سفير كندا لدى الصين بين عاميْ 2012 و2016، غي سان جاك (Radio-Canada)

الأزمة مع الصين: المعارضة تفشل في دعوة سفيريْن سابقيْن ووزيرة الخارجية للشهادة

لم تتمكن أمس أحزاب المعارضة في مجلس العموم من دعوة سفيريْن سابقيْن لكندا في الصين ووزيرة الخارجية كريستيا فريلاند للإدلاء بإفاداتهم أمام اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية والتنمية الدولية التابعة للمجلس.

وعقدت اللجنة بعد ظهر أمس اجتماعاً استثنائياً في عز العطلة البرلمانية الصيفية بدعوة من أعضائها المنتمين لحزب المحافظين، حزب المعارضة الرسمية، والحزبِ الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه وثاني أحزاب المعارضة. لكن الأعضاء المنتمين للحزب الليبرالي الحاكم في أوتاوا، والذين يشكلون الأغلبية في اللجنة، رفضوا اقتراحاً من زملائهم المحافظين والديمقراطيين الجدد بدعوة السفيريْن السابقيْن لدى الصين غي سان جاك وديفيد مالروني والوزيرة فريلاند وشهود آخرين.

وكان حزبا المعارضة الرئيسيان يريدان الاستماع إلى شهادتيْ السفيريْن السابقيْن ومساءلة وزيرة الخارجية بشأنهما والطلب منها تحديد سياسة حكومة جوستان ترودو تجاه الصين بعد ثمانية أشهر على اندلاع أزمة دبلوماسية مع هذه القوة العظمى، وهي أزمة تفاقمت مع مرور الوقت.

وما دفع المحافظين والديمقراطيين الجدد إلى ذلك هو تصريحات السفيريْن السابقيْن الأسبوع الماضي لصحيفة "ذي غلوب أند ميل" الكندية الواسعة الانتشار بأن أحد مسؤولي وزارة الشؤون العالمية برتبة مساعد نائب وزير اتصل بهما وتوجه إليهما بكلام أقل ما يُقال فيه إنه حزبي.

الكنديان الموقوفان في الصين، الدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ (إلى اليمين) ومايكل سبافور (AP Photo)

وقال السفير السابق ديفيد مالروني إن المسؤول الحكومي طلب منه الرجوع في المستقبل إلى وزارة الشؤون العالمية قبل الإدلاء بتصريحات للإعلام حول الأزمة مع الصين، وإنه قال له إن هذا التوجيه صادر عن مكتب رئيس الحكومة.

من جهته نفى رئيس الحكومة جوستان ترودو بشكل قاطع أن يكون مكتبه قد أصدر أي توجيه بهذا المعنى.

لكنّ سفير كندا الأسبق لدى الصين غي سان جاك أكّد عكس ذلك. "كان مكتب رئيس الحكومة يأمل في أن يكون بإمكان الأشخاص الذين لديهم تأثير معيّن في وسائل الإعلام، ومن ضمنهم سفراء كندا السابقون لدى الصين، التحدثُ (إلى الإعلام) ودعمُ استراتيجية الحكومة"، قال سان جاك.

وبالرغم من تأكيده أن ما من جهة منعته من التحدث بحرية إلى وسائل الإعلام، يقول سان جاك إن ما طلبه المسؤول الحكومي منه ومن السفير السابق ديفيد مالروني يدعو للدهشة.

"هذا بالطبع أمر غير عادي، ولذلك شعرتُ بشيءٍ من الحِيرة، فنحن في نهاية الأمر في بلد يتمتّع بحرية التعبير"، أضاف سان جاك الذي أكّد في مقابلة مع تلفزيون راديو كندا بأن المسؤول في وزارة الشؤون العالمية أبلغه أن مكتب رئيس الحكومة يريد منه ومن السفراء السابقين لدى الصين "التحدث بلغة واحدة".

وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند متحدثة في مجلس العموم في أوتاوا (أرشيف) / Adrian Wyld / CP

وأكّد سان جاك تلقيه اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند مساء 24 تموز (يوليو) قالت له فيه إنها "آسفة" من الانطباع الذي يمكن أن يكون قد نتج عن "ذاك الاتصال" الذي تلقاه من المسؤول الحكومي، وأضاف سان جاك أن الوزيرة قالت له "بإمكاني أن أؤكد لك كصحفية سابقة أن حرية التعبير أساسية بالنسبة لي، ومن غير الوارد تقييد هذا الحق على أيٍّ كان".

من جهته انتقد عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين بيار بول هاس الحكومة الليبرالية، فقال إن رئيسها جوستان ترودو يؤكد من جهةٍ أن الأخبار عن تدخل مكتبه لدى السفراء السابقين هي "غير صحيحة" ومن جهةٍ أُخرى "يمنع النوّاب من الكلام وفتحِ تحقيق".

المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، مينغ وانتشو (CBC)

يُذكر أن العلاقات الكندية الصينية تأزّمت منذ أن أوقفت السلطات الكندية المديرة المالية لدى عملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، مينغ وانتشو، في فانكوفر في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الفائت بناءً على طلب تسليم أميركي، إذ يتهمها القضاء الأميركي بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وبسرقة أسرار صناعية. وبعد تسعة أيام على ذلك أوقفت السلطات الصينية الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور في الصين واتهمتهما بالقيام بأنشطة تهدد الأمن القومي.

وأصدر القضاء الصيني فيما بعد حكماً بالإعدام بحق كندييْن آخريْن أُدينا بتهريب مخدرات. كما أوقفت الصين استيراد بذور الكانولا من كندا، وهي أكبر زبون أجنبي لها.

لكن الصين تؤكّد أن لا علاقة لتوقيفها كوفريغ وسبافور وإصدارها حكميْ الإعدام بحق كندييْن آخريْن وتوقفها عن استيراد الكانولا بتوقيف مينغ في كندا، وإن طلبت من كندا مرات عديدة الإفراج عن سيدة الأعمال الصينية.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
بيبو تبحث مع نظيرها الصيني مسألة تعليق استيراد الكانولا
"تحالف دولي واسع" مع كندا في قضية الكندييْن المعتقليْن في الصين
قضية كوفريغ وسبافور: ترودو يقطع الشك باليقين مؤكداً أن ترامب أثارها مع نظيره الصيني

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.