قوبل قرار حكومة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) في شرق كندا بمنع دخول العمال الموسميين الأجانب إلى المقاطعة بمعارضة شبه كاملة من قبل أحزاب المعارضة.
وكان رئيس حكومة الحزب التقدمي المحافظ في المقاطعة بلين هيغز قد أعلن هذا القرار أمس، محاججاً بأنّ هناك "مخاطرة كبيرة" في السماح لعدد أكبر من الناس بدخول نيو برونزويك في ظلّ جائحة "كوفيد - 19" ومشيراً إلى أنّ قراره مؤقت.
وفاجأ القرار صناعة تحويل المنتجات البحرية في هذه المقاطعة الأطلسية، فقال اتحاد صيادي المقاطعات البحرية لراديو كندا إن القرار "يلقي المزيد من القلق على هذا القطاع".
وكان البروتوكول المُتّبع يوحي بأنّ بإمكان العمّال الأجانب الذين يصلون إلى المقاطعة أن يبدأوا العمل بعد أسبوعيْن من الحجر الصحي.
عُمّال موسميون أجانب في إحدى مزارع الشرق الكندي (الصورة لراديو كندا)
وكان عمّال موسميون من المكسيك يستعدّون للمجيء إلى نيو برونزويك اليوم على متن رحلة جوية خاصة، يقول عضو الجمعية التشريعية في المقاطعة جاك لوبلان، لافتاً إلى أنّ الحكومة لم تستشر صناعة تحويل المنتجات البحرية، التي قامت باستثمارات كبيرة، قبل اتخاذها قرارها، ومعرباً عن خيبته من القرار.
وينتمي لوبلان للحزب الليبرالي المحلي الذي يشكل المعارضة الرسمية، ويمثّل دائرة "شدياك - بوباسّان - كاب - بوليه" (Shediac-Beaubassin-Cap-Pelé) الساحلية في جنوب شرق نوفو برونزويك، وهو يرى، أسوةً بغيره من نواب المعارضة، أنّ على الحكومة تقديم تعويضات للقطاعات الاقتصادية المتضررة من قرارها.
"أتفهم الجانب المتصل بالسلامة في قرار الحكومة، لكنّ هذه المصانع في جنوب الشرق ملتزمة منذ أربعة أسابيع بالإجراءات الوقائية الضرورية لتضمن حماية الموظفين من عدوى الأوبئة"، يقول لوبلان.
رئيس حكومة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) بلين هيغز متحدثاً أمس في فريديريكتون في إحاطته الإعلامية اليومية حول الأوضاع المتصلة بجائحة "كوفيد - 19" (حقوق الصورة لراديو كندا)
وكان قطاع تحويل المنتجات البحرية في نيو برونزويك يتعاون منذ شهر مع حكومة المقاطعة من أجل وضع بروتوكول للسلامة في أماكن العمل.
ويقول لوبلان إنّ الشركات العاملة في ها القطاع قامت بكل ما يلزم واستوفت شروط وزارة الصحة ووزارة الصيد البحري، إلى أن أعلنت الحكومة أمس قرار منع دخول العمّال الأجانب، فذهبت جهود الشركات أدراج الريح.
ومن جهته طلب اتحاد الصيادين البحريين المستقلين في كندا (FPIC) من الحكومة الفدرالية تعزيز دعمها لقطاع الصيد البحري.
وتقول رئيسة الاتحاد ميلاني سُونِنبيرغ إنّه يجب على الحكومة الفدرالية أن تدعم قطاع الصيد البحري الذي وصفته بالـ"أساسي" بشكلٍ "فوري".
ويطالب الاتحاد بتكييف برنامج المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU - CERB) مع واقع الصيادين وبتمديد مدة الاستفادة من إعانات البطالة.
المُزارع كيفين أرسونو، عضو الجمعية التشريعية في نوفو برونزويك (نيو برونزويك) عن الحزب الأخضر (Thierry Laflamme / Radio-Canada)
وقطاع الزراعة والتصنيع الزراعي هو، إلى جانب صناعة تحويل المنتجات البحرية، الأكثر تضرراً من قرار حكومة هيغز.
عضو الجمعية التشريعية عن الحزب الأخضر في نوفو برونزويك كيفين أرسونو مُزارع، ويقول إنّ الحكومة لم تستشره قبل إعلان قرارها بمنع دخول العمال الأجانب.
ويُمثّل أرسونو دائرة "شمال كنت" (Kent North - Kent-Nord)، وهو يعرب عن معارضته الشديدة لقرار الحكومة، معتبراً أنه "خطأ فادح" و"غير مُبرَّر أخلاقياً"، ويذهب لحدّ وصفه بالـ"عنصري".
ويرى لوبلان أنّ قرار حكومة الأقلية برئاسة هيغز يشكّل خطراً على العديد من المَزارع في نيو برونزويك، مضيفاً أنه يعتقد "بصدق" أنّ هناك "مزارع قد تعلن إفلاسها".
وللحزب الأخضر ثلاثة نوّاب في الجمعية التشريعية لنوفو برونزويك التي تضمّ 49 عضواً، أسوةً بحزب تحالف أهالي نيو برونزويك (People's Alliance of New Brunswick) المنتمي ليمين الوسط والذي لم يردّ على طلب راديو كندا بالتعليق على قرار حكومة هيغز.
ويساهم ما بين 2500 و3000 عامل موسمي أجنبي سنوياً في دفع عجلة الاقتصاد في مختلف القطاعات في نيو برونزويك. لكنّ قرار حكومة هيغز لا يطال نحواً من 1500 عامل أجنبي متواجدين حالياً في المقاطعة.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
"كوفيد - 19": نيو برونزويك (نوفو برونزويك) تمنع دخول العمّال الموسميين الأجانب إلى أراضيها
"كوفيد - 19": قطاع تربية المحار في نيو برونزويك (نوفو برونزويك) يعاني هو الآخر
"كوفيد - 19": مدارس نيو برونزويك (نوفو برونزويك) ستبقى مقفلة حتى نهاية العام الدراسي
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.