ارتفع عدد ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت نهاية الأسبوع في مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي المطلّ على الأطلسي في وقت تواصل الشرطة الملكيّة الكنديّة التحقيق في 16 من مسارح الجريمة التي امتدّت على نحو 90 كيلومترا في شمال المقاطعة.
وكان مسلّح يرتدي زيّ الشرطة قد أطلق النار وأردى عددا من الأشخاص داخل منزل وخارجه في قرية بورتابيك الصغيرة النائيّة، وواصل قتل الضحايا متنقّلا بسيّارة شرطة مزيّفة حتّى بلغ بلدة إينفيلد، لتصل الحصيلة إلى 20 ضحيّة، من بينهم الشرطيّة في الشرطة الملكيّة الكنديّة هايدي ستيفنسن.
و قد استبدل المسلّح سيّارته بأخرى وواصل حصد المزيد من الضحايا، إلى أن أردته الشرطة قتيلا في محطّة وقود بعد مطاردة استمّرت نحوا من 12 ساعة.
وتشمل مسارح الجريمة 5 مبان محترقة كما قال رئيس العمليّات الجنائيّة في الشرطة الملكيّة المفوّض كريس ليذر الذي توقّع ارتفاع عدد القتلى في الأيّام المقبلة.

رئيس الحكومة جوستان ترودو في مجلس العموم قدّم التعزية بضحايا عمليّة إطلاق النار في نوفا سكوشا في 20-04-2020/Adrian Wyld/CP
واستخدمت الشرطة الفدراليّة صفحتها على موقع تويتر لإطلاع أبناء المقاطعة على تطوّرات عمليّة إطلاق النار.
وقال رئيس حكومة المقاطعة ستيفن ماكنيل إنّ الحكومة لم تلجأ إلى نظام التنبيه في حالات الطوارئ لأنّها لم تتلقّ طلبا بهذا الشأن.
"أعتقد أنّنا لو كنّا نمتلك ما يشبه نظام أمبر الذي ينبّه الناس بصورة فوريّة، لماذا لا نستخدمه. وسوف يتعيّن أن توضح الشرطة الملكيّة الكنديّة لماذا لم تستخدم جهاز التنبيه بقدر ما استخدمت موقع تويتر": ستيفن ماكنيل رئيس حكومة نوفا سكوشا.
و أضاف ماكنيل بأنّ المقاطعة في حالة حداد ومن غير المناسب طرح الأسئلة حول ما كان ينبغي القيام به في وقت كانت هناك عمليّة إطلاق نار وقتلى ولا بدّ من إعطاء الفرصة للشرطة الملكيّة لتوضيح ما حصل.

الشرطة الملكيّة الكنديّة وضعت في مقرّها في دارتموث صورة هايدي ستيفنسن عنصر الشرطة الملكيّة ، إحدى ضحايا حادثة إطلاق النار في نوفا سكوشا/Riley Smith/CP
وتوالت رسائل التعزية والمواساة منذ وقوع الحادثة، ووجّهت ملكة انكلترّا إليزابيث الثانية التي هي أيضا ملكة كندا في بيان تعازيها وتعازي الأمير فيليب لكلّ الذين فقدوا أحبّاءهم، مشيرة إلى "أننّا نشعر بالحزن العميق حيال هذا الحدث المروّع".
وأثنت الملكة إليزابيث في بيانها على شجاعة عناصر الشرطة الملكيّة الكنديّة والعاملين في الخطوط الأماميّة و تضحياتهم.
وتمّ تحديد هويّة 16 ضحيّة، من بينهم هايدي ستيفنسن إحدى عناصر الشرطة الفدراليّة، ومدرّسة وممرّضتان واثنان من حرّاس السجون وعدد من الأشخاص الذين تصادف وجودهم في موقع الجريمة.
وكان المجرم يعرف عددا من الضحايا ومن المرجّح أنّه خطّط لعمليّته منذ مدّة طويلة حسب قول بيار إيف بورديواس نائب المفوّض السابق في الشرطة الملكيّة الكنديّة.
وأشار بورديواس إلى أنّ القاتل استخدم سيّارة شرطة وارتدى بزّة توحي بأنّه واحد من عناصر الشرطة، ويستحيل القيام بذلك خلال 24 ساعة كما قال.
وأضف بأنّ توسّع رقعة الجريمة التي امتدّت لتشمل 16 موقعا يزيد التحقيق تعقيدا، ويتعيّن أن تستعين الشرطة الملكيّة الكنديّة حسب رأيه بخبراء من أجهزة شرطة أخرى لتصوير شريط الأحداث.
وتمّ فتح تحقيقين في الحادثة، أحدهما لمعرفة الدوافع وراء العمليّة والثاني حول تعاطي الشرطة الملكيّة معها.
والتحقيق معقّد كما قال رئيس العمليّات الجنائيّة في الشرطة الملكيّة الكنديّة المفوّض كريس ليذر.
ويستدعى التحقيق تدخّل العديد من فرق العمل للتحقيق في دوافع القاتل وإعطاء التفاصيل بشأنها لعائلات الضحايا، و التحقيق في الأدلّة التي تمّ جمعها من مسارح الجريمة، وفي أنشطة القاتل على موقع فيسبوك.
ويتعلّق التحقيق الثاني بتجاوب الشرطة الملكيّة مع الحادثة وكيفيّة انتشارها وتحديد طريقة التعامل مع ما حدث وما إذا كان ينبغي إدخال التعديلات عليها .
وقال نائب المفوّض السابق بيار إيف بورديواس إنّ الحادثة وقعت في منطقة ريفيّة نائيّة، وتلقّت الشرطة اتّصالا من رقم الطوارئ 911 ولبّت النداء فورا ولكنّ الدعم الإضافي قد يتأخرّ لأنّه يصل من مراكز تبعد بضعة كيلومترات عن مكان وقوع الحادثة.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.