قلما شكلت ملفات السياسة الدولية عاملا مهما في الانتخابات الكندية. فالهم الأساسي للناخب الكندي تمحور دائما حول الأوضاع الداخلية الاقتصادية منها والاجتماعية والصحية والسياسية المتعلقة بمسألة الوحدة والانفصال.
ولكن يبدو اليوم أن الاوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط والحربَ على تنظيم "الدولة الإسلامية" التي تشارك فيها كندا والمأساة الإنسانية الناجمة عن الصراع خاصة في العراق وسوريا وانعكاساتها الانسانية وحتى الأمنية على دول الجوار فرضت نفسها على الحملة الحالية.
ففي أقل من يومين، تطرق زعيم المحافظين رئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر إلى الوضع في الشرق الأوسط فتعهد اليوم بتخصيص مبلغ تسعة ملايين دولار على مدى ثلاث سنوات، لمساعدة الأقليات الدينية، ضحية إرهاب "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا ودول الجوار ، كما تعهد باستقبال عشرة آلاف لاجئ إضافي خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأمس أعلن عزمه على تجريم أي كندي يتواجد في مناطق محددة واقعة تحت حكم التنظيم كالرقة والموصل، باستثناء الصحافيين والدبلوماسيين وموظفي الحكومة والمتطوعين الإنسانيين. قال:
"ستعمد حكومة المحافظين في حال انتخابها إلى اعتبار مجرد زيارة أماكن سيتم تحديدها على أنها أماكن تواجد أنشطة إرهابية مخالفة جرمية".
وفي حين لم يتعرض التعهد الأول إلى الانتقاد، فقد قوبل الثاني بتحفظ الليبيراليين والكتلة الكيبيكية فاعتبر النائب الليبيرالي مارك غارنو أن "ثمة عدة أسئلة لم يجب عليها هاربر منها كيف سيحدد المناطق المحظورة وأن يقول لنا ماذا يدور فعلا في رأسه لأن الإعلان يشبه إعلانا انتخابيا موجها لكسب ود قاعدته الشعبية " واعتبر الليبيراليون أن القرار قد ينتهك حقوق الإنسان، فجاء رد هاربر:
"لا يوجد حق إنساني يقضي بزيارة "الدولة الإسلامية" وموقف زعيم الليبيراليين جوستان ترودو من القرار مخالف لموقف غالبية الكنديين".
أما زعيم الكتلة الكيبيكية جيل دوسيب فاعتبر أنه من حيث المبدأ لا بعارض القرار لكنه أضاف:
"إن بيع السلاح للعربية السعودية حيث النظام بربري، وعلى هاربر إذا كان جديا، أن يحافظ على التوازن بين الحرية والأمن ولكن أن يكف كذلك عن بيع السلاح لأنظمة تنتهك حقوق الإنسان".
يبقى ملفان دوليان يتوقع المراقبون أن تتم إثارتهما خلال الحملة الانتخابية الطويلة: الصراع العربي الإسرائيلي حيث تحظى إسرائيل بدعم كبير من زعيم المحافظين ستيفن هاربر، والنزاع الروسي الأوكراني حيث يعارض هاربر بشدة التدخل الروسي العسكري.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.