صورة لجواز سفر وهمي لـ"جمهورية غرب كندا" يتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاص يعتقدون أنّ من مصلحة الغرب الكندي أن يترك الاتحادية الكندية ليشكل دولة مستقلة (Facebook)

حركة “ويكسيت” الداعية لاستقلال الغرب عن كندا تتنامى لكن التحديات أمامها كبيرة

الشعور بالاغتراب في غرب كندا تجاه النصف الشرقي من البلاد ليس جديداً، وهو مر في فترات نمو كما في فترات تراجع، في ردود فعل على الحزب الحاكم في أوتاوا والسياسة الفدرالية التي يتبعها.

لكن الجديد هو تنامي حركة "ويكسيت" (Wexit)، الداعية لاستقلال الغرب الكندي بمقاطعاته الأربع عن الاتحادية الكندية، منذ الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة التي جرت في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.

فتلك الانتخابات أعادت الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جوستان ترودو إلى السلطة لمرة ثانية على التوالي، ولكن بحكومة أقلية ودون حصوله على أيٍّ من مقاعد ألبرتا الـ34 ومقاعد ساسكاتشيوان الـ14 في مجلس العموم الكندي.

وألبرتا وساسكاتشيوان في الغرب هما على التوالي أغنى مقاطعتيْن كنديتيْن بالنفط.

وفي مقاطعتيْ الغرب الكندي الأُخرييْن، بريتيش كولومبيا ومانيتوبا، نال الليبراليون 11 مقعداً من أصل 42 مقعداً في الأولى و4 مقاعد من أصل 14 مقعداً في الثانية.

زعيم حركة "ويكسيت" بيتر داونينغ (Terri Trembath / CBC)

وأحد مظاهر تنامي حركة "ويكسيت" كان تجمع أكثر من 700 شخص في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا، يوم السبت الفائت للاستماع إلى زعيم الحركة، بيتر داونينغ، وهو ضابط سابق في الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية).

الأمر يتعلق بحياتكم ومستقبلكم"، قال داونينغ للحضور الذين صفقوا له بحرارة هاتفين بقوة "الغرب يريد الخروج" (!The West wants out)، أي أنّ مقاطعات الغرب تريد الانفصال عن كندا.

وكشف داونينغ أنه مصمم على أن تشارك حركة "ويكسيت" في الانتخابات التشريعية المقبلة على صعيد المقاطعة في كل واحدةٍ من مقاطعات الغرب الأربع وعلى الصعيد الفدرالي أيضاً بعد أربع سنوات. وأشار إلى أهمية تنامي الحركة في هذه المقاطعات من أجل التوصل إلى تنظيم استفتاء شعبي فيها حول الانفصال عن كندا.

"أنا لستُ يسارياً ولا يمينياً. الانفصال هو لمصلحة كنديي الغرب من أجل إنقاذ اقتصادنا ومستوانا المعيشي"، يؤكد داونينغ.

أكثر من 700 شخص تجمعوا في كالغاري نهاية الأسبوع الفائت دعماً لحركة "ويكسيت" (CBC)

وحركة "ويكسيت" ليست بعدُ حزباً سياسياً معترفاً به. وتقول هيئة الانتخابات الكندية (Elections Canada) إنها تلقت من الحركة طلب ترخيص لتأسيس حزب سياسي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

وبانتظار الحصول على الرُخصة ينوي داونينغ مواصلة عقد التجمعات لدعم فكرة انفصال الغرب الكندي، ويأمُل في مشاركة حركته في الانتخابات العامة في ساسكاتشيوان العام المقبل.

ويرى عدد من المحللين السياسيين، من بينهم أستاذ العلوم السياسية في الحرم الجامعي سان جان التابع لجامعة ألبرتا في إدمونتون البروفيسور فريديريك بوالي، أنّ تبني الأحزاب الحاكمة في مقاطعات الغرب بعض مطالب حركة "ويكسيت"، دون الحاجة للدعوة إلى انفصال الغرب عن كندا، كفيل بسحب البساط من تحت قدميْ الحركة.

ففي ألبرتا، على سبيل المثال، يؤكد رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد جايسن كيني أنه لا يدعم انفصال مقاطعته، لكنه يشير إلى أن حكومته تدرس بعض الإجراءات الكفيلة بتعزيز صلاحيات المقاطعة وسلطتها، من بينها إنشاء جهاز شرطة خاص بألبرتا، على غِرار ما هو معمول به في مقاطعتيْ أونتاريو وكيبيك، وانسحابُ ألبرتا من نظام التقاعد الكندي لإنشاء نظام خاص بها كما هي الحال في مقاطعة كيبيك.

(راديو كندا / سي بي سي / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
حركةٌ استقلالية وازنة في ألبرتا أم تزايدٌ في الشعور بالإحباط والاغتراب؟
قراءة في نتائج الانتخابات الكندية وتحديات حكومة الأقلية الليبرالية
خروج الحزب الليبرالي الكندي من ألبرتا وساسكاتشيوان

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.