يقول المحلل السياسي وكاتب العمود في صحيفة "لا بريس" فينسان ماريسال إنه تلقى "سؤالاً ممتازاً" قبل يوميْن من أحد القراء: "لو أن هجمات باريس وقعت خلال الحملة الانتخابية الكندية، هل تعتقد أن الليبراليين بقيادة جوستان ترودو كانوا فازوا في الانتخابات؟".
لن نعرف مطلقاً الجواب على هذا السؤال، لكن يبدو لي أن مثل هذا السيناريو لكان أفاد المحافظين بقيادة رئيس الحكومة الخارجة ستيفن هاربر أكثر من منافسيه في الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي الجديد المعارضين لمشاركة مقاتلاتنا الجوية في المهمة الدولية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح والأكثر استعجالاً منه لاستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين، يقول فينسان ماريسال في مقاله بعنوان "فرنسا في حالة حرب. ونحن؟".
لكن، في المقابل، ما أنا متيقن منه هو أن رئيس الحكومة الجديد هو بصدد الرسوب في أول امتحان له على هامش هجمات باريس، يضيف ماريسال. وفي أوتاوا يقوم بعض الليبراليين بتحليل الخطوات الأولى لزعيمهم على الساحة الدولية بتأن.
يبدو أن جوستان ترودو، وبعد انتصاره الباهر في انتخابات التاسع عشر من الشهر الفائت، يجد صعوبة في استبدال بدلة الزعيم في الحملة الانتخابية ببدلة رئيس الحكومة. فمنذ مساء الجمعة، عندما وقعت هجمات باريس، تغيرت المعطيات. والأحداث الاستثنائية تتطلب ردوداً استثنائية، يقول ماريسال.

الملف الأول يتعلق بسحب طائرات "سي – اف 18" الكندية من المهمة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". رئيس الحكومة ووزير خارجيته ستيفان ديون كررا موقفهما القائل بإعادة الطائرات إلى كندا وإرسال عسكريين لتدريب البشمركة في كردستان العراق.
في محيط رئيس الحكومة يقولون إن مشاركتنا بست طائرات وبعدد محدود من الطلعات هي رمزية وإن كندا تكون أكثر إفادة بتدريبها الجنود المنخرطين في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
هذه حجة يمكن الدفاع عنها، لكن توقيتها سيئ، إذ تأتي في الوقت الذي تطلب فيه فرنسا، التي تعرضت للاعتداء، المساعدة، وفيما يقوم حلفاؤنا بتلبية النداء، يقول فينسان ماريسال.
هناك مخرج سهل ومشرّف، يرى الكاتب، ويتمثل بالتالي: سبق لحكومة هاربر أن تعهدت بالمشاركة في قصف أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" إلى نهاية آذار (مارس) المقبل. هل سيعتبر الكنديون مواصلة المهمة حتى هذا التاريخ بمثابة نقض صارخ لوعد انتخابي؟ لا أظن ذلك، يقول فينسان ماريسال.
والشيء نفسه بالنسبة لاستقبال 25 ألف لاجئ سوري. هل سيلوم الكنديون فعلاً الحكومة الليبرالية إذا ما استقبلت هذا العدد من اللاجئين، وبشكل لائق، ضمن فترة ستة أشهر بدل ستة أسابيع؟ هنا أيضاً، لا أظن ذلك، يضيف فينسان ماريسال.

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تلفظ يوم الاثنين بهذه الكلمات الخطيرة: "فرنسا في حالة حرب".
وماذا عنا نحن؟ يتساءل فينسان ماريسال.
لم تعلن كندا أي مرة أنها "في حالة حرب" منذ أيلول (سبتمبر) 2001 عند وقوع الهجمات على نيويورك وواشنطن.
هذه الكلمات مثقلة بالمعاني، سياسياً وعسكرياً وقانونياً. وكندا عضو في حلف شمال الأطلسي الذي تقول المادة الخامسة من ميثاقه إن أي هجوم على أي دولة من دول الحلف هو هجوم على كافة دوله، وإنه إذا ما طلبت إحدى دول الحلف المساعدة إثر تعرضها للاعتداء، يتوجب على كافة الدول الأعضاء تلبية النداء، يشير فينسان ماريسال.
عام 2002 رفض رئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا جان كريتيان مشاركة كندا في غزو الرئيس الأميركي جورج بوش للعراق. ونعلم أن ذاك الغزو كان يستند إلى فرضيات خاطئة. لكن بالتأكيد هذا الأمر لا ينطبق على رد فرنسا على تنظيم "الدولة الإسلامية"، يختم فينسان ماريسال.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.