من أهم الأحداث التي طبعت عام 2015 الذي يشرف على نهايته على الساحة الدولية
هجرة مئات آلاف السوريين هربا من الحرب الأهلية الدامية التي تعصف ببلدهم وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المسلح على مساحة هامة منه، ومخاطرتهم في بعض الأحيان بحياتهم في سبيل اللجوء إلى دول أجنبية ينعمون فيها بالسلام ومن بينها كندا
وتوصل الغرب وإيران إلى اتفاق حول برنامجها النووي.

وفي مقدمة الأحداث الهجوم الذي وقع مطلع العام على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا الذي ووجه باستهجان وشجب شديدين على المستويين المحلي والدولي ومشاركة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات مع حشود من الفرنسيين في تجمعات منادية بحرية التعبير ورفع شعار في العالم كلنا شارلي
ومنها أيضا الهجمات الدموية التي شنها ويشنها تنظيم بوكو حرام الإسلامي المتشدد في نيجيريا والتي أسفرت عن تدمير عشرات القرى وتسببت بهرب سكانها. وكشفت تقارير عن نزوح ما يقرب من مليوني نسمة داخل البلاد ولجوء أكثر من 170000 شخص إلى الدول المجاورة بالإضافة لمقتل ما يقرب من عشرين ألف شخص.
كما أن بوكو حرام يحتفظ بنحو من 200 طالبة من شيبوك رهائن منذ عام 2014 بالإضافة لآلاف الأطفال الآخرين لاستخدامهم في بعض الحالات في هجمات انتحارية.
ومن جملة هذه الأحداث الوضع في بوروندي حيث تسبب قرار الرئيس الحالي بيار كنورونزيزا بطلب ولاية رئاسية ثالثة بزج البلاد في أزمة أجبرت ما يقرب من 200000 بوروندي للهجرة إلى الدول المجاورة ومقتل ما لا يقل عن 400 شخص خلال مواجهات مع قوات السلطة.
ومن أهم الأحداث أيضا الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت النيبال أواخر شهر إبريل نيسان وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 8500 شخص وتدمير وإلحاق الضرر بما يقرب من نصف مليون مسكن.
ومن الأحداث أيضا التوترات العنصرية في الولايات المتحدة التي هزت مدينة بالتيمور وبعد أقل من سنة على أحداث فيرغسون حيث هاجمت مجموعة من الشباب بعضهم مسلحون بقضبان حديدية قطاعا من المدينة فكسروا واجهات المحلات التجارية وأحرقوا السيارات انتقاما لموت شاب أسود يدعى فريدي غراي في أعقاب توقيفه من قبل الشرطة.
وكانت عدة حالات قتل فيها أشخاص غير مسلحين من السود على يد الشرطة قد احتلت مكانا بارزا من اهتمامات الصحف.

ومن الملفت أيضا تصرفات وتصريحات أحد المتسابقين لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية بعد عام تقريبا من الآن، دونالد ترامب، الملياردير الذي ما يزال يحتل صدر استطلاعات الرأي رغم تصريحاته الصادمة عن المسلمين والمناهضة للهجرة.

أما الحدث المهم الذي طبع سنة 2015 وحاز على اهتمام الصحافة وأجهزة الإعلام والمنظمات الإنسانية كان وبدون أي شك أزمة اللاجئين السوريين ومحاولة أعداد كبيرة منهم مجازفين بحياتهم في بعض الأحيان اللجوء إلى دول أجنبية ومن بينها ألمانيا التي فتحت ذراعيها لعدد كبير منهم وكندا أيضا حيث تعهدت حكومة الحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو باستقبال 25000 لاجئ قبل نهاية العام الحالي غير أنها عدلت في نهجها لأسباب تقنية ولوجستية إذ مددت إمكانية استقبالهم إلى نهاية شهر فبراير شباط العام المقبل. وقد ترفع حكومة الحزب الليبرالي أعداد اللاجئين الذين تزمع استقبالهم إلى 50000 لاجئ. يشار إلى أن أعدادا منهم هم من المستفيدين من كفالات خاصة والبعض الآخر من المكفولين من الحكومة.
وكما أشرنا سابقا إلى حدث هام ساهم في تخفيف التوتر على الساحة الدولية هو التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، أي بعد 18 شهرا من المفاوضات الحثيثة بين الإيرانيين ومجموعة الخمسة زائد واحد، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا حيث توصل الطرفان لوضح حد لنزاع دام سنوات حول البرنامج الإيراني.
وينص الاتفاق التاريخي على تأطير ومراقبة الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي عارض بشدة الاتفاق اعتبر أنه خطأ فادح وستكون له تداعيات تاريخية.

ومن الأحداث الهامة أيضا ما تعرضت له العاصمة الفرنسية باريس في الثالث عشر من شهر نوفمبر تشرين الثاني لهجمات إرهابية منسقة أسفرت عن مقتل 130 شخصا في منطقة باريس بينهم 90 شخصا في مسرح باتاكلان بالإضافة لما يقرب من 350 جريحا.
هذه الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية المسلح وهي الأكثر دموية منذ عشرات السنين ووجهت بشجب في مختلف بقاع العالم.
وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بهذه الهجمات معتبرا أنها عمل حربي ضد فرنسا وأعلن عن تكثيف الضربات الفرنسية على تنظيم الدولة الإسلامية المسلح في سوريا والعراق.
وكانت حالة الطوارئ التي فرضت في فرنسا غداة الهجمات الإرهابية قد سمحت باعتقال ما لا يقل عن 200 شخص ومصادرة عدد كبير من الأسلحة.
والحدث الدولي الهام على المستوى البيئي كان بدون شك الاتفاق حول المناخ في باريس حيث توصل ممثلو 195 دولة ومن بينها كندا وبعد مشاورات مكثفة استمرت على مدى أسبوعين في مؤتمر باريس برعاية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية لاعتماد اتفاق يلحظ الحد من ارتفاع حرارة المناخ إلى ما دون عتبة درجتين مئويتين ومنح مساعدات للبلدان الفقيرة بقيمة 100 مليار دولار سنويا.
وحتى دخول الاتفاق حيز التطبيق في عام 2020، يتوجب أن يحصل على مصادقة 55 بلدا تمثل ما نسبته 55 % من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ورغم أن نص الاتفاق يتضمن مجموعة من نقاط الضعف حسب مراقبين إلا أن العديد منهم وصفوه بالاتفاق التاريخي إذ أنها المرة الأولى التي تتفق فيها الدول المجتمعة كافة على هذا الرهان.
(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.