أحد الزبائن يقرع جرس متجر "سايكلسميث" (Cyclesmith) للدراجات الهوائية في هاليفاكس (Craig Paisley / CBC)

كندا: فيروس كورونا يساهم بدفع عجلة العمل في متجر درّاجات في هاليفاكس

يُقال إنّ مصائبَ قومٍ عند قومٍ فوائدُ. ولعلّ هذا القول المأثور ينطبق، ولكن ليس بمعنى الاستغلال الجشع، على متجر "سايكلسميث" (Cyclesmith) للدراجات الهوائية في هاليفاكس، عاصمة نوفا سكوشا وكبرى مدن مقاطعات الأطلسي الكندية.

فصاحب المتجر، أندرو فينسترا، يقول إنّ رقم أعماله ارتفع بنسبة 42% في النصف الأول من آذار (مارس) الفائت مقارنةً بمستواه في النصف الأول من الشهر نفسه من العام الفائت. ويبيع المتجر دراجات ويقدّم خدمات تصليح أيضاً.

ويعزو فينسترا هذا الإقبال إلى رغبة الناس بالبقاء نشطين مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي خلال جائحة "كوفيد 19" التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا المستجدّ.

"يمكننا الخروج في نزهة على الدراجة، في الهواء الطلق، دون أن يكون أحدنا ملتصقاً بالآخر"، يقول فينسترا.

أندرو فينسترا، صاحب متجر "سايكلسميث" (Cyclesmith) للدراجات الهوائية في هاليفاكس (Craig Paisley / CBC)

وأدخل متجر "سايكل سميت" عدة تعديلات على سير عمله، من ضمنها إجراءات نظافة صارمة، كي يُبقي أبوابه مفتوحةً أمام الزبائن مع ضمانه سلامتهم وسلامة موظفيه.

فباب المتجر بات موصداً خلال ساعات العمل، وعلى الزبائن أن يقرعوا جرساً كي يُتاح لهم الدخول. وهذا الإجراء يتيح ضمان وجود عدد قليل من الناس في المتجر خلال الوقت نفسه.

ويقوم عمال المتجر بتعقيم كل دراجة يمسّها زبون. ويؤكّد فينسترا أنه يُجري تقييماً للوضع كلّ مساء ليقرّر ما إذا كان سيفتح متجره في اليوم التالي.

"لم نعد نقدّم كل الخدمات التي نقدّمها في العادة، لكنّنا نقوم بأفضل ما يمكن (في الظروف الراهنة)، وزبائننا متفهمون بشكل جيد جداً لهذا الأمر"، يقول فينسترا.

وساهم الارتفاع الهام في الطلبيات على الإنترنت في ازدهار أعمال "سايكلسميث".

كما يوفّر المتجر خدمة استلام الدراجات المعطلة من منازل أصحابها وإعادتها إليهم بعد تصليحها، فيجنّب بالتالي زبائنه المغامرة بالخروج في الظروف الراهنة التي تدعو فيها السلطات المواطنين إلى لزوم منازلهم.

منظر عام لهاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا وكبرى مدن مقاطعات كندا الأطلسية، وتبدو قلعة المدينة محاطة بمساحة خضراء / Ron Garnett / Parcs Canada

ويتوزع العاملون في متجر "سايكلسميث" على ثلاث مجموعات، تعمل اثنتان منها بالتناوب، كل واحدةٍ في يوم معين، فإذا أصيبت مجموعة بالفيروس لا تنتقل العدوى منها إلى المجموعة الأُخرى. أما المجموعة الثالثة فتضمّ فينسترا والمدراء، وهي تأتي كلّ ليلة لتنظيف المتجر.

ويقول فينسترا إنّ موظفي المتجر يقومون بجهود كبيرة، وهو لا يزال يدفع لهم أجورهم الكاملة بالرغم من أنهم باتوا يعملون ثلاثة أيام فقط في الأسبوع.

"وبهذا الشكل يستطيعون مواصلة تغطية تكاليف معيشتهم… ونقوم نحن من جهتنا بتسديد الجزء الصغير المتوجب علينا تجاه الاقتصاد… مواصلين دفع عجلته بعض الشيء"، يقول فينسترا.

(سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
كوفيد 19: عدد طلبات إعانات البطالة يؤشّر إلى حجم الأزمة الاقتصادية

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.