كشف تحقيق نشرته هيئة الإذاعة الكندية أن 69 شخصا أقدموا على الانتحار في سجون مقاطعة كيبيك على مدى السنوات العشر الماضية/GETTY IMAGES / PETER MACDIARMID

أحزاب المعارضة في كيبيك تحضّ الحكومة على وضع حدٍّ لانتحار المساجين المُطَّرِد

طالبت أحزاب المعارضة في مقاطعة كيبيك الحكومة بالتحرك من أجل الحد من معدلات الانتحار المرتفعة التي تشهدها سجون كيبيك، وهي ظاهرة لا تشهدها السجون في المقاطعات الكندية الأخرى. 

تأتي مطالبة الأحزاب السياسية بعد تحقيق نشرته أمس هيئة الإذاعة الكندية عن حالات انتحار عديدة وقعت في سجون كيبيك.

انتقد تحقيق هيئة البث الوطني ما وصفه بـ "عيوب نظام يفشل في حماية المواطنين الذين من المفترض أن يعيدوا تأهيل أنفسهم، لا أن يموتوا وراء القضبان". يعّد الانتحار في السجن من التابوهات ولا يؤتى على ذكره إلا بقدر قليل وقد لا يتم ذكره بالمرة. ومع ذلك فإن كيبيك، هي المقاطعة الكندية التي ينهي فيها المسجونون في أكثر الأحيان حياتهم، كما جاء في تحقيق هيئة الإذاعة العامة.

"هذا الواقع يجب أن يتغيّر"، قال المتحدث باسم الحزب الليبرالي في كيبيك (PLQ) في مجال الأمن القومي، جان روسيل. 

ويقول نظيره في حزب التضامن الكيبيكي، ثاني أحزاب المعارضة في كيبيك، الكسندر لودوك: "ما هو محزن في الأساس، هو تقاعس الحكومة عن هذا الموضوع، وهذا ما بدأ يثير القلق فعلا". 

وكشفت هيئة الإذاعة الكندية أمس، بأن 69 شخصا أقدموا على الانتحار في سجون كيبيك بين عامي 2010 و2019. وقد وقع 75% من هذه الحالات في السجون التي تديرها الحكومة المحلية حيث تقّل العقوبة عن عامين.

وفقا لممثل حزب التضامن فإن غياب اختصاصيين في الطب النفسي في سجون كيبيك يعتبر أحد النقاط الحرجة التي يجب على المقاطعة معالجتها على الفور. 

يقول ألكسندر لودوك بأنه من السهل تماما استبعاد موضوع حالات انتحار المساجين "الذي يعد آخر التابوهات في مجتمعنا، وليس مربحا جدا للدفاع عنه سياسيا".

عندما ننشر خطة رئيسية للصحة العقلية في كيبيك، يجب أن تتضمن محورا محددا بوضوح يتعلّق بمسألة السجون في كيبيك.

ينتقد حزب المعارضة الرسمية في كيبيك، الحزب الليبرالي بشكل خاص وزارة الأمن القومي التي تجاهلت "العديد من توصيات  مكتب رئيس محققي الوفيات، التي كان من شأنها أن تساهم في الحد من وقوع حالات انتحار في السجون على مدى السنوات العشر الماضية.

مارتان هود كان في الـ 36 من العمر عندما وضع وراء قضبان سجن في كيبيك في تموز/يوليو 2015 لقضاء عقوبة لا تتعدى الـ 45 يوما، ولكنه أقدم على الانتحار بعد عشرة أيام فقط على دخوله السجن/راديو كندا:DANIEL MAILLOUX

في عام 2017 ، على سبيل المثال، أوصى رئيس مكتب محققي الوفيات المؤسسات الإصلاحية بطلب المساعدة من ذوي السجناء من أجل فهم أفضل للأسباب المحيطة بنزعة الانتحار لديهم خصوصا أن نزلاء السجون يسعون، في الغالب، إلى إخفاء محنتهم.

هذه التوصية لم تنفّذ مطلقا يقول النائب الليبرالي جان روسيل، ويردف قائلا:

من الجيد القول بأننا نطلب من المحققين في حوادث الوفيات الاستفسارات والقراءات الجادة، ولكن إذا لم نستمع إليهم، فما نفع كل ذلك؟

من جهته، يؤكد نائب حزب التضامن الكيبيكي ألكسندر لودوك "بأن الطريقة التي يتم بها التعامل مع السجناء هي مؤشر على الصواب الأخلاقي لمجتمع بأكمله".

ويأسف لودوك لظروف الاعتقال في سجون كيبيك التي تديرها السلطات الحكومية المحلية و"الفرق شاسع بينها وبين السجون التابعة للسلطة الفدرالية".

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: عدد الإصابات بالفيروس مرتفع في السجون الكنديّة

كوفيد-19: محقّق السجون الكندي لم يتلقّ معلومات حول مدى انتشار الفيروس في السجون

ناشطون يطالبون حكومة أونتاريو بنشر بيانات حول جائحة كوفيد-19 في السجون

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.