زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه متحدثاً في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في البرلمان الكندي للردّ على مزاعم تورطه في تحرش جنسي وتقف خلفه زوجته نانسي ديزيال (Justin Tang / CP)

بلانشيه لن يتخلى عن زعامة الكتلة على خلفية مزاعم تورطه بتحرّش جنسي نفاه بشدّة

قال زعيم الكتلة الكيبيكية (BQ) إيف فرانسوا بلانشيه إنّ تنحيه من منصبه على خلفية مزاعم مجهولة الهوية نشرتها إحدى الصفحات على موقع "فيسبوك" للتواصل هو أمر "لا يمكن تصوره"، وأكّد أنه يحتفظ بحقه في الادعاء على الصفحة المعنيّة.

وجاء كلام بلانشيه في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر أمس في مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا وتناول فيه للمرة الأولى على الملأ المزاعم التي وردت في منشور غير موقَّع على صفحة منظمة "هيان أن جوبون" النسوية (Hyènes en jupons أي "ضباع بالتنانير الداخلية").

وجاء في تلك الادعاءات أنّ بلانشيه قبّل عام 1999 امرأة دون موافقتها وحاول إقامة علاقة جنسية معها رغم رفضها الأمر. ولم يكن بلانشيه عندئذ شخصية سياسية عامة بل مدير أعمال المؤلف والمغني الكيبيكي إريك لابوانت.

وكانت برفقة بلانشيه في مؤتمره الصحفي أمس زوجته نانسي ديزيال والنائبة عن حزبه، الكتلة الكيبيكية، لويز شابوت.

وكرّر بلانشيه أمام الصحفيين نفيه تلك الادعاءات التي وصفها بأنها محض خيال، وأشار إلى أنّ الكتلة الكيبيكية لن تجري تحقيقاً داخلياً بشأنها.

"بادئ ذي بدء لا يمكن إثبات عدم وجود شيءٍ ما، لكني أؤكد (شفهياً) عدم وجود شيء ما"، قال زعيم الكتلة الكيبيكية قبل أن يطلب من منظمة "هيان أن جوبون" أن تزيل من صفحتها الفيسبوكية المنشور غير الموقَّع الذي يعتبره بلانشيه تشهيرياً بحقه.

"أكون معتوهاً لو حرمتُ نفسي من حقي كمواطن في استعادة شرفي وسمعتي، عند الاقتضاء، باتخاذ إجراءات ضدّ صفحة مجهولة الهوية لجأت إلى خارج البلاد ووضعت منشورات تشهيرية خطيرة بحقي"، أضاف بلانشيه.

زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه متحدثاً اليوم إلى وسائل الإعلام في مبنى البرلمان الكندي (Sean Kilpatrick / CP)

وسبق لبلانشيه أن نفى في بيان أصدره يوم الأربعاء الادعاءات التي أوردتها الصفحة المذكورة يوم الثلاثاء.

وصدرت هذه الاتهامات المجهولة الهوية بحقّ بلانشيه في وقت عادت تبرز مجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات لشخصيات عامة في كندا بارتكاب اعتداءات وأعمال تحرش جنسي، على غرار ما حدث ويحدث في مجتمعات عديدة حول العالم.

وأرسل جميع نواب الكتلة الكيبيكية الآخرون، وعددهم 31، بياناً خطياً إلى وسائل الإعلام قبل ظهر أمس، أي قبل مؤتمر بلانشيه الصحفي، أعلنوا فيه وقوفهم خلف زعيمهم.

"إيف فرانسوا بلانشيه رجل نزيه وشريف وعازم على خدمة مصالح الكيبيكيات والكيبيكيين. نحن مقتنعون بأنّ المزاعم المجهولة الهوية التي تطاله هي خاطئة ونعرب عن دعمنا له دون تردّد"، جاء في البيان.

وفي حديث مع الصحفيين اليوم في مبنى البرلمان رفض بلانشيه بشكل قاطع الردّ على الأسئلة المتعلقة بمزاعم التحرش الجنسي الموجهة ضدّه.

"لن أعود إلى هذا الموضوع. يوم أمس عقدتُ لقاءً صحفياً طويلاً، دقيقاً وشاملاً. انتهى الأمر"، قال زعيم الكتلة الكيبيكية بشكل قاطع للصحفيين الذين أرادوا طرح أسئلة عليه حول المزاعم المجهولة الهوية.

رئيس الحكومة الليبرالية المقبلة جوستان ترودو (إلى اليمين) مجتمعاً في مكتبه في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا بزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 (Sean Kilpatrick / CP)

ويبلغ بلانشيه الخامسة والخمسين من عمره ويمثّل دائرة "دراموند" (Drummond) في مجلس العموم الكندي.

وانتُخب بلانشيه زعيماً للكتلة الكيبيكية أوائل عام 2019، وحققت الكتلة بقيادته نتائج جيدة نسبياً في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة التي جرت في تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه، إذ حصدت 32 مقعداً من أصل 338 مقعداً يتكون منها المجلس، ما جعل منها حزب المعارضة الثاني، خلف حزب المحافظين الكندي وقبل الحزب الديمقراطي الجديد اليساري التوجه.

وتدعو الكتلة لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية وتنتمي ليسار الوسط، ولا تقدّم مرشحين سوى في كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية والتي تتمثل في مجلس العموم بـ78 نائباً.

وساهمت نتائج الكتلة في الانتخابات الأخيرة في حرمان الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جوستان ترودو من الفوز بحكومة أكثرية لمرةٍ ثانية على التوالي.

(وكالة الصحافة الكندية / "لا بريس" / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

زوجة لوغو توجّه نداءً للرجال الذين "يحترمون" المرأة بعد أخبار التحرش والاعتداء

كيبيك: حملة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بالتحرش الجنسي

قراءة في نتائج الانتخابات الكندية وتحديات حكومة الأقلية الليبرالية

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.