Hirata المديرة الفنية لمهرجان Accès Asie السيدة Janet Lumb خلال تجولها في الحي الصيني في مونتريال برفقة مجموعة من الطلاب لتشرح لهم ميزات هذا الحي الذي يجلب إليه عددا كبيرا من السياح لتذوق الأطعمة الصينية والتعرف إلى معالمه السياحية.
وللتعريف بمزايا الحي الصيني تصحب لومب مجموعة من الطلاب المهتمين بالتراث الأسيوي في زيارة للحي الصيني وهي تقول بهذا الخصوص:
نقوم بزيارة لمحل بقالة لأشرح لهم أي المجموعة أنواع التوابل المتوفرة فيها وفي نهاية المطاف نتذوق عشرة أنواع من الأطعمة الصينية.
يشار إلى أن زيارة الحي الصيني تأتي في نطاق الاحتفالات والأنشطة المرافقة لشهر التراث الصيني.
وتوضح جانت لومب كيفية الوصول للإعتراف رسميا بهذه المناسبة وانتشارها لتشمل مدنا كندية عدة فتقول:
إن اعتبار شهر مايو أيار من كل عام كشهر للتراث الآسيوي تم اعتماده من قبل مجلس الشيوخ الكندي منذ نحو من عشرة أعوام ويوجد حاليا ما بين عشر إلى اثني عشرة مدينة كندية تحتفل بهذا الشهر كشهر للتراث الآسيوي في كندا.
وتعتقد السيدة لومب أن زيارة الحي الصيني تساهم بالتعريف بطريقة عيش الصينيين في مونتريال بشكل خاص وفي كندا بشكل عام قائلة:
من خلال التعريف دائما بالمنتجات والتجول في الأحياء والتعرف للتاريخ والاطلاع على تاريخ الصينيين هنا وفي العالم يزيد تفهمنا لطريقة التعامل مع الصينيين والآسيويين في مونتريال وفي كندا.
وتعتقد السيدة لومب أن التعرف على الشعوب يتم عبر التعرف إلى أطعمة هذه الشعوب وتذوقها:
إن الأطعمة وسيلة من الوسائل للعبور إلى ثقافات أخرى وهي الخطوة الأولى لشخص لا يعرف الآخرين ، فالأطعمة تمهد له الطريق نحو ثقافات وعادات الآخرين.
وتشرح زائرة كيبكية من أصل صيني والدها صيني وأمها ايرلندية التغييرات الكبيرة التي طرأت على الحي الصيني مقارنة بالستينات فتقول:
لم تكن الإضاءة متوفرة غالبا في الحي الصيني في ذلك الوقت وكان كل ما في الحي مصنوع من الخشب كما لم تكن تتوفر فيه آلات صرافة أوتوماتيكية كما كانت تنتشر فيه روائح التوابل وكان كقرية يتجول فيها الأطفال حيث يمسون بأيديهم التوابل والمنتجات الصينية وتقدم لهم الحلوى.
نذكر أخيرا أن شهر التراث الآسيوي الذي انطلق في عام 1993 من تورنتو يشمل حاليا العديد من المدن الكندية ومن بينها مونتريال.
استمعوا
اترك تعليقاً