نجم فريق "مضيفات هيلير" لموسيقى الروك في مقاطعة نيوبرونزويك سيرج بريدو خلال حفل يعود تاريخه إلى العام 2018/

فنان كندي يغني في الوقت الضائع على أسرّة مرضى الكوفيد

لم يستطع المغني اللامع سيرج بريدو في فريق الروك الغنائي الفرنكوفوني في مقاطعة نيو برونزويك في الشرق الكندي Hôtesses d'Hilaire، أن يبقى مكتوف الأيدي من دون حيلة بسبب الحجر الذي فرضته الأزمة الصحية. وبعدما ألغيت جولته الفنية الأطلسية في الربيع الفائت، قرر نجم موسيقى الروك أن يعود إلى ساحة معركة يعرفها تمام المعرفة بحكم أنه عمل ستة عشر عاما في حياته كمسعف ينقل المرضى على سيارات الإسعاف إلى المستشفيات. وهكذا قرّر المسعف السابق كسر ركوده من خلال مدّ يد المساعدة داخل مركز للمسنين من الذين فقدوا الاستقلال الذاتي في مدينة تراكادي في مقاطعة نيوبرونزويك على الساحل الأطلسي. 

الفنان سيرج بريدو على مسرح الهواء الطلق في نيوبرونزويك/راديو كندا:ANNE-MARIE PARENTEAU

في هذا المركز لا يوّفر الفنان الأكادي الفرنسي أية موهبة لمواساة المسنين من مرضى الكوفيد ويطربهم بأغنيات تعود بهم إلى زمن الماضي الجميل فيشعل فيه حنينا واشتياقا وينسى هؤلاء على إيقاعات أنغامه كل وهن أو ألم أو خوف مستسلمين للألحان والموسيقى والحضور الآخاذ لنجم فريق "مضيفات هيلير". 

يصف بريدو لمذياع هيئة الإذاعة الكندية الشعور الذي يعتمر في صدره وهو يرى وجوه العجزة فرحة طربة و"غالبا ما تملأ الدموع جفنيه".

يروي النجم الكندي كيف يجد هذا الوضع الجديد ممتعًا، "حتى لو لم يصفق جمهوره له هذه المرة عندما يعزف الموسيقى لهم".

باحات سينما الهواء الطلق في كندا تحوّلت إلى مسارح لنجوم الدراغ كوينز في زمن كورونا/CRAVE

كان يعلم المسعف السابق تماما مدى الحاجة إلى أمثاله في القطاع الصحي منذ بدء الجائحة وهو طرق عدة أبواب واضعا خبرته في هذا المجال في الخدمة. ولعّل كونه في علاقة يومية مع الكبار في السن جعله يطرح العديد من الأسئلة الوجودية يوضحها على الشكل التالي:

لدي 16 عامًا من الخبرة كمسعف طبي، غادرت والدتي الحياة منذ 14 عامًا، لذلك غالبًا ما أفكر في الموت. تهمني اليوم الطريقة التي سأموت بها، أن أموت بكرامة هذا ما يهمني.

وعن عمله في خدمة المسنين يفاخر الفنان الضيف بأنه يعطي بالتأكيد، لكني أيضًا أحصل على الكثير. إنه أمر خاص جدًا ما يحدث في هذا المنزل بالذات.  المسنون أنفسهم، الأشخاص الذين يعملون هنا، الجميع هنا محبٌ ومتضامن مع الآخر.

لم أرزق بالأطفال، ولم أكن مضطرا في أي من الأحوال للاهتمام بمثل هؤلاء الأشخاص الضعفاء. إن ما يقرب من 90% من المسنين في هذه الدار يرتدون حفّاضات وهم كالأطفال بحاجة إليك لاطعامهم، عليك أن تكون قويا لمواجهة ضعفهم وحاجتهم إليك...كل ذلك يثير في مشاعر غريبة ويجذبني أكثر فأكثر للعمل بجانبهم ومساعدتهم ومواساتهم بالغناء لهم أمام أسرّتهم ليصيبني بعض من فرحهم ونشوتهم وانعتاقهم عن عالم الأوجاع والآلام ولو للحظات قليلة. 

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

ماذا حلّ بموسيقيي الشوارع ومحطات الأنفاق في زمن كورونا؟

سينما الهواء الطلق في كندا تتحوّل إلى مسارح للدراغ كوينز في زمن الكورونا

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.