انتقدت أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي موقف رئيس الحكومة جوستان ترودو خلال مؤتمره الصحفي يوم أمس الثلاثاء.
فقد توقّف ترودو عن الكلام مدّة 21 ثانية قبل أن يجيب عن سؤال طرحه عليه أحد الصحفيّين حول رأيه في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المظاهرات المناهضة للعنصريّة التي تجري في عدد من المدن الأميركيّة.
وتجنّب ترودو التعليق على موقف ترامب بعد مقتل الشاب الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطيّ أبيض في منيابوليس وتجنّب انتقاد ترامب بصورة مباشرة، وتحدّث بصورة شاملة عن "الظلم الاجتماعي".
"ننظر جميعا بشيء من الرعب والخوف إلى ما يجري في الولايات المتّحدة، والوقت هو لجمع الناس معا والإصغاء والتعلّم، عندما يستمرّ الظلم على مدى سنوات وعقود": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
واعتبر كلّ من إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة و جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد أنّ ترودو افتقر إلى الشجاعة من خلال رفضه انتقاد موقف الرئيس ترامب الذي قال عن نفسه إنّه رئيس القانون والنظام، وهدّد بنشر الجيش وتعبئة كافّة الموارد لمواجهة المتظاهرين.
جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد قال إنّه تعرّض للتمييز عندما كان صغيرا/Adian wyld/CP
ورأى بلانشيه أنّه من الضروري أن يُظهر ترودو المزيد من الشجاعة في مواجهة "الأعمال العدوانيّة التي يقوم بها الرئيس الأميركي والتي غذّت الفوضى في شوارع البلاد" حسب قول بلانشيه.
ووصف بلانشيه موقف ترودو بأنّه "مناورة قدّمها أستاذ المسرح السابق"، وأنّ ترودو كان متردّدا في قول ما يعتقد أنّه الحقيقة.
ورئيس الحكومة كما قال بلانشيه، أكثر ميلا لاتّهام الكنديّين بالعنصريّة من اتّهام ترامب بالتحريض وإثارة التوتّر الاجتماعي الخطير.
"يميل رئيس الحكومة لاتّهامنا جميعا بكلّ الرذائل،" قال زعيم الكتلة الكيبكيّة، في حين اعتبر زعيم الديمقراطيّين الجدد جاغميت سينغ أنّ "صمت ترودو ينمّ عن الرياء".
وكان بلانشيه يعلّق على ما قاله ترودو من أنّ العنصريّة الممنهجة موجودة في كندا.
وقال ترودو إنّه يدرك قلق السود و غضبهم وحزنهم، وأكّد أنّ حكومته تعمل على مكافحة العنصريّة بكلّ أشكالها.
واعتبر بلانشيه أنّ هناك من زعماء العالم من كانوا اكثر شجاعة من ترودو في انتقادهم الرئيس الأميركي في حين اكتفى رئيس الحكومة الكنديّة بعرض مواقف بديهيّة حول العنصريّة المعادية للسود.
إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة اعتبر أنّ جوستان ترود افتقر إلى الشجاعة في تعليقه على موقف الرئيس ترامب من المظاهرات المعادية للعنصريّة التي تجري في الولايات المتّحدة/Adrian Wyld/CP
وتحدّث جاغميت سينغ من جهته عن التمييز الذي تعرّض له شخصيّا في سنّ الشباب، كونه كنديّا من طائفة السيخ.
واعتبر أنّ صمت ترودو شبيه بصمت أشخاص يختارون عدم الكلام عندما يعاينون حالات مماثلة.
"أذكر أنّه كان هناك عدد من المارّة، ينظرون أو يضحكون ربّما، ويلوذون بالصمت. و ولم يساعدني أبدا الأطفال الذين لاذوا بالصمت. ولم يساعد صمتهم في وقف الضربات والكلمات الجارحة التي كنت أتلقّاها": جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي المعارض.
وأضاف سينغ أنّه من الحيويّ أن يتحرّك الناس عندما يرون البعض يُقتلون لأنّهم يعبّرون عن اختلافهم و إحباطهم ولأنّهم غاضبون، ولا يمكن أن تبقى كندا ساكنة وألّا تتحرّك كما قال.
واعتبر سينغ أنّ من مسؤوليّة رئيس الحكومة الكنديّة أن يقول شيئا ما عندما تصدر عن الرئيس ترامب مواقف مثيرة للتوتّرات، وينبغي أن يقول ترود إنّها غير مقبولة ومذمومة وتزيد من حدّة العنف في الولايات المتّحدة.
وقالت إليزابيث ماي زعيمة حزب الخضر المستقيلة إنّها غير مستعدّة لانتقاد صمت رئيس الحكومة ونائبته كريستيا فريلاند حول التهديد باستخدام الجيش لمواجهة المتظاهرين الذي لوّح به الرئيس الأميركي.
وأضافت بأنّهما يعتمدان على علاقة سليمة مع إدارة الرئيس ترامب للتفاوض بشأن اتّفاقات مختلفة، من بينها على سبيل المثال الاتّفاق حول حركة التنقّل عبر الحدود بين البلدين في ظلّ جائحة كوفيد-19، وأشارت إلى أنّ دور الحكومة مختلف عن دور زعماء المعارضة.
وكانت كريستيا فريلاند نائبة رئيس الحكومة قد دافعت عن جوستان ترودو ووصفت إجابته على سؤال الصحفي بأنّها ممتازة وبليغة.
"أعتقد أنّ أهمّ ردّ من أيّ زعيم سياسي كندي، يجب أن يكون فهم مسؤوليّاتنا حول ما يحدث هنا في بلادنا": كريتسيا فريلاند نائبة رئيس الحكومة الكنديّة.
(راديو كندا / سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.