أفادت السلطات الصحية في مقاطعة بريتش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي بأنها لم ترصد أية حالة إصابة بالإنفلونزا الموسمية الشتوية. وهي ظاهرة "استثنائية" كما وصفتها السلطات غير مسبوقة منذ 20 سنة خلت.
تقول المسؤولة عن الوقاية من الانفلونزا والفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي في مركز مكافحة الأمراض في المقاطعة الكندية الدكتورة دانوتا شورونسكي:" إنني في وظيفتي هذه منذ عشرين عاما ولم أشهد طيلة هذه المدة حالة مشابهة لليوم حيث العدوى بالإنفلونزا الموسمية معدومة عبر أنحاء المقاطعة".
يشير مركز مكافحة الأمراض إلى أنه تم إجراء تشخيص لكشف الإصابة بالأنفلونزا على 000 300 عينة في المقاطعة. وهو رقم يمثل أربعة أضعاف الفحوصات التي كانت تتم خلال السنوات الخمس الماضية. ضمن هذه المجموعة الكبيرة، أتت النتائج إيجابية عند نحو 12 شخصا فقط. هؤلاء كانوا قد أخذوا اللقاح ضد الإنفلونزا ما يعني أن هذا الداء لم يكن ناجما عن عدوى مجتمعية. وللمقاربة، يذكر المركز الكندي بأنه في العام الماضي أتى التشخيص إيجابي عند 861 شخصا من أصل 000 10 اختبار أجري لتشخيص الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.
الحمى الشديدة والمتواصلة لعدة أيام مصحوبة بسيلان الأنف والسعال عند الطفل علامات تنذر بإمكانية إصابة هذا الطفل بـ كوفيد-19/راديو كندا
وكان قد طمأن وزير الصحة في حكومة بريتش كولومبيا مطلع الأسبوع أدريان ديكس، إلى أن غياب الإنفلونزا في المجتمع "يعد نبأً طيبا للغاية في السياق الحالي".
من جهة ثانية، أضاف الوزير، أنه حتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي حالات تفشي للإنفلونزا في مرافق الرعاية الصحية الطويلة الأمد، بينما تم الإبلاغ العام الماضي عن 19 حالة إصابة بالأنفلونزا الموسمية في تلك المراكز.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية موسم الإنفلونزا إلى اليوم، تلقى 000 427 1 من ابناء بريتش كولومبيا اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية.
هذه الأرقام التي كشفتها السلطات الصحية في بريتش كولومبيا ساهمت في سيطرة شعور بالارتياح عند الاختصاصيين في مجال الصحة في كندا الذين كانوا يشككون بمواجهة وباء مزدوج هذا الشتاء.
تعزو الدكتورة شورونسكي أسباب تراجع نشاط الإنفلونزا هذا الشتاء إلى التدابير الاحترازية المفروضة بسبب فيروس كورونا المستجد.
عادة ما يبلغ موسم الإنفلونزا ذروته في مقاطعة بريتش كولومبيا في شهري كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير من كل عام.
وقد أعربت الدكتورة شورونسكي عن اعتقادها بأن التدابير الصحية الوقائية المعتمدة لإبطاء انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد المسبب لداء كوفيد-19، بما في ذلك غسل اليدين والتباعد الجسدي وارتداء الأقنعة الواقية وتقليل السفر، كل ذلك ساعد على الأرجح على غياب الإنفلونزا الموسمية هذا الشتاء.
السلطات الصحية في بريتش كولومبيا لم تبلّغ عن أية عدوى بالإنفلونزا الموسمية في سائر أنحاء المقاطعة/ سي بي سي:BEN NELMS
تقول المسؤولة في مركز مكافحة الأمراض: لقد شهدنا انخفاضًا كبيرًا في نشاط الإنفلونزا بمجرد أن نفذنا القيود الوقائية الصحية في شهر آذار/مارس الماضي. كنا نواجه وباء الإنفلونزا حينها، وبمجرد اتخاذ هذه الإجراءات، بدا الأمر كما لو أن الإنفلونزا قد سقطت من منحدر. إن هذا التقهقر للإنفلونزا لم يتغير منذ ذلك الحين.
فيما يتعلق بما إذا كان يجب أن تظل التدابير الوقائية سارية حتى بعد انتهاء الجائحة، تعتقد الدكتورة الكندية بأن على المسؤولين في القطاع الصحية أن يأخذوا هذا الأمر في الاعتبار.
أعتقد أنه سيكون من المفيد تقييم التدابير وما نجح منها، لكنها مسألة توازن. إن بعض هذه الإجراءات متطرفة للغاية ويتم تنفيذها لأن، في النهاية ، فيروس كورونا المستجد ليس فيروس الإنفلونزا، فالأول له عواقب كثيرة أكثر جدية.
ويجدر تقييم فوائد وتكاليف الحفاظ على تلك الإجراءات الوقائية، خلصت الدكتورة دانوتا شورونسكي إلى القول.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
كندا: حالات الإنفلونزا تنعدم تقريبًا هذا العام
كندا قد تواجه نقصًا في لقاح الإنفلونزا
كندا: الطلب يرتفع على لقاح الإنفلونزا الموسميّة وسط جائحة كوفيد-19
الفرق بين عوارض الزكام وكوفيد-19 عند طفلك
مانيتوبا تضاعف طلبية اللقاحات العالية الجرعة المضادة للإنفلونزا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.