تراجعت المساهمة الكندية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى أدنى مستوى تاريخي لها، فيما تسعى كندا بعزم وتصميم للفوز بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
فحسب بيانات الأمم المتحدة كان 35 جندياً وشرطياً كندياً يشاركون في عمليات حفظ السلام الأممية في أواخر الشهر الفائت. وهذه أدنى مشاركة كندية من نوعها منذ عام 1956 على الأقل حسب وُولتر دورن، الخبير في شؤون حفظ السلام في معهد القوات الكندية (CFC) في تورونتو.
ولعلّ أكثر ما يلفت النظر في هذا الرقم هو أنّه سبق لحكومة جوستان ترودو الليبرالية أن وعدت بتزويد قوات حفظ السلام الدولية بما يصل إلى 600 جندي و150 شرطياً في إطار خطة تلحظ أكثر من ذلك وتعكس رغبة كندا بزيادة دعمها لهذه القوات الأممية.
لكن في 25 نيسان (أبريل) الفائت كان لكندا 25 جندياً موزعين على مهمات الأمم المتحدة في مالي ودولة جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وقبرص والشرق الأوسط، إضافة إلى 10 ضباط من الشرطة في مالي.
ويأتي الكشف عن هذه الأرقام فيما تستعدّ الحكومة الكندية للمرحلة الأخيرة من حملتها الهادفة للحصول على أحد المقعديْن غير الدائميْن في مجلس الأمن اللذيْن سيصبحان شاغريْن العام المقبل، في منافسةٍ حادة مع كلٍّ من النرويج وإيرلندا.
وفي أواخر نيسان (أبريل) كانت إيرلندا تشارك بـ474 جندياً في مهمات حفظ السلام، فيما النرويج تشارك بـ65 من جنودها.
ويعتقد دورن أنّ المشاركة الكندية المتدنية في عديد قوات حفظ السلام "تؤذي كثيراً ترشحنا لمقعد (في مجلس الأمن)". "في الواقع يمكن القول إنها كعب أخيل" بالنسبة لسعي كندا للحصول على مقعد. "وفي حملاتها السابقة أشارت كندا إلى مشاركتها، المرتفعة آنذاك، لدعم ترشحها"، يذكّر دورن.
صحيح أنّ المشاركة الكندية المتدنية حالياً تتزامن مع جائحة "كوفيد - 19" التي توفّر سبباً مشروعاً لتجميد بعض التحركات والأنشطة العسكرية، مع تعليق الأمم المتحدة أيضاً عملياتٍ بسبب الجائحة، يقول دورن. لكنّ الجائحة ضربت كندا منتصف آذار، وكان لكندا أواخر الشهر السابق، شباط (فبراير)، فقط 46 عسكرياً مشاركاً في قوات حفظ السلام، يشير دورن.
لكنّ سفير كندا لدى الأمم المتحدة مارك أندريه بلانشار يقول من جهته إنّ مساهمات الدول في عمليات حفظ السلام لا تقتصر على عدد جنودها.
فكندا، وإن كان عدد جنودها في عمليات حفظ السلام متدنياً حالياً، هي "من أكبر المساهمين الماليين" في هذه العمليات.
"كنا الأوائل في التحدث مع الأمم المتحدة حول ما أسميناه التعهدات الذكية لعمليات حفظ السلام. فما تحتاج إليه عمليات حفظ السلام من كندا لا يتعلق كثيراً بعدد كبير من الجنود، إنما بالمعدات المتخصصة والقوات المتخصصة والتدريب وبالدعم التقني في طرق عديدة"، يقول بلانشار.
كما أنّ كندا تقوم بدور قيادي في اللجنة الخاصة للأمم المتحدة حول عمليات حفظ السلام، واسمها "سي 34"، بهدف فتح الأبواب المغلقة في الأمم المتحدة وتشجيع الاستخدامات المبتكَرة للموارد العسكرية، يضيف بلانشار.
وتُحدّد الجمعية العامة للأمم المتحدة مصير المقعديْن الشاغريْن في مجلس الأمن في اقتراع سرّي تجريه في حزيران (يونيو) المقبل.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
عضوية كندا في مجلس الأمن الدولي أكثر أهمية من أيّ وقت مضى حسب ترودو
جوستان ترودو يسعى لحشد التأييد لترشّح كندا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن
السنغال تعد كندا بدعم مسعاها للحصول على مقعد في مجلس الأمن
موفد كندي خاص إلى أربع دول عربية لدعم ترشّح كندا إلى مجلس الأمن
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.