قالت الحكومة الكندية إنها تنتظر مزيداً من الأجوبة من قبل المسؤولين الإيرانيين حول الضربة الجوية التي أسقطت الطائرة المدنية الأوكرانية ذات الرحلة رقم PS752 مطلع السنة الحالية ما أسفر عن مصرع جميع ركابها وأفراد طاقمها الـ176 وبينهم عدد كبير من الكنديين والمقيمين في كندا.
فقد أصدر اليوم وزير الخارجية فرانسوا فيليب شامبان وزميلُه وزيرُ النقل مارك غارنو بياناً مشتركاً أعربا فيه عن أسفهما لكون التقرير الأولي للمنظمة الإيرانية للطيران المدني عن قراءة جهازيْ تسجيل الطائرة، المعروفيْن أيضاً بالصندوقيْن الأسوديْن، لا يعطي سوى "معلومات محدودة ومختارة حول هذا الحادث المأساوي".
والطائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية وهي من طراز "بوينغ 737" وتحطمت في 8 كانون الثاني (يناير) 2020 بعد نحو عشر دقائق على إقلاعها من مطار طهران الدولي جرّاء إصابتها بصاروخيْ أرض – جو أطلقهما "حرس الثورة الإسلامية" الإيراني نتيجة "خطأ بشري".
زهور وشموع ووجوه حزينة أمام صور ضحايا الطائرة الأوكرانية في تورونتو (Rozenn Nicolle / Radio-Canada)
وقال الوزيران في حكومة جوستان ترودو إنّ التقرير الإيراني الموجَز الصادر نهاية الأسبوع الفائت لا يذكر سوى ما حلّ بالطائرة بعد إصابتها بالصاروخ الأول، ولا يخبر عما حلّ بها بعد إصابتها بالصاروخ الثاني، "وكلّ ما يفعله هو أنه يؤكّد المعلومات التي كنا نعرفها".
فالتقرير الإيراني لا يفصّل سوى فترة زمنية مدتها بضع ثواني تلت انفجار الصاروخ الأول قرب الطائرة بُعيْد إقلاعها، فيقول إنّ أفراد طاقم الطيران الثلاثة "باشروا فوراً باتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الطائرة" بعد انفجار ذاك الصاروخ.
ويقول التقرير إنّه لغاية الآن "لا وجود لأيّ صوت أو إشارة عن أوضاع مقصورة الركاب في بيانات الرحلة الجوية والأشرطة الصوتية المسجَّلة".
"ننتظر من جمهورية إيران الإسلامية أن تعطي إجابة على الأسئلة الهامة المتصلة بسبب إطلاق الصواريخ في المقام الأول وبسبب فتح المجال الجوي الإيراني"، كتب الوزيران شامبان وغارنو.
"إنّ كندا والكنديين، وبشكل خاص أسر الضحايا البريئة، بحاجة لمعرفة الأجوبة على هذه الأسئلة"، أضاف الوزيران الكنديان.
وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان (Adrian Wyld / CP)
يُذكر أنّ إيران نفت في البدء أيّ مسؤولية لها في حادث تحطّم الطائرة الأوكرانية، لكن بعد تزايد الأدلّة والضغوط الدولية أعلن "حرس الثورة الإسلامية" الإيراني مسؤوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة نتيجة "خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حسّاس" تابع له بعد ساعات معدودة على قصف إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتيْن في العراق تستخدمهما القوات الأميركية. وهذا القصف الإيراني جاء رداً على اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الفريق قاسم سليماني في بغداد في 3 كانون الثاني (يناير).
وانتظرت كندا وسائر أعضاء المجموعة الدولية للتنسيق والتدخل من أجل ضحايا الطائرة الأوكرانية (أوكرانيا والمملكة المتحدة والسويد وأفغانستان) أشهراً طويلة قبل أن توافق السلطات الإيرانية على إرسال صندوقيْ الطائرة الأسوديْن إلى فرنسا حيث بدأت قبل شهر ونيف عملية تفريغ معلوماتهما وتحليلها، فإيران لا تملك التكنولوجيا اللازمة للقيام بهذه المهمة.
وعملاً بالقوانين الدولية تقود إيران التحقيق في قضية تحطم الطائرة بما أنّ الطائرة سقطت في أراضيها، لكنّ كندا وسائر أعضاء المجموعة الدولية للتنسيق والتدخل توفّر الدعم أو تقوم بالمراقبة.
وزير النقل الكندي مارك غارنو مجيباً على سؤال في مجلس العموم (أرشيف) / Adrian Wyld / CP
وكانت الطائرة تقلّ 167 راكباً وطاقماً من 9 أفراد. وكان بين الركّاب 55 كندياً، من أصول إيرانية بشكل خاص، ونحوٌ من 30 شخصاً حاصلين على الإقامة الدائمة في كندا، وعشراتُ الركاب الذين تربطهم بكندا صلات أُخرى كالدراسة، وركاب إيرانيون آخرون و11 أوكرانياً من ضمنهم أفراد طاقم الطائرة، وركاب بريطانيون وأفغانيون.
وقال مدير المنظمة الإيرانية للطيران المدني نهاية الأسبوع الفائت إنّ بلاده مستعدة لتقديم تعويضات كاملة لأسر الضحايا الـ176 وإنها ستباشر محادثات في هذا الشأن مع كندا وسائر الدول المعنية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
الطائرة الأوكرانية: محققون كنديون في فرنسا لمعاينة الصندوقيْن الأسوديْن
الطائرة الأوكرانية: كندا تجدّد مطالبة إيران بتحقيق "كامل وشفّاف" وبتعويضات
الطائرة الأوكرانية: إيران مستعدة لدفع تعويضات ومجموعةُ التنسيق الدولية ستفاوضها
إيران ترسل صندوقيْ الطائرة الأوكرانية الأسوديْن إلى فرنسا في تمّوز (يوليو)
الطائرة الأوكرانية: كندا تسأل عن سبب تأخّر إيران في تسليم الصندوقيْن الأسوديْن
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.