مسرح انفجار مرفأ بيروت في صورة مأخوذة في 5 آب (أغسطس) 2020، غداة وقوعه، ويبدو في مقدِّمة الصورة الدمار اللاحق بإهراءات القمح والحبوب (حسين الملّا / أسوشيتد برس)

المساعدات الدولية ومن ضمنها الكندية لإعادة إعمار لبنان مشروطة بإصلاحه مؤسساته

يزور وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان لبنان هذا الأسبوع في إطار جولة تأخذه أيضاً إلى سويسرا وإيطاليا والمملكة المتحدة.

وهذه أول رحلة ما وراء البحار يقوم بها الوزير شامبان منذ وصول جائحة "كوفيد - 19" إلى كندا.

وفي لبنان يقوم الوزير شامبان بتفقد مرفأ العاصمة بيروت الذي هزّه انفجار هائل في 4 آب (أغسطس) الجاري بلغت محصلته حتى الآن أكثر من 180 قتيلاً إضافة إلى 6500 جريح وتسبّب بتشريد نحو 300 ألف نسمة.

وحسب بيان صادر عن وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الفدرالية من المقرّر أن يجتمع وزير الخارجية الكندي بالرئيس اللبناني ميشال عون وبنظيره في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة.

"ويلتقي الوزير شامبان أيضاً الشركاء الإنسانيين، اللبنانيين والكنديين والدوليين، من أجل توجيه الشكر للمستجيبين الأوائل والإعراب عن تضامن كندا مع الشعب اللبناني بعد الكارثة التي حلت به"، كما جاء في البيان.

وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان (Adrian Wyld / CP)

ويستفيد الوزير شامبان من زيارته بيروت "للتأكيد على دعم كندا للاستجابة الدولية للأزمة في لبنان، لاسيما لما يتعلق بالإصلاحات المؤسساتية المطلوبة من قبل الشعب اللبناني".

فخلافاً للمساعدات الإنسانية التي لم يتأخر وصولها إلى لبنان بعد الدمار الهائل الذي أصاب بيروت ومرفأها والذي يُعتقد على نطاق واسع أنه ناجم عن انفجار نحو 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم، يتأخر وصول المساعدات الدولية لإعادة الإعمار بسبب غياب الإصلاح في مؤسسات الدولة اللبنانية.

يُذكر أنه بعد خمسة أيام على وقوع الانفجار نظمت فرنسا والأمم المتحدة مؤتمراً دولياً بواسطة نظام "فيديو كونفرنس" للاتصال المرئي والمسموع تعهد خلاله ممثلو نحو ثلاثين دولة بتأمين 250 مليون يورو (380 مليون دولار كندي تقريباً) للاستجابة إلى احتياجات اللبنانيين الطارئة في مجال الصحة والغذاء.

وقالت الدول المانحة، ومن بينها كندا، إنّ المبلغ المذكور سيذهب "بشكل مباشر" إلى المنظمات غير الحكومية العاملة على الأرض. وشدّدت هذه الدول على ضرورة إطلاق لبنان عملية إصلاح مؤسساته.

كارينا غولد وزيرة المؤسّسات الديمقراطيّة خلال مؤتمر صحفي في اوتاوا في 08-04-2019/Adrian Wyld/CP

وزيرة التنمية الدولية في الحكومة الكندية كارينا غولد (Adrian Wyld / CP)

وزيرة التنمية الدولية في الحكومة الكندية كارينا غولد جدّدت هي الأُخرى في مقابلة مع راديو كندا التزام كندا بـ"إصلاحات سياسية واقتصادية" في لبنان.

وتؤكّد الوزيرة غولد، التي مثّلت رئيس الحكومة جوستان ترودو في مؤتمر دعم لبنان في 9 آب (أغسطس)، أنّ هذه الإصلاحات هي "حقاً مهمة كي تستطيع الأسرة الدولية العمل مع لبنان من أجل إعادة إعمار" بيروت، لاسيما مرفأها.

ومنحت كندا لبنان لغاية الآن مساعدات بقيمة 20 مليون دولار كندي من أصل 30 مليون دولار وعدته بها، من بينها 8 ملايين دولار لصندوق الإغاثة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً (مواد غذائية ومياه وخدمات صحية) و2 مليون دولار لمنظمة الصليب الأحمر و1,5 مليون دولار للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة و5 ملايين دولار لبرنامج الغذاء العالمي.

"دعمنا لبرنامج الغذاء العالمي سيتيح إنشاء مبنى مؤقت (في مرفأ بيروت) للحفاظ على الحبوب وتخزينها بطريقة صحية من أجل توفير الأمن الغذائي لجميع اللبنانيين، لا فقط للذين تضرروا من الانفجارات"، قالت وزيرة التنمية الدولية في الحكومة الكندية.

أوّل شحنة من الحبوب المُقدَّمة من كندا إلى لبنان وصلت إلى مرفأ بيروت حسب القائم بأعمال كندا في لبنان غريغوري غاليغان (Gregory Galligan / Twitter)

يُشار إلى أنّ كندا هي وطنُ مئات الآلاف من اللبنانيين وذوي الأصول اللبنانية. وهاجر اللبنانيون إلى بلاد القيقب على دفعات منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر، لاسيما على وقع الأزمات والحروب والمآسي التي شهدها وطن الأرز ومحيطه.

(موقع وزارة الشؤون العالمية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

المبادرات الكندية تتكثف للمشاركة في المساعدات الإنسانية لبيروت

فريق عمل كندي معني بلبنان لدعم الخدمات القنصلية وللمعالجة السريعة لمسائل الهجرة

كندا ترفع قيمة مساعدتها الإنسانية إلى المنكوبين اللبنانيين إلى 30 مليون دولار

كندا: من الهادي إلى الأطلسي قلوب تخفق لبيروت

صُوَر بيروت تفطر قلوب الكنديين اللبنانيين وتحضّهم على تقديم المساعدة للوطن الأم

كندا تعرب عن تضامنها مع لبنان والكنديين من أصل لبناني وهي "مستعدة للمساعدة"

من هم الكنديون من أصول عربية؟

فئة:دولي
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.