طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الكندية (أرشيف) / Andrew Vaughan / CP

قطاع الطيران يريد من الحكومة خطة إنعاش خاصة به، لكن عليه بالصبر بانتظار الفرج

سيكون على قطاع الطيران الذي يأمل بخطة إنعاش من الحكومة الفدرالية للنهوض من كبوته التسلّحُ بالصبر.

فقد قال وزير النقل الفدرالي مارك غارنو إنّ حكومته تواصل دراسة الخيارات المتاحة أمامها لمساعدة شركات الطيران المدني التي تجتاز مرحلة صعبة في ظلّ تراجع حاد في حركة المسافرين بسبب جائحة "كوفيد - 19".

"يجب أن نحدد المواضع الأكثر حاجة (للمساعدة) عندما نتخذ قراراتنا، وهذا أمر يستغرق وقتاً. لكن يمكنني أن أؤكّد لكم كوزير للنقل (...) أننا نسعى للقيام بما هو الأكثر ذكاءً في الظروف الراهنة. وتفكيرنا وعملنا التحليلي لم ينتهيا بعد"، قال وزير النقل في حكومة جوستان ترودو الليبرالية في مقابلة أجرتها معه مؤخراً وكالة الصحافة الكندية.

وزير النقل الكندي مارك غارنو مجيباً على سؤال في مجلس العموم (أرشيف) / Adrian Wyld / CP

يُشار إلى أنّ كندا لم تطلق بعد خطة إنعاش مخصصة لقطاع الطيران على غرار ما قامت به دول أُخرى كالولايات المتحدة وفرنسا.

صحيح أنّ قطاع الطيران استفاد، أسوةً بغيره، من برنامج الإعانة الكندية الطارئة للأجور (SSUCCEWS)، إضافة إلى أنّ الحكومة الفدرالية أعفته من إيجارات المطارات لغاية نهاية السنة الحالية ومن إعادة ثمن بطاقات الرحلات الملغاة إلى أصحابها. لكن كلّ ذلك غير كافٍ.

فقطاع الطيران الذي هو بحاجة ماسة إلى السيولة المادية حاول بشتى الوسائل إقناع الحكومة الفدرالية بوجهة نظره أملاً بأن تستجيب لمطالبه في خطاب العرش الذي يُشكّل برنامج عمل الحكومة وموعده يوم غد.

وفي هذا السياق جادل الفرع الكندي لعملاق الصناعات الجوية الأوروبي "إيرباص" (Airbus Canada) قبل أربعة أيام على صفحات "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال بأنّ على الحكومة الفدرالية أن تهبّ لنجدة شركات الطيران.

قبطان الطيران روبير بيشيه، تقاعد من العمل في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 (Jean Gagnon / Wikipedia)

وقبل خمسة أيام نشرت "لا بريس"، الصادرة أيضاً في مونتريال، رسالة مفتوحة للقبطان المتقاعد روبير بيشيه بعنوان "النجدة! دعونا نطير أو طيروا (هبّوا) لنجدتنا!" يطلب فيها من الحكومة إطلاق حوار مع قطاع الطيران الذي يعاني الأمرّيْن بسبب أزمة "كوفيد - 19".

ويحظى بيشيه بشعبية كبيرة في كندا وبشهرة عالمية بعد أن أنقذ عام 2001، بمعونة مساعده ديرك دي جايجر، طائرة "إيرباص - إيه 330-200" تابعة لشركة "إير ترانزات" (Air Transat) الكندية من خلال هبوط اضطراري على إحدى جزر الأزور البرتغالية في المحيط الأطلسي بعد التحليق بها أكثر من 20 دقيقة دون محركات تعمل بسبب نفاد الوقود جرّاء تسرّب في أحد المحرّكيْن. وهبطت الطائرة بركابها الـ293 راكباً وطاقمها المكوّن من 13 فرداً بسلام.

يُذكر أنّ الاتحاد الدولي للنقل الجوي ("إياتا" – IATA) دعا كندا مطلع الأسبوع الفائت لإعادة فتح أجوائها المغلقة منذ منتصف آذار (مارس) بسبب جائحة "كوفيد - 19" واعتماد معايير أكثر مرونة بهدف تقصير مدة الحجر الصحي للمسافرين الدوليين، وإلّا سيكون الوضع كارثياً بالنسبة لشركات الطيران حسب رأيه.

"من الضروري أن تتحرك الحكومة الكندية قبل أن تصبح الأضرارُ الاقتصادية والاجتماعية دائمةً وعواقبُ تفشي البطالة على الصحة العامة أكثرَ وضوحاً"، قال المدير العام لـ"إياتا" أليكساندر دو جونياك في بيان.

جانب من مطار بيرسون الدولي في تورونتو (Francis Ferland / Radio-Canada)

وأضاف دو جونياك أنّ شركتيْ الخطوط الجوية الكندية (Air Canada) و"وست جت" (WestJet)، على التوالي أكبر شركتيْ طيران مدني في كندا، أطلقتا مشاريع رائدة في مطاريْ تورونتو وفانكوفر الدولييْن لإثبات أنّ بالإمكان تقصير فترة الـ14 يوماً من الحجر الصحي للمسافرين القادمين من بعض الدول.

من جهته يؤكّد وزير النقل الفدرالي أنه يتابع هذه التطورات بانتباه، لكنه يؤثر عدم التقيّد أو الالتزام بأيّ شيء بعد.

"إذا كان بالإمكان أن نضمن سلامة مواطنينا وصحتهم وفي الوقت نفسه تقصير مدة الحجر الصحي من خلال برنامج لإخضاع المسافرين العائدين لاختبار الكشف (عن فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لداء ’’كوفيد - 19‘‘)، فقد تكون هناك وسيلة لتقصير مدة الـ14 يوماً"، يقول مارك غارنو.

"لكن هذا أمرٌ يجب تفحّصه من وجهة نظر السلامة والصحة مع الأخذ بالاعتبار الوضع القائم حالياً"، يضيف غارنو مشيراً إلى أنّ عدد الإصابات الجديدة بـ"كوفيد - 19" أخذ يرتفع مؤخراً.

كما يُذكّر وزير النقل بأنّ وكالة الصحة العامة في كندا هي من يحدّد فترة الحجر الصحي وموثوقية اختبارات الكشف عن الإصابات بـ"كوفيد - 19".

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"إياتا" تحثّ كندا على إعادة فتح أجوائها لتفادي خسائر اقتصادية كبيرة

مطارات مونتريال تقتطع 30% من قوتها العاملة في ظلّ الآثار المتواصلة لـ"كوفيد - 19"

سَفرُ ما بعد الجائحة ليس كالسفر قبلها الذي قد تستغرقُ العودةُ إليه سنتيْن

استرداد ثمن الرحلات الجوية التي أُلغيت بسبب "كوفيد – 19": للمستهلكين حقوق

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.