أثارت وفاة رجل أميركيّ من أصول إفريقيّة على يد شرطيّ أبيض موجة غضب عارمة في الولايات المتّحدة، وشهدت مدنها الكبرى مظاهرات وأعمال شغب وحرق ونهب طوال أيّام عديدة.
وفي كندا، جرت مظاهرات في العديد من المدن عبر أنحاء البلاد، للتنديد بمقتل جورج فلويد وبالعنصريّة وشراسة الشرطة.
ودعا كبار مسؤولي الصحّة العامّة المشاركين في المظاهرات إلى إسماع صوتهم ومراعاة إجراءات للوقاية من جائحة كوفيد-19 في الوقت عينه.
وأقرّ مسؤولو الصحّة العامّة بوجود نقص صارخ في البيانات المتعلّقة بكيفيّة تضرّر المجتمعات المهمّشة بالجائحة.
وعملت السلطات الصحيّة في كندا لأشهر على تثبيط التجمّعات الضخمة للوقاية من انتشار الفيروس الفتّاك.
ولم يقترح أحد من المسؤولين، أكان وزيرة الصحّة باتي هايدو او مديرة وكالة الصحّة العامّة د. تيريزا تام تجنّب النزول إلى الشارع في هذه الحالة التي تجري فيها المظاهرات في العديد من المدن الكنديّة.

مظاهرة في مونتريال للتنديد بمقتل الأميركي جورج فلويد في 31-05-2020/Graham Hughes/CP
"يُعتبر الاجتماع معا بمثابة طريقة قويّة لتقديم الدعم ولأن تكون حليفا": وزيرة الصحّة باتي هايدو.
وأضافت الوزيرة في حديثها إلى الصحفيّين إلى أنّ هناك طرقا آمنة للقيام بذلك.
ودعت المتظاهرين إلى استخدام معقّم اليدين ووضع الكمّامات واحترام التباعد الجسدي قدر الإمكان.
"رغم أنّنا رأينا الكثير من المظاهرات السلميّة هنا في كندا، نستمرّ في تشجيع الناس على التزام جانب الحذر عندما يجتمعون في حشود كبيرة": د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة"
وأشارت د. تام إلى أنّ استخدام اللافتات وإحداث الضوضاء أكثر أمانا من رفع الأصوات ليعبّر المتظاهرون عن انفسهم.
"الصراخ وهذا النوع من السلوك يمكنه أن يؤدّي إلى إصدار المزيد من الرذاذ. احترسوا من الآخرين. وقد خرج الناس للتظاهر ولدعم هدف مشترك ": د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة دعت إلى اعتماد الوقاية والحذر أثناء التظاهر/Justin Tang/CP
وأكّد كلّ من رئيس الحكومة جوستان ترودو و د. تام على أنّه من المهمّ أن تقوم كندا بأداء أفضل على صعيد جمع بيانات بشأن الجائحة حول الجاليات العرقيّة.
وقال ترودو إنّ جائحة كوفيد-19 لا تضرب الجميع بالطريقة نفسها، ومن الممكن أن يصبح الأشخاص الأكثر هشاشة لأسباب مختلفة أكثر عرضة لجائحة كوفيد-19.
وأكّد رئيس الحكومة على أهميّة الحصول على صورة دقيقة حول كيفيّة تأثّر هؤلاء الأشخاص بالجائحة، لنعرف كيف يمكن مساعدتهم كما قال.
وتعمل الحكومة الكنديّة بالتعاون مع حكومات المقاطعات للحصول على المزيد من البيانات المفصّلة بهذا الشأن كما قال ترودو.
وقالت د. تيريزا تام إنّه بات بإمكان المسؤولين الكنديّين الفدراليّين الحصول على 99 بالمئة من الملفّات من المقاطعات والأقاليم، ولكنّها ما زالت تخلو من تفاصيل حول العرق.
ويعمل مكتبها بالتعاون مع وكالة الإحصاء الكنديّة للحصول على معلومات أفضل كما قالت.
وقد ضربت الجائحة بحدّة أكبر بعض الأحياء في مدينتي تورنتو ومونتريال بسبب احتمال تفشّي الوباء في مراكز العمل أو بسبب ظروف الاكتظاظ فيها كما قالت د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة.
ونهاية الأسبوع الفائت، تظاهر الآلاف في مدينة تورنتو للتنديد بمقتل سيّدة سوداء ألقت بنفسها من الشرفة أثناء وجود الشرطة في الشقّة التي تقيم فيها مع عائلتها.
وتظاهر نحو من 4 آلاف شخص تضامنا مع عائلة ريجيس كورشنسكي باكيت التي ما زالت ظروف وفاتها غامضة.
ونظّمت المظاهرة مجموعة تسمّى Not Another Black Life "ليس حياة سوداء أخرى، وطالب المتظاهرون الذين وضعوا كمّامات بالعدالة ورفعوا لافتات تندّد بمقتل الشاب الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد رجل شرطة أبيض في مينيابوليس في الولايات المتّحدة
وطلبت عائلة الشابّة الكنديّة ريجيس كورشنسكي باكيت من المتظاهرين بالتظاهر سلميّا وعدم إثارة الشغب في تورونتو.
وجرت مظاهرات احتجاج ضدّ العنصريّة وضدّ مقتل جورج فلويد في عدد من المدن الكنديّة الأخرى، ومن بينها مونتريال و كالغاري.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كند/ راديو كنداا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.