إنها بداية سنة دراسية جديدة في كندا. وفي كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، تتزامن بداية العام الدراسي الجديد مع الذكرى السنوية الـ50 لإبصار معاهد الـ"سيجيب" (Cégeps) النور.
وفكرة إنشاء هذه المعاهد تعود لبول جيران لاجوا، أول شخص يتبوأ منصب وزير التربية في مقاطعة كيبيك وكان ذلك عام 1964 في حكومة جان لوساج الليبرالية.
ومُصطلح Cégep هو مختصر لتسمية Collège d'enseignement général et professionnel أي معهد التعليم العام والمهني، يدخله الطالب في مقاطعة كيبيك بعد إتمامه المرحلتيْن الدراسيتيْن الابتدائية والثانوية اللتيْن تستغرقان معاً 11 سنة، مقارنة بـ12 سنة في المقاطعات الكندية التسع الأخرى ذات الغالبية الناطقة بالإنكليزية.
ومعاهد الـ"سيجيب" ممر إلزامي لدخول الجامعة، ومدة الدراسة فيها سنتان للحصول على شهادة عامة وثلاث سنوات للحصول على شهادة فنية. ما يعني أن الطالب الكيبيكي لا يدخل الجامعة إلّا بعد إنهائه 13 سنة دراسية.
أما في سائر المقاطعات الكندية فيدخل الطالب الجامعة بعد نيله الشهادة الثانوية، لكن حصوله على شهادة البكالوريوس الجامعية يتطلب أربع سنوات مقارنة بثلاث سنوات للطالب الكيبيكي، فيحصل الاثنان بالتالي على هذه الشهادة بعد 16 سنة دراسة.
وقبل بلوغ معاهد الـ"سيجيب" سن الـ50 بسنوات ارتفعت أصوات في مقاطعة كيبيك تطالب بإلغائها، لكن أصواتاً عدة أيضاً أصرت ولم تزل على بقائها.
ما حسنات معاهد الـ"سيجيب" وما نقاط ضعفها؟ تناولتُ هذا الموضوع مع الدكتور حسّان جمالي الذي درّس الإلكترونيات في هذه المعاهد طيلة ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن. وللدكتور جمالي، الكندي السوري المولد، كتب ومؤلفات عدة من بينها "النجاح في كيبيك – دليل الدراسات والمهن للمهاجرين" الحائز على الجائزة الكيبيكية للمواطَنة التي تمنحها حكومة كيبيك لأشخاص أو جمعيات تقديراً لمساهمتهم في جعل كيبيك مجتمعاً تعددياً يطيب فيه العيش لجميع سكانه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.