تجاوَب عدد كبير من سكان مقاطعة كيبيك مع النداء الذي وجهته حكومة المقاطعة لهم لمساعدة المزارعين المحتاجين ليدٍ عاملة، فقدّم لغاية يوم أمس أكثر من 2300 شخص طلبات للعمل في المزارع الكيبيكية، وفق تقرير لوكالة الصحافة الكندية،
وأثنى أمس رئيس اتحاد المنتجين الزراعيين في المقاطعة (UPA) مارسيل غرولو على هذا التجاوب مع نداء حكومة كيبيك من قبل سكانها، لكنه توخّى الحذر في التفاؤل بما أنه يجب التحقق من عدد المتقدّمين الذين بإمكانهم فعلاً تلبية احتياجات المزارعين.
"على الأرجح هؤلاء الأشخاص ليسوا جميعاً مستعدين لبدء العمل صباح غد ولغاية تشرين الأول (أكتوبر)"، قال غرولو في مقابلة هاتفية مع وكالة الصحافة الكندية، مضيفاً "لكن لسنا بحاجة لذلك فقط، فعاملٌ يلتزم بثبات بشهرٍ واحد (من العمل) هو أيضاً جدير بالاهتمام".
وتعاونت حكومة كيبيك بشكل وثيق مع اتحاد المنتجين الزراعيين لإطلاق برنامج جذب اليد العاملة إلى الحقول الزراعية الذي رصدت له 45 مليون دولار.
وتقدّم الحكومة تحفيزاً مالياً بقيمة 100 دولار في الأسبوع لكلّ من يضمّ سواعده إلى سواعد المزارعين مدة 25 ساعة على الأقل في الأسبوع بين 15 نيسان (أبريل) الجاري و31 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
ويُضاف هذا المبلغ التحفيزي الأسبوعي إلى الأجر الذي يحصل عليه العامل من ربّ العمل، وهو أجر يكون في العادة بالحد الأدنى للأجور البالغ حالياً في مقاطعة كيبيك 12,50 دولاراً في الساعة والذي سيرتفع إلى 13,10 دولاراً في الساعة ابتداءً من الأول من أيار (مايو) المقبل.
عاملٌ في إحدى مزارع مقاطعة كيبيك (حقوق الصورة لراديو كندا)
وقالت حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ("كاك" CAQ) يوم الجمعة الفائت إنها تريد جذب 8500 شخص لدعم المزارعين في الموسم الحالي.
وقال غرولو إنّ الموقع الإلكتروني الذي يعطي التفاصيل المتعلقة بالتقدّم للعمل في الحقول تلقى أكثر من 72 ألف زيارة.
وتمنّى غرولو أن يشجّع هذا الإقبال المؤسساتِ الزراعية على مواصلة تحديد احتياجاتها من العمال، ما يسهّل توأمة مراكز التوظيف الزراعي التابعة للاتحاد.
وأشار غرولو إلى "بعض التردّد" لدى المؤسسات الزراعية في إرسال طلباتها إلى الاتحاد، مضيفاً "إذا كانت هناك (على سبيل المثال) مؤسسة محتاجة لـ50 عاملاً لقطاف الفراولة في حزيران (يونيو)، نريد أن نعرف ذلك. سنكون عندئذ قادرين على اختيار الأشخاص القادرين على القيام بهذا النوع من العمل".
يُشار إلى أنّه بسبب جائحة "كوفيد - 19" والإجراءات الوقائية المتخذة من قبل السلطات الكندية وسلطات حكومات المقاطعات، لن تستقبل كندا هذه السنة العدد الكافي من العمال الموسميين الأجانب لسدّ احتياجات مزارعيها.
عُمّال موسميون أجانب في إحدى مزارع جزيرة أورليان القريبة من كيبيك العاصمة (الصورة لراديو كندا)
وتستقبل مقاطعة كيبيك سنوياً أكثر من 10 آلاف عامل موسمي للعمل في قطاعها الزراعي، يأتون في غالبيتهم الساحقة من دول أميركا اللاتينية. ولم تستقبل المقاطعة هذه السنة سوى نحو 2000 عامل، قال غرولو.
كما أنّ الجائحة عرقلت سير العمل في الإدارات العامة في غواتيمالا والمكسيك، ما حال دون حصول عدد كبير من العمال على الوثائق الضرورية التي يحتاجون إليها من أجل السفر إلى كيبيك للعمل في حقولها ومزارعها.
وهناك حاجة ماسة للعمال الزراعيين في منطقتيْ مونتيريجي (Montérégie) ولورانتيد (Laurentides)، وهما اثنتان من المناطق الإدراية الـ17 في مقاطعة كيبيك.
"نريد كيبيك أكثر استقلالية في تأمين غذائها"، قال رئيس الحكومة الكيبيكي فرانسوا لوغو في واحدةٍ من إحاطاته الإعلامية اليومية الأخيرة، مضيفاً "هذا يعني أنه يجب أن يتواجد عدد أكبر من الناس في مزارعنا وحقولنا".
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
"كوفيد - 19": الكيبيكيّون بدأوا تلبية نداء حكومتهم للتوجّه إلى الحقول الزراعيّة
"كوفيد - 19": الاتحاد الكندي للزراعة يطالب بصندوق طوارئ لمواجهة الأزمة
"كوفيد - 19": القلق يساورالعمّال الموسميّين الأجانب في كندا
كندا: خسارة أكثر من مليون وظيفة في مارس في ظلّ "كوفيد - 19" ومُعدّل البطالة 7,8%
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.