أيّل فرجينيا ينتشر بأعداد كبيرة في شمال مقاطعة ألبرتا/(pixabay.com)

أيّل فرجينيا ينتشر بأعداد كبيرة في شمال مقاطعة ألبرتا/(pixabay.com)

ألبرتا: قطعان الأيائل تغزو الغابات الشماليّة في المقاطعة

تواجه الغابات الشماليّة في مقاطعة ألبرتا العديد من المخاطر حسب الدراسات المتتالية بشأنها، من بينها بصورة خاصّة حرائق الغابات التي تلتهم مساحات واسعة منها.

وتتحدّث دراسة جديدة  نشرتها مجلّة "نيتشر" العلميّة عن الخطر الذي يمثّله أيّل فرجينيا على الغابات الشماليّة وعلى النظام البيئي فيها.

وتفيد الدراسة أنّ قطعان الأيائل بيضاء الذيل المسمّاة أيضا أيّل فرجينيا، تواصل الهجرة نحو الغابات الشماليّة بسبب اعتدال  فصول الشتاء وأيضا بسبب صناعة النفط واختراق المساحات البريّة الشاسعة من قبل الإنسان.

وأجرى الدراسة عالم البيئة البريّة في جامعة فكتوريا البروفسور جيسن فيشر وخلُص إلى أنّ "غزوة الأيائل" تضرّ بالنظام البيئي في منطقة فورت ماكموري.

واستُخدمت  في الدراسة 62 كاميرا لتتبّع حركة تنقّل الأيائل على مقربة من منطقة فورت ماكموري في شمال شرق ألبرتا على مدى ثلاث سنوات.

أيّل فرجينيا يوسّع مواطنه في شمال ألبرتا على حساب حيوان الرنّة/Adrian Wyld/CP

أيّل فرجينيا يوسّع مواطنه في شمال ألبرتا على حساب حيوان الرنّة/Adrian Wyld/CP

"أيائل فرجينيا متواجدة في كلّ مكان وهي توسّع نطاق مواطنها. و نظرا للتداعيات السلبيّة التي تتركها على النظام البيئي، من الممكن الحديث عن غزوة الأيائل" جيسن فيشر أستاذ علم البيئة في جامعة فكتوريا.

والتقطت الكاميرات ما يزيد على 141 ألف صورة، وظهرت الأيائل في 80 بالمئة منها.

وتفيد الدراسة بما لا يقبل الشكّ أنّ أيائل فرجينيا هي أكثر الثدييات الكبيرة انتشارا في المنطقة كما قال البروفسور فيشر. وأضاف بأنّها موجودة في كلّ مكان، وتواجدها بالأعداد الحاليّة جديد بالتأكيد، وتنامت بصورة خاصّة خلال العقد الأخير حسب قوله.

الأيائل غريبة عن هذه المنطقة:

ويقول البروفسور فيشر إنّ الأيائل ليست مولودة في هذه المنطقة، وغالبا ما تزداد أعدادها على حساب أنواع أخرى من الحيوانات، من بينها حيوان الكاريبو أي الرنّة.

ومن المعروف أنّ حيوان الرنّة منتشر في مناطق الشمال القطبي ومناطق عديدة في الشمال الكندي.

و اقترن اسمه بعربة بابا نويل التي تجرّها حيوانات الرنّة لنقل الهدايا إلى الأطفال في عيد الميلاد.

والمعروف أيضا أنّ هذه الحيوانات تعيش في ظروف مناخيّة قاسية تستطيع التكيّف معها.

ولكنّ عدد أيائل فرجينيا الغريبة عن منطقة الغابات الشماليّة في ألبرتا يتنامى منذ عقود حسب الدراسة، مع ما يتركه تناميها من تداعيات حسب الدراسة.

و تتسبّب الأيائل باختلالات في السلسلة الغذائيّة الطبيعيّة، وتتنافس مع  قطعان حيوانات أخرى في التهام المراعي النادرة في الغابات الشماليّة.

نجح أيّل فرجينيا في الكتيّف مع الظروف القاسية وتنامت أعداده في شمال مقاطعة ألبرتا/ JASON FISHER

نجح أيّل فرجينيا في الكتيّف مع الظروف القاسية وتنامت أعداده في شمال مقاطعة ألبرتا/ JASON FISHER

كما أنّ تواجدها يجتذب حيوانات مفترسة أخرى مثل الذئاب إلى المنطقة.

ويقول معدّ الدراسة جيسن فيشر إنّ الأيائل غريبة عن شمال ألبرتا، ولا يمكنها التنقّل بسرعة وسط الثلوج مثل حيوانات الرنّة، وهي بالتالي ضحيّة سهلة للذئاب.

وساهم انتشارها بأعداد كبيرة في زيادة عدد الذئاب التي تهاجم أيضا حيوانات الرنّة.

وترافق انتشار أيائل فرجينيا على نطاق واسع مع تطوّر صناعة النفط والغاز  في شمال ألبرتا، وتراجع المساحات الحرجيّة حسب البروفسور فيشر.

وامتدّت الدراسة على مساحة تبلغ 3000 كيلومتر مربّع من الغابات، تطوّرت فيها صناعة النفط والغاز على نطاق واسع، وتمّ شقّ الطرقات في مناطق وعرة، ومضت عقود قليلة على انتشار الأيائل فيها.

وأظهرت الصور التي التقطتها الكاميرات أنّ الأيائل كانت موجودة في المناطق التي تمدّدت فيها صناعة النفط.

المشكلة ليست مرتبطة كليّا بالتغيّر المناخي:

و ساهم التغيّر المناخي وتمدّد صناعة النفط مجتمعان في غزوة الأيائل التي شهدتها منطقة فورت ماكموري، لكنّ للصناعة النفطيّة الدور الأكبر في تراجع المساحات الحرجيّة حسب البروفسور فيشر.

وأحدثت الصناعة النفطيّة تغييرا في طبيعة المنطقة، ما أتاح للأيائل الوصول إلى أراضي  و مراعي جديدة بحثا عن الطعام، والصمود خلال فصول الشتاء القاسية التي قد يجوعون فيها عادة.

ويواصل البروفسور جيسن فيشر أستاذ علم البيئة في جامعة فكتوريا دراسة أخرى في منطقة ريتشاردسون، المسمّاة أيضا ريتشاردسون باكنتري في شمال ألبرتا، وهي مساحة من الحياة البريّة تتواجد فيها أعداد قليلة من الأيائل.

ومع توقّع فصول شتاء أكثر اعتدالا، ومع المزيد من التغيير الذي يدخله الإنسان على هذه الغابات البيئيّة، سوف تستمرّ أيائل فرجينيا في توسيع مواطنها كما يقول البروفسور جيسن فيشر.

"المسألة ليست مرتبطة كليّا بالتغيّر المناخي. و طالما استمرّ التغيير في المساحات الطبيعيّة، سوف تكون أيائل فيرجينيا موجودة فيها": البروفسور جيسن فيشر أستاذ علم البيئة في جامعة فكتوريا.

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

 روابط ذات صلة:

جهود لحماية حيوان الرنّة في الغابات الشماليّة في لابرادور

راديو كندا الدولي: “عين على القطب الشمالي”

كندا: مفوضة شؤون البيئة تسجل ثغرات في سلامة أنابيب النفط

فئة:بيئة وحياة حيوانية
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.