تشير مؤسسة الإحصاء الكندية إلى أنه قد يكون من الصعب على ضحايا العنف، الأسري في شكل خاص، الوصول إلى الخدمات أثناء الجائحة بسبب الاتصال المحدود بالشبكات ومصادر الدعم؛ أكانت رسمية (مدارس، مستشارون، مراكز خدمات لضحايا العنف) أو غير رسمية (العائلة والأصدقاء)/RADIO-CANADA / GUY LEBLANC

الحجرُ مجددا يغّذي العنف الأسري

مرّة أخرى يؤجج فيروس كورونا المستجد بموجته الثانية فتيل العنف الزوجي داخل العديد من المنازل في كندا.

ويُدّوي صدى التدابير الجديدة التي فرضتها سلطات حكومة مقاطعة بريتش كولومبيا في الغرب الكندي لمواجهة الموجة الثانية من كوفيد-19، في أروقة منظمات تعنى بمحاربة العنف الذي تتعرّض له المرأة الزوجة. وفي أبرز التدابير المفروضة في المقاطعة مجددا منع التخالط مع أشخاص من خارج دائرة الأسرة الواحدة التي تعيش في المنزل الواحد.

وقد لاحظت المديرة التنفيذية "للمنظمة المستقلّة لخدمات دعم النساء المعنفات" في مدينة فانكوفر Battered Women’s Support Services أنجيلا ماري ماكدوغال ارتفاعا ملحوظا في عدد مكالمات الاستغاثة في الأيام الأخيرة.

تقول المسؤولة في المنظمة النسائية: كنا بدأنا نشهد استقرارا في عدد الاتصالات هذا الصيف، ولكن منذ أن عادت السلطات إلى تشديد تدابير الحجر، عادت وتيرة اتصالات النساء المستغيثات إلى الارتفاع مرّة أخرى.

من جانبها أبدت منظمة "منع الجريمة" Crime Stoppers في مدينة فانكوفر قلقها من انعكاسات وتأثيرات الموجة الثانية من الجائحة والقيود التي تفرضها حكومة المقاطعة الجميلة بريتش كولومبيا.

تقول ليندا أنيس المديرة التنفيذية لفرع  Crime Stoppers في كبرى مدن بريتش كولومبيا:

من المرّجح أن تبقى الجريمة خلف الأبواب المغلقة وأن يكون شهود العيان لهذه الجريمة أقل أيضا. ولعّل الضغوطات النفسية والعاطفية والمالية التي تعانيها العائلات يزيد الأمور تفاقما وتعقيدا.

في سياق متصل، تتساءل أنجيلا ماري ماكدوغال عن كيفية التعامل مع الموقف على المدى الطويل، باعتبار أن العزلة هي السلاح الأمثل الذي يغذّي دائرة العنف المنزلي.

بعض النساء يفضّلن البقاء في المنزل مع الأطفال وتحمّل الزوج المسيء - Nadine Shaabana / Unsplash

تعمل السيدة لورانس لوباج في منظمة فانكوفر لدعم النساء من ضحايا العنف والاغتصاب Vancouver Rape Relief and Women's Shelter. وينشط أعضاء هذه المنظمة في الاستجابة لاتصالات النساء اللواتي هن بحاجة إلى دعم عاطفي أو هن في مواقف غير آمنة ويُخشى على سلامتهن.

وتجد السيدة لوباج بأن النساء من ضحايا العنف في المنزل يجدن صعوبة أكبر في الخروج من محنتهن في ظل وجود الجائحة.

تقول الناشطة النسائية: إن العمل من المنزل أون لاين هو الذي أجج فتيل المشكلة. ساهمت الجائحة في تصعيد العنف وجعل من الصعب على المرأة قطع العلاقات مع شخص يتسبب بأذيتها. حاليا وفي ظل الجائحة والحجر  يصعب أكثر الاتصال بمركز شرطة أو استغاثة. إن وجود الزوج في المنزل وتمضية أوقات طويلة مع زوجته يجعله يفتش ويتقصّى الاتصالات في هاتفها.

وتعزو فلورانس لوباج السبب في تسليم المرأة لمصيرها إلى انعدام الأمن المالي الذي تفاقم بسبب الجائحة. فهذه المشكلة جعلت المرأة التي كانت لديها خطة للتخلص من علاقة مسيئة تقرر في النهاية البقاء أو تأجيل خطتها، وفقا للناشطة النسائية الكندية.

إمرأة من أصل 3 نساء هي ضحية للعنف في العالم/راديو كندا

تجدر الإشارة إلى أن المنظمات النسائية كلّها تذكر المجتمعات الكندية بوجودها واستمرارها في إعطاء الدعم والمساعدة على الرغم من وجود الجائحة.

تشير أنجيلا ماري ماكدوغال إلى أنه يتم اتباع كل التدابير الصحية الوقائية في المنازل التي تستضيف فيها منظمتها النساء المعنفات. كذلك هناك غرف في الفنادق معدّة خصيصا للنساء اللواتي هن بحاجة إلى قضاء فترة الحجر الصحي.

تقول الناشطة الكندية: إن أهم ما في الأمر هو الاتصال، أن تتصل بنا المرأة التي تعاني عنفا في منزلها، ونحن نقوم بوضع خطة آمنة. لعّل السلامة هي أهم من أي تباعد اجتماعي.

وتذكر الناشطة ليندا أنيس من جهتها بأهمية وجود المقرّبين والأصدقاء في حالات العنف المنزلي تقول:

إننا على الرغم من مخاوفنا الخاصة، نحتاج إلى التفكير بالآخرين وأن نكون على دراية بما قد يمر به أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الجيران. وطلب المساعدة هو أفضل ما يمكن القيام به وإلا فسوف يزداد الأمر سوءا. 

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

عزلة النساء ضحايا العنف الأسري تتفاقم في سياق جائحة كوفيد 19

العنف الأسري ظاهرة تطال كل المجتمعات

تراجع حالات الجريمة في كندا بين آذار (مارس) وحزيران (يونيو) في ظلّ الجائحة

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.