زعيم حزب المحافظين أندرو شير معلقاً اليوم في مجلس العموم على خطاب العرش الذي قدّمته أمس حكومة جزستان ترودو الليبرالية (Adrian Wyld / CP)

شير يحمّل ترودو مسؤولية “أزمة وحدة وطنية” ويقترح إلغاء الضريبة على الكربون

رأى زعيم حزب المحافظين أندرو شير أنّ الحكومة الليبرالية مسؤولة عن "أزمة وحدة وطنية" في كندا وأنّ رئيسها جوستان ترودو "لم يتعلّم شيئاً" منذ أن أعادته الانتخابات العامة الأخيرة إلى السلطة على رأس حكومة أقلية هذه المرة.

"كنائب فخور من (مقاطعة) ساسكاتشيوان، أنبّه جميع زملائنا من مختلف أنحاء كندا إلى عدم التقليل من شأن الشعور العميق بالاغتراب والغضب الذي يعتري حالياً سكان مقاطعتي وجيراننا في (مقاطعة) ألبرتا حول موقعهم في الاتحادية (الكندية)"، قال شير، مضيفاً أنّ "أضراراً جسيمة" لحقت بهاتيْن المقاطعتيْن "في السنوات الأربع الأخيرة"، أي خلال الولاية الحكومية الأولى لترودو.

وجاء كلام زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم خلال ردّه اليوم على خطاب العرش الذي قدّمته أمس الحكومة الجديدة المنبثقة عن انتخابات 21 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت. ويتضمن خطاب العرش الخطوط العريضة لبرنامج عمل الحكومة، وتخضع الحكومة على أساسه لتصويت بالثقة في المجلس.

رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو يصغي إلى حاكمة كندا العامة جولي باييت وهي تقرأ خطاب العرش بعد ظهر أمس أمام البرلمانيين في مجلس الشيوخ في أوتاوا (Chris Wattie / CP)

واتهم شير حكومة ترودو الليبرالية بأنها أكثرُ استعداداً للإصغاء إلى "مجموعات ناشطة مُموَّلة من الخارج" من الإصغاء إلى عمّال قطاع الطاقة في ألبرتا وساسكاتشيوان، على التوالي أغنى مقاطعتيْن بالنفط وحيث لم يفز الليبراليون في الانتخابات الأخيرة بأيٍّ من مقاعدهما الـ48 في مجلس العموم.

وأضاف شير أنّ القانونيْن "س-48" و"س-69"، اللذيْن أقرّهما مجلس العموم السابق ذو الأكثرية الليبرالية، أرسلا إشارات خاطئة إلى المستثمرين في قطاع الطاقة في وقت تراجعت فيه الاستثمارات في قطاع النفط إلى أدنى مستوياتها في عقد من الزمن.

ويَحدّ القانون الأول من كمية النفط التي يمكن نقلها إلى ساحل مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي لتصديرها إلى الخارج، فيما يُخضع القانون الثاني مشاريع الطاقة الكبيرة لتقييم من هيئة فدرالية جديدة.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP

وأكّد شير أن حزبه سيكون نصير الغرب الكندي في البرلمان. "سنكافح من أجل أنابيب النفط وتخفيض الضرائب وتقليص القيود التنظيمية لنجعل من كندا أفضل مكان في العالم للاستثمار والانطلاق في الأعمال وإيجاد الوظائف".

واقترح شير إدخال تعديل على خطاب العرش يلزم الحكومة بإلغاء الضريبة على الكربون و"إيقاف الهجوم على اقتصاد الغرب الكندي".

والضريبة على الكربون هي أحد إجراءات حكومة ترودو للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتفرضها الحكومة الفدرالية في المقاطعات التي لا تتوفر فيها أنظمة ضريبة على الكربون خاصةٌ بها.

لكن حظوظ زعيم المحافظين بأن تقبل حكومة الأقلية الليبرالية اقتراحه شبه معدومة. فكل الأحزاب الأخرى في مجلس العموم تدعم الضريبة على الكربون وتدعو لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة التغيرات المناخية.

زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه متحدثاً للصحفيين في أوتاوا أمس بعد تقديم حكومة جوستان ترودو الليبرالية خطاب العرش (Chris Wattie / CP)

وجاء في تقرير لوكالة الصحافة الكندية أنّ شير، الذي يكافح داخل حزبه من أجل البقاء في القيادة بوجه دعوات البعض له لكي يتنحى وينتخب المحافظون زعيماً آخر استعداداً للانتخابات المقبلة، يبدو مرتاحاً بعزل حزبه داخل البرلمان. وهذا أيضاً رأي زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه.

يُشار إلى أنّ حكومة ترودو أشارت أمس في خطاب العرش إلى أنها مدركة للقلق الاقتصادي "المبرَّر والهام" السائد في بعض مناطق كندا، في إشارةٍ إلى ألبرتا وساسكاتشيوان دون ذكرهما بالاسم، مجددةً التعهد بإيصال الموارد الكندية إلى أسواقٍ جديدة، في إشارةٍ منها إلى عزمها على تنفيذ مشروع توسيع أنبوب "ترانس ماونتن" لنقل النفط من ألبرتا إلى ساحل جارتها الغربية بريتيش كولومبيا.

وبالنسبة للتصويت على خطاب العرش، ليس هناك قلق لدى حكومة الأقلية الليبرالية من عدم الحصول على دعم أكثرية أعضاء مجلس العموم، فإيف فرانسوا بلانشيه قال أمس إن كتلته الكيبيكية، التي تضم 32 نائباً، ستصوّت لصالح الخطاب. وهذا الدعم لوحده كافٍ لمنع الحكومة من السقوط في امتحانها الأول.

(سي بي سي / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
حركةٌ استقلالية وازنة في ألبرتا أم تزايدٌ في الشعور بالإحباط والاغتراب؟
قراءة في نتائج الانتخابات الكندية وتحديات حكومة الأقلية الليبرالية
خروج الحزب الليبرالي الكندي من ألبرتا وساسكاتشيوان
بدء العمل بتوسيع أنبوب "ترانس ماونتن" لنقل نفط ألبرتا إلى ساحل الهادي

استمعوا
فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.