الممثل الفرنسي المرموق جيرار دي بارديو بطل فيلم "رجال" الذي يستعيد أحداث عن حرب المليون شهيد في الجزائر يقدّم في عرض أول في أميركا الشمالية ضمن فعاليات مهرجان سينمانيا للفيلم الفرنكفوني/Communications Mingotwo

حضور متمّيز للجزائر في مهرجان سينمانيا في مونتريال

إنطلق يوم الأربعاء الفائت في مونتريال مهرجان الفيلم الفرنسي "سينمانيا" في نسخته الـ 26 الخاصة بزمن الكورونا. وعليه فإن هذا المهرجان خضع كغيره للتدابير التي تفرضها الجائحة وتحتّم عدم حدوث تجمعات أكانت ثقافية أو اجتماعية أو غيره. "أون لاين"، عبر الانترنت يُقدم مهرجان مونتريال نسخته هذه السنة التي تستمر حتى 22 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

تسمح هذه النسخة غير المسبوقة لمهرجان مونتريال في استقطاب جمهور سينمائي ليس في مدينة مونتريال فحسب بل في سائر المدن الكندية وفي العالم. ويشاهد عشاق السينما الفرنكوفونية وهم مستلقون براحة تامة على مقاعدهم في البيوت باقة تشتمل على أكثر من 90 فيلما كنديا وعالميا، باللغة الفرنسية فقط، اختارتها لجنة المهرجان للنسخة الحالية. 

يتزامن مهرجان سينمانيا هذه السنة مع الذكرى الـ 50 لتأسيس "المنظمة الدولية للفرنكوفونية".

وفي هذا الإطار، يفاخر مدير المهرجان غيليم كايار بأن مهرجانهم يأخذ اليوم خطوة أخرى باتجاه الفرنكوفونية العظيمة ، النابضة بالحياة والإبداع وتتنوع الأفلام الروائية غير المسبوقة هذه السنة من كوت ديفوار ، المغرب ، فرنسا، لوكسمبورغ ، السنغال ، أرمينيا وبلجيكا. 

الجزائر حاضرة في ثلاثة أفلام تتضمنها قائمة الأفلام التي ستعرض خلال "أيام السينما الفرنسية" في المدينة الكوسموبوليتية.

الملصق الرسمي لفيلم "الأخوات"، فيلم نسائي ومن بطولة نساء فقط هن: إيزابيل أدجاني، رشيدة براكني ومايوان.

فيلم "الأخوات" للسينمائية الفرنسية المولودة من أبوين جزائريين يمينة بن غيغي، (عرضان له في 5 و12 نوفمبر الجاري) هذا الفيلم الذي أثار ضجة وجدلا منذ موافقة الحكومة الجزائرية على المشاركة في تمويل الانتاج (3 ملايين يورو في الأساس، لم تدفع منه الحكومة غير مليون واحد في نهاية المطاف). ورجّح البعض بأن الجزائر دفعت مليون يورو للسيناريست بن غيغي بسبب قربها هي وبطلة الفيلم الفرنسية ذات الأصول الجزائرية إيزابيل أدجاني من الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة. كما أثير الجدل فيما بعد عندما لم يتم التصوير في الجزائر بسبب الجائحة واعتبر البعض أن في ذلك إخلالا بالاتفاق الأولي، كذلك اعتبر البعض أن سيناريو الفيلم يُمجّد ذاكرة الحرب الفرنسية على حساب الجزائر. ومما لا شك فيه أن كل ما أثير من جدل حول فيلم "الأخوات" ساهم بمضاعفة الدعاية له. 

يروي فيلم "الأخوات" قصة 3 شقيقات فرّقت بينهن ظروف الحياة قبل أن تقرّر إحداهن رواية قصة الأدب الذي تعود أصوله إلى المغرب العربي وتحديدا الجزائر. يتناول الفيلم العلاقة بين البلد الأم والبلد المضيف ويسرد فصولا في التجذّر والاندماج. للسينمائية الناشطة في المعترك السياسي والمدافعة عن الفرنكوفونية يمينة بن غيغي باع طويل في السينما الوثائقية التسجيلية وفيلم "الأخوات" هو ثاني أفلامها الروائية الطويلة.

الملصق الرسمي لفيلم "دم نجس" للسينمائي عبد الرؤوف ظافري/Cinemania

 "دم نجس" الفيلم الروائي الباكورة للسينمائي عبد الرؤوف ظافري الذي ولد في مدينة مرسيليا الفرنسية لأبوين جزائريين، (يعرض في 12 و22 نوفمبر) ويعني السينمائي بالدم النجس "دم الأشخاص الخاضعين للاستعمار" الذين عانوا من حكم الفرنسيين. يقول المخرج بأن فيلمه يسرد حكاية "مجموعة من الجنود كان عليهم تدبر أمرهم في إطار مهمة غريبة لا يريدونها، وهي لن تنفع بشيء شأنها في ذلك شأن الكثير من المهمات العسكرية". وفي مقابلة مع وكالة "فرانس بريس" يضيف السينمائي الفرنسي: "عندما نُعّد فيلما عن الحرب العالمية الثانية فإننا نعرف من هم الأخيار ... أما حرب الجزائر فهي أكثر تعقيدا، لأنه ما من أخيار فيها".

