شهر التراث الآسيوي في كندا: الاحتفال بحضارات الجاليات الآسيويّة وثقافاتها

posted in: تقارير | 0
استمعوا

 

تحفل أشهر السنة في كندا بمهرجانات واحتفالات عديدة ومتنوّعة. ولكلّ منها مناسبة خاصّة بها.

فمن شهر الثقافة إلى شهر التصوير إلى شهر إفريقيا وشهر الجاليات السوداء وصولا إلى شهر التراث الآسيوي الذي يصادف في أيار مايو من كل سنة.

يهدف شهر التراث إلى التعريف بثقافة الشعوب الآسيويّة وفنّها، ويتيح امام الكنديين فرصة الاطّلاع عن كثب على تاريخ حضاري عريق.

ويتيح امام ابناء الجاليات الآسيويّة في كندا فرصة التواصل مع ثقافاتها وعاداتها والاحتفاء بها والالتقاء حول القيم والعادات المشتركة.

يعود الاحتفال بالتراث الآسيوي إلى عام 2001، يوم وقّع  مجلس الشيوخ الكندي على مذكّرة رفعتها عضو المجلس فيفيان بوي لاختيار أيار مايو شهرا مخصّصا لإحياء المناسبة.

والسناتور فيفيان بوي أول كنديّة من أصل آسيوي جرى تعيينها في مجلس الشيوخ الكندي.

وتحمل بوي شهادة دكتوراه في التاريخ من جامعة تورونتو، وهي كاتبة ورسّامة لعالم الأزياء الذي حقّقت فيه شهرة واسعة. وهي ناشطة في منظّمات وجمعيات تابعة للجاليات العرقيّة. وهي بالطبع من الوجوه البارزة في الجاليات الآسيويّة.

فيفيان بوي اول كنديّة ىسيويّة يتمّ تعيينها عضوا في مجلس الشيوخ الكندي
فيفيان بوي اول كنديّة ىسيويّة يتمّ تعيينها عضوا في مجلس الشيوخ الكندي ©  موقع الحكومة الكنديّة/Gracieuseté de Neville G. Poy

وفي أيار مايو عام 2002 وقّعت الحكومة الكنديّة على إعلان رسمي لتعلن شهر أيار مايو شهر الجاليات الآسيويّة في كندا.

وتجري الاحتفالات في مختلف المقاطعات من شرق البلاد إلى غربها، ويشارك الكنديون في شتّى النشاطات ويتعرّفون من خلالها على تراث أبناء الجاليات الآسيويّة.

وهنا في مونتريال، تأسّس مهرجان “Accès Asie ” عام 1995 ، ويستمر سنويّا حتى التاسع عشر من أيّار مايو.

وعلى غرار شهر التراث، يهدف المهرجان بالدرجة الأولى إلى تعريف الكيبيكيين بالحضارة الآسيويّة.

ولكنّ لديه ابعادا اجتماعيا أيضا. فهو يهدف إلى تقريب الجاليات من بعضها البعض وتعزيز روح التسامح والعمل من اجل القضاء على الأحكام المسبقة السائدة، عن طريق إلقاء الضوء على تراث هذه الجاليات وحضاراتها العريقة المتجذّرة في تاريخها.

ويقدّم المهرجان نشاطات ثقافيّة عديدة، من شعر وموسيقى ورقص وغناء وآداب وفنون بصريّة.

ويشارك فيه هذه السّنة فنّانون من سنغافورة واليابان والهند وإيران والصين، فضلا بالطبع عن فنّانين من كيبيك وكندا.

ويقول  خوسرو بيراهماند المدير الفني للمهرجان إن المهرجان أنشئ لملء فراغ ثقافي على صعيد التعريف بالجاليات الآسيويّة.

ويتحدّث عن نشاط ثقافي متزايد مشيرا إلى أن الأجيال الأولى من المهاجرين الآسيويين كانت منغلقة على نفسها وتستقر في احياء يقول البعض إنها اشبه بالغيتو.

ويتابع بيراهماندي فيشير إلى أن اجيال اليوم من أبناء الجاليات الآسيويّة باتوا مندمجين بصورة أفضل  في المجتمع الكندي والكيبيكي.

ويضيف بأنه هو شخصيّا من أصل إيراني ويعتبر ان الثقافة أفضل وسيلة للتقارب والتعارف بين الشعوب.

ويأمل، مع اقتراب الذكرى العشرين على إنشاء المهرجان أن يتعزّز الاندماج وأن تتوسّع رقعة النشاطات لتشمل ،إلى كل الفنون التقليديّة، نشاطات من الفن المعاصر.

ويعرب  عن أمله في أن يستمر إحياء التراث الآسيوي في مونتريال إلى ما بعد موعد انتهاء المهرجان في التاسع عشر من ايار مايو.

وفي العاصمة اوتاوا، جمعيّة شهر التراث الآسيوي هي جمعيّة غير ربحيّة وغير سياسيّة وغير دينيّة. تأسّست عام 2002 على ضوء المذكّرة التي رفعتها السناتور فيفيان بوي وادّت بمجلس الشيوخ إلى إقرار شهر التراث الآسيوي.

وتضمّ الجمعيّة متطوّعين يقومون بنشاطات عديدة ثقافيّة وفنيّة، وهي توسّع رقعة نشاطها يوما بعد يوم.

وهذه السنة، أعلن وزير العمل الكندي جايسون كيني بصورة رسميّة انطلاق الاحتفال الوطني بشهر التراث الآسيوي خلال حفل نظّمه في متحف الطبيعة في اوتاوا.

وأكّد الوزير كيني أن الفرصة سانحة للتفكير في عطاءات ابناء الجاليات الآسيويّة ومساهماتهم في بناء كندا، بلد التعدّديّة المزدهر الذي نعيش فيه اليوم.

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *