منح راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، جوائزه العلميّة للعام 2020 لخبراء نماذج كوفيد-19 تقديرا لِمساهماتهم في مساعدة الرأي العام على فهم تطوّرات الجائحة.
وتقدّم السلطات الكنديّة والسلطات المحليّة في المقاطعات تحديثا لنماذج كوفيد-19، التي يُقصد بها النماذج الحاسوبيّة المتعلّقة بالتوقّعات حول انتشار المرض.
ويلجأ الخبراء والباحثون إلى النماذج الرياضيّة والحاسوبيّة التي تستند إلى مجموعة من العوامل المعروفة، و إلى مجموعة من الافتراضات المتعلّقة بِتضافر هذه العوامل بين بعضها البعض، في توقّعاتهم حول احتمال انتشار الفيروس.
وأتاحت أعمال عشرات الخبراء في كندا أمام السلطات قياس التأثير المحتمل للإجراءات الصحيّة التي تتّخذها من أجل التصدّي لانتشار الفيروس الفتّاك، وتتيح للأفراد معرفة مدى تأثير سلوكهم على انتقال العدوى.

أعلن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو تخصيص 1,1 مليار دولار لاستراتيجيّة البحث العلمي في نيسان أبريل من العام 2020/Adrian Wyld/CP
واختار راديو كندا منح الجائزة لأربعة من علماء الوبائيّات والرياضيّات الذين يعملون منذ سنوات على نماذج بعض الأمراض، من بينها قصور المناعة والسلّ وفيروس الورم الحليمي البشريّ ويعملون حاليّا على تحدّي ترجمة فيروس كورونا المستجدّ إلى نماذج رياضيّة.
ومنح راديو كندا الجائزة إلى كلّ من جوليان أرينو من جامعة مانيتوبا، و مارك بريسون من جامعة لافال، و كارولين كالييِن من جامعة سايمون فريزر في مقاطعة بريتيش كولومبيا، و ماثيو ماهو جيرو من جامعة ماكغيل في مونتريال.
وتشتقّ معظم النماذج المستخدمة لوصف انتشار الفيروس من النموذج الأساسي الذي ترمز إليها الأحرف "أس إي أر" S I R، التي تعني ثلاث فئات من الأشخاص: الشخص المُحتمل أن يُصاب بالفيروس، و الشخص المُعدي ، والشخص المتعافي من المرَض.
ومع انتشار المرض، ينتقل كلّ شخص من بين إحدى هذه الفئات إلى فئة أخرى، مسمّاة خانة، تِبعا لِمجموعة من العوامل.
وتختلف التفاعلات بين هذه الفئات المختلفة حسب بيولوجيا الفيروس ومدّة المرحلة المُعدية.

تعزّز الحكومة الكنديّة دعمها للباحثين في شتّى المجالات العلميّة بما فيها الأبحاث حول اللّقاحات/Ted S. Warren/AP
وتُعطي هذه النماذج عندما تتمّ ترجمتُها إلى معادلات رياضيّة، معلومات حول تطوّر منحنى الفيروس.
وتتضمّن النماذج تفاصيل عديدة تتيح التمييز بين المجموعات الفرعيّة من الجمهور حسب خطر الإصابة بالعدوى، أو إمكانيّة نشر العدوى من قبل أشخاص عديمي الأعراض، كما أوضحت كارولين كالييِن من جامعة سايمون فريزر وفريق عملها، الذين استندوا في أبحاثهم إلى معلومات جمعوها من الصين وسنغافورة.
ويقول مارك بريسون أخصّائي علم الأوبئة الرياضي في جامعة لافال إنّ المعلومات حول بيولوجيا فيروس كورونا المستجدّ ومدى حدّته تطوّرت مع الوقت، وتوفّرت المزيد منها ومن المعطيات حول حالات الاستشفاء، وأتاحت بلورتُها إمكانيّة حصول العلماء على معلومات أكثر دقّة.
وتتيح النماذج التي يحصل عليها العلماء إعطاء توقّعات حول مستقبل الجائحة وكيفيّة تطوّرها، كما تتيح توقّع تأثير الإجراءات الصحيّة المتّخذة مثل التباعد الجسدي والعزل الصحّي والحدّ من الاختلاط.
ويضع العلماء مجموعة من السيناريوهات الممكن حدوثها في حال الحدّ من الاختلاط أو في حال العزل الصحّي كما قال خبير علم الوباء الرياضيّ في جامعة لافال مارك بريسون.
ولم يتوقّع خبراء النماذج أن يتمّ تسليط الضوء الإعلاميّ على أبحاثهم، وأن يتمّ استخدامها للتحذير من المخاطر التي يؤدّي إليها ارتفاع عدد حالات الاستشفاء، واقتراب المستشفيات من قدراتها الاستيعابيّة القصوى،كما حذّرت منه مثلا حكومة فرانسوا لوغو في مقاطعة كيبيك.
ويقول ماثيو ماهو جيرو أستاذ علم الوبائيّات في جامعة ماكغيل إنّ فريقه يقدّم كلّ أسبوع معلومات جديدة إلى معهد التميّز الصحّي والخدمات الاجتماعيّة حول عدد الأسرّة الممكن أن يشغلَها مرضى كوفيد-19.
وتتيح نماذج أخرى أمام الفريق تحديد المسار المحتمل لاستخدام الرعاية الصحيّة، وعدد الذين سوف يحتاجون لخدمات العناية المركّزه كما قال.
ويجد خبراء النماذج أنفسَهم أمام علامات استفهام جديدة، منها على سبيل المثال السلالات الجديدة من الفيروس، ومدى انتشار العدوى من قبل مسافرين واصلين إلى البلاد، وكم تستغرق عودة الأمور إلى طبيعتها بعد انطلاق حملة التطعيم.
ورغم ضغوط العمل المتواصل والإرهاق الذي قد يشعرون به، إلّا أنّهم يرتاحون لرؤية السلطات الصحيّة تستخدم النماذج والأرقام والخطط التي وضعوها للتواصل مع الجمهور.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.