أعلنت الحكومة الإيرانية اليوم عن إنشاء صندوق للتعويض على عائلات الضحايا الـ176، وبينهم عشرات الكنديين، الذي قُتلوا في تحطّم الطائرة المدنية الأوكرانية ذات الرحلة رقم PS752 مطلع العام الحالي في محيط العاصمة الإيرانية طهران.
وتعهدت إيران بدفع تعويض بقيمة 150 ألف دولار أميركي عن كلّ ضحية، وفق ما أفاد به التلفزيون الرسمي الإيراني، لكنها لم تحدّد جدولاً زمنياً للدفع.
يُذكر أنّ الطائرة، وهي من طراز "بوينغ 737"، تحطّمت في 8 كانون الثاني (يناير) 2020 بعد نحو عشر دقائق على إقلاعها من مطار طهران الدولي جرّاء إصابتها بصاروخيْ أرض – جو أطلقهما "حرس الثورة الإسلامية" الإيراني نتيجة "خطأ بشري". وكانت الطائرة متجهة إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وبالتالي يأتي الإعلان الإيراني عن دفع تعويضات في الوقت الذي تستعدّ فيه عائلات الضحايا لإحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيلهم وفيما تواصل الدول التي فقدت مواطنين لها في هذا الحادث مطالبةَ إيران بزيادة التعاون في التحقيق الجاري حول ظروف وقوعه وبالتعويض على عائلات الضحايا.
ولم يصدر تعليق فوري على القرار الإيراني من قبل الدول الخمس المعنية التي تجري محادثات مع إيران بشأن التعويضات. وهذه الدول هي، إضافةً إلى كندا، أوكرانيا والمملكة المتحدة والسويد وأفغانستان.
يُشار إلى أنّ جميع من كانوا على متن الطائرة قُتلوا، وهم ركابها الـ167 وطاقمها المكوّن من 9 أفراد. وكان بين الركّاب 55 كندياً، من أصول إيرانية بشكل خاص، ونحو 30 شخصاً حاصلين على الإقامة الدائمة في كندا، وعشراتُ الركاب الذين تربطهم بكندا صلات أُخرى كالدراسة، وركابٌ إيرانيون آخرون و11 أوكرانياً من ضمنهم أفراد طاقم الطائرة، وركابٌ سويديون وبريطانيون وأفغانيون.
يُذكر أنّ إيران نفت في البدء أيّ مسؤولية لها في حادث تحطّم الطائرة. لكن بعد تزايد الأدلّة والضغوط الدولية أعلن "حرس الثورة الإسلامية" الإيراني مسؤوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة نتيجة "خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حسّاس" تابع له وبعد ساعات معدودة على قصف إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتيْن في العراق تستخدمهما القوات الأميركية.
وجاء هذا القصف الإيراني رداً على اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الفريق قاسم سليماني في بغداد في 3 كانون الثاني (يناير) 2020.
ولم يُعرف بعد السبب الدقيق وراء الاستهداف الصاروخي للطائرة الأوكرانية، ولامت كندا إيران لتأخرها أشهراً طويلة في تسليم جهازيْ التسجيل (الصندوقيْن الأسوديْن) الخاصيْن بالطائرة إلى جهة تملك التكنولوجيا اللازمة لتفريغ معلوماتهما وتحليلها.
وفي تمّوز (يوليو) الفائت أرسلت إيران جهازيْ التسجيل إلى فرنسا التي تملك التكنولوجيا والخبرة اللازمتيْن للتفريغ والتحليل. وبموجب القوانين الدولية للطيران المدني، إيران هي من يقود التحقيق لأنّ الطائرة تحطّمت فوق أراضيها.
وتقول السلطات الكندية إنّ إيران لم تكشف بعد عن كلّ الأدلة المتصلة بحادث تحطم الطائرة وأنها لم تعطِ أجوبة مقنعة على عدد من الأسئلة العالقة، من ضمنها أسماء من اعتُبروا في إيران مسؤولين عن إسقاط الطائرة والسلسلةُ الدقيقة للأحداث التي جعلت قوات الحرس الثوري تفتح النار عليها وقرارُ إبقاء المجال الجوي الإيراني مفتوحاً في الليلة نفسها التي قصفت فيها إيران بالصواريخ مواقع عسكرية أميركية في العراق.
يُذكر أنّ المستشار الخاص للحكومة الكندية في ملف الطائرة الأوكرانية، الوزير الكندي السابق رالف غوديل، أوصى في تقرير قدّمه قبل أسبوعيْن بإدخال تعديلات على القوانين الدولية للطيران المدني بهدف إفساح المجال أمام تحقيقات "أكثر مصداقية" في حوادث تحطم الطائرات.
وطالب غوديل في تقريره بألّا تقود الدولة التي تتحطّم طائرة فوق أراضيها التحقيقَ في الحادث إذا ما كانت قوات عسكرية تابعة لها هي المسؤولة عن الحادث، فقيادة هذه الدولة التحقيق يضعها في "تضارب واضح للمصالح" حسب رأيه.
(أسوشيتد برس / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
"تضارب واضح في المصالح" في قيادة إيران التحقيق في تحطّم الطائرة الأوكرانية
الطائرة الأوكرانية: "معلومات محدودة ومُختارة" في تقرير إيراني أوّلي حسب كندا
الطائرة الأوكرانية: محققون كنديون في فرنسا لمعاينة الصندوقيْن الأسوديْن
الطائرة الأوكرانية: كندا تجدّد مطالبة إيران بتحقيق "كامل وشفّاف" وبتعويضات
الطائرة الأوكرانية: كندا تسأل عن سبب تأخّر إيران في تسليم الصندوقيْن الأسوديْن
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.