تظاهرة في كابول للتنديد بأعمال العنف ضدّ النساء (عمر صبحاني / رويترز)

نجاحات وإخفاقات برامج المساعدة الكندية للنساء والفتيات في أفغانستان

أظهرت مراجعة داخلية للمساعدة الخارجية البالغة قيمتها نحو مليار دولار التي أنفقتها كندا في أفغانستان بعد انسحاب قواتها العسكرية من هناك بعضَ النجاحات ولكن إخفاقات كثيرة أيضاً، لاسيما في ما يتعلق ببرامج دعم النساء والفتيات.

وشملت المراجعة التي قامت بها وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الفدرالية الفترة الممتدة بين عاميْ 2014 و2020 التي ظلت خلالها أفغانستان وجهة رئيسية للمساعدات المالية الكندية حتى بعد إنهاء القوات الكندية مهمتها القتالية في هذا البلد الآسيوي عام 2011 وانسحاب آخر الجنود الكنديين منه عام 2014 وتراجع اهتمام الرأي العام الكندي بشؤونه.

ونشر موقع الوزارة تقريره النهائي حول الموضوع أواخر الشهر الفائت، فيما كانت الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" الجهادية تشاركان في جولة جديدة من محادثات السلام الهادفة لإنهاء عقودٍ من المعارك شبه المتواصلة في هذا البلد المتعدّد الإثنيات.

كما جاء نشر التقرير في أعقاب التزام كندا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 بتقديم مساعدة مالية أُخرى لأفغانستان مقدارها 270 مليون دولار موزعة على السنوات الثلاث المقبلة، لتضاف إلى المساعدات المالية التي تقدّمها كندا لأفغانستان منذ عام 2001.

ففي 2001 بدأت المهمة الأمنية والتدريبية والتنموية لكندا في أفغانستان. وبدأت المهمة إلى جانب القوات الأميركية في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة قبل أن تُدرج ضمن إطار "قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان" ("إيساف" - ISAF) التي أنشأتها منظمة الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1386 الصادر في كانون الأول (ديسمبر) 2001 والتي قادتها منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو" NATO).

جنود كنديون في أفغانستان في 26 آذار (مارس) 2010 (Murray Brewster / CP)

وأظهرت المراجعة أنّ الـ966 مليون دولار من المساعدات الخارجية التي أنفقتها كندا على أفغانستان منذ عام 2014 تمّ استخدامها بشكل شبه كلي لبرامج تهدف لتمكين النساء والفتيات الأفغانيات ودعمهنّ، لاسيما بعد أن أطلقت حكومة جوستان ترودو الليبرالية سياسة الدعم النسوية عام 2017.

وأدت هذه الجهود إلى بعض التقدم الملموس، ومن ضمن ذلك اعتمادُ المساواة بين الجنسيْن في بعض المؤسسات الأفغانية وتراجعٌ في أعمال العنف ضدّ النساء في بعض المجتمعات المحلية وتوفيرُ المزيد من فرص التعليم للفتيات وتعزيزُ الخدمات الصحية للنساء والفتيات.

"المشاريع في مجال حقوق النساء والفتيات وتمكينهنّ أتاحت للنساء المستفيدات أن يصبحن أكثر نشاطاً وثقة واستقلالية"، جاء في التقرير الذي يتضمن مراجعة للمساعدة الكندية لأفغانستان.

سيدتان في جامعة كابول في صورة مأخوذة في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 (محمد اسماعيل / رويترز)

وتضمّنت المراجعة تحليل وثائق داخلية صادرة عن وزارة الشؤون العالمية ومقابلات مع موظفي الحكومات والمنظمات غير الحكومية الكندية والأفغانية والدولية ومع مواطنين أفغان عاديين طالتهم المشاريع المدعومة من كندا. وأظهرت المراجعة استناداً إلى كلّ ذلك مشاكل عديدة.

أبرز تلك المشاكل كان الفشل في جعل مساعي كندا لتحسين المساواة بين الجنسيْن تشمل "فهماً أكثر عمقاً للسياق الثقافي المحلي في أفغانستان وللتقاليد الإسلامية". وفشلت هذه المساعي أيضاً في ضمّ الرجال والفتيان إلى البرامج الهادفة لتحسين المساواة.

"تعريف الأدوار الجنسانية كان مركزياً في المجتمع والثقافة الأفغانييْن خلال الفترة المشار إليها لدرجة أنّ أيّ تغيير مُقرَّر كان يستوجب ليس فقط استشارة الأفراد الذكور في العائلة ولكن أيضاً المجتمع المحلي في مجمله"، أضاف التقرير.

وأشار التقرير إلى أنّ هذه الشوائب والنواقص كانت تهدّد بترك تصوّر لدى الأفغان بأنّ المساواة بين الجنسيْن كانت مفروضة عليهم، مضيفاً "إذا لم يتمّ التعامل بعناية معها فهناك مخاطر من أن تؤدي الجهود حول المساواة بين الجنسيْن التي ترعاها دول مانحة غربية إلى ردود فعل سلبية وأضرار".

وأعطى التقرير أمثلةً عديدة عن العواقب غير المقصودة للجهود التي تقوم بها كندا لدعم حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، من بينها عن نساءٍ نبذتهنّ عائلاتهنّ لأنهنّ لجأن إلى مآوٍ هرباً من العنف الأُسري، وأُخرى عن نساءٍ في الجيش الأفغاني تعرّضن لتهديدات مباشرة.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا ترحّب ببدء مفاوضات السلام بين كابول و"طالبان" وتطالب بوقف إطلاق نار إنساني

من الصحافة الكنديّة: عودة إلى أفغانستان

إسدال الستار على المهمة الكندية في أفغانستان

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.