تجدر الإشارة إلى أن فيلم "دم نجس" لا يتضمن أيا من نجوم الشاشة الذهبية وفي هذا الإطار يقول ظافري: "اتصلت ببعضهم الذين فضلّوا عدم المخاطرة".

صوّرت غالبية مشاهد الفيلم، الذي بلغت تكاليف إنتاجه 4 ملايين يورو، في جبال المغرب في الخريف الماضي. ويؤكد السينمائي المخضرم أنه من خلال فيلمه أراد أولا الدفاع عن الشعب الجزائري، الذي أهديه هذا الفيلم، والذي عانى من الاستعمار ومن الاستقلال بعد ذلك الذي قاده رجال فاسدون.

إحدى المشاهد في فيلم "رجال" بإنتاج فرنسي-بلجيكي مشترك، مدة الفيلم: ساعة و41 دقيقة، لغة الفيلم: فرنسية/Cinemania

فيلم "رجال" بإنتاج فرنسي-بلجيكي مشترك بتوقيع السينمائي البلجيكي لوكاس بيلفو وبطولة الممثل الفرنسي الشهير جيرار دي بارديو، (يعرض في 6 و20 تشرين الثاني). 

يستعيد المخرج عبر أحداث الفيلم فترة حرب الجزائر وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي (1954-1962).

جيرار دي بارديو هو الجندي الفرنسي برنارد الذي تم استدعاؤه مع غيره من الجنود الفرنسيين إلى الجزائر في الستينيات من القرن الماضي. الجندي برنارد الذي كان يبلغ 20 عاما عندما تم استدعاؤه إلى الجزائر، يسترجع بعد 40 عاما في رواية الفيلم "اكتشافه لجمال العالم والحب وأيضا الرعب" عندما وطأت قدماه أرض الجزائر. ويذكر أن الممثل الفرنسي دي بارديو نفسه طالما أبدى افتتانه بتاريخ الجزائر الذي يعرفه جيدا كما يقول. 

يستعيد فيلم "رجال" الجروح والصدمات التي ولدتها حرب المليون شهيد علما أن الحرب الجزائرية لا زالت إلى اليوم موضوعا حساسا في فرنسا.

السينمائيّة الكنديّة اللبنانيّة ماريان زحيل © Mia Productions

بالإضافة إلى هذه الأفلام الثلاثة التي تكرّس الجزائر في موضوعاتها أفادنا المكتب الإعلامي الذي ينسق أعمال النسخة 26 لمهرجان سينمانيا في مونتريال Communications Mingotwo بأن فيلم "وجه البقلاوة الخفي" للسينمائية الكندية اللبنانية ماريان زحيل سيعرض أيضا في المهرجان "أون لاين" يومي 8 و 19 نوفمبر.

يتطرق الفيلم إلى العادات والتقاليد اللبنانيّة في المجتمع الكندي بأسلوب فكاهي-كوميدي. وفي هذا الإطار تقول السينمائية لمذياع راديو كندا الدولي بأن البعد الكوميدي سمح بتجاوز الحقيقة بطريقة "لائقة ومحبّة" امتزج فيها الواقع بالخيال. 

يروي الفيلم قصّة شقيقتين لبنانيّتين تقيمان في مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، حافظت إحداهما على عاداتها اللبنانيّة في حين اعتمدت الأخرى  نمط الحياة الغربي.

وتتحدّث السينمائيّة ماريان زحيل عن صدمة ثقافيّة بين الشقيقتين، وتعالج موضوعها بنظرة "محبّة ولكن فكاهية ساخرة" كما تقول.

تجدر الإشارة إلى أن لبنان كان دوما حاضرا في الذاكرة السينمائية لماريان زحيل وهي تطرقت في عدد من أفلامها الوثائقية إلى الحرب اللبنانية.

في "La Face Cachée du Baklava" تعكس السينمائية الكندية اللبنانية صورة مغايرة عن العرب تختلف، على حد تعبيرها، عن الصورة النمطيّة  السلبيّة التي نسمعها ونراها عنهم بالإجمال.

(المصدر: مكتب العلاقات العامة Communications Mingotwo، الصحافة الفرنسية، راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

المخرجة السينمائيّة ماريان زحيل: “الوجه المخفي للبقلاوة”

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.