طوّرت شركة في مدينة كالغاري في مقاطعة ألبرتا جهازا صغيرا نقّالا يحذّر الشخصَ الذي يحمله عندما يقترب كثيرا من الآخرين.
وتقول الشركة إنّ الجهاز يعمل بدقّة فائقة، ويُصدر أصواتا وصفيرا وأضواء عندما يقترب زملاء العمل من بعضهم البعض، ويساعد بالتالي في الحفاظ على التباعد الجسدي الذي يهدف للحدّ من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ.
وفي حين كان بعض الإنطوائيّيين قد مالوا لِشراء الجهاز قبل الجائحة لتجنّب بعض الزملاء الثرثارين، تقول شركة زيروكي ZeroKey إنّها صمّمته من أجل غاية مهمّة، ألأ وهي مساعدة زملاء العمل في الحفاظ على التباعد الجسدي والوقاية من الفيروس.
وتقول الشركة إنّ جهاز "سيف سبيس" Safe Space يُشبه نوطا أو وساما من البلاستيك، يمكن وضعه في المعصم أو في جيب القميص أو في الحزام.

ماتّ لووِي رئيس شركة زيروكي في ألبرتا التي طوّرت جهاز سيف سبيس النقّال للتنبيه بشأن التباعد الجسدي/Radio-Canada
"بإمكان منتجاتنا تحديد مكان الأشياء وتصوّرها في مساحة ثلاثيّة الأبعاد، وشُهرتنا الكبيرة هي أنّنا نقوم بذلك بدقّة تفوق أيّ جهاز آخر حول العالم": ماتّ لووِي رئيس شركة زيروكي وأحد مؤسّسيها.
وتتيح التقنيّة المُستخدَمة تحديد المسافة بين جهازَين بدقّة تصل إلى 1،5 ميلّيمتر ، كما يمكنها ضبط المسافة بين جهازَين.
وعلى سبيل المثال، إن أثبت العلم أنّ الحفاظ على مسافة ثلاثة أمتار بين شخصَين يكون أكثر أمانا من مسافة مترَين، يمكن تعديل الجهاز بما يتناسب وهذه المعطيات.
ويقول رئيس الشركة ماتّ لووّي إنّ زيروكي كانت شركة بسيطة في بداياتها عندما أسّسها مع شريكه، وكانا يعملان معا من مكتب في المنزل.
وتطوّرت الشركة و أصبح لديها حاليّا 30 موظّفا، وتتطلّع لتعيين المزيد كما قال رئيسها ماتّ لووِي.
علم الخيال كان مصدر الوحي:
واستوحى مؤسّسا الشركة، على غرار العديد من شركات التكنولوجيا، من عِلم الخيال.
وسعى الشريكان لإنشاء واجهة تساعد في إعطاء صورة حول كيفيّة استخدام الناس لِأيديهم، ولكنّهما لم يتوقّعا تطبيقها على الجائحة.

وزارة الصحّة الكنديّة نصحت الكنديّين بتنزيل تطبيق التنبيه من كوفيد-19 على هواتفهم الخليويّة في حزيران يونيو 2020/Health Canada
ويقول ماتّ لووِي إنّه تلقّى طلبا من عملاء في القطاع الصناعي، من أجل تطوير نظام يتيح تتبّع الاختلاط بين رفاق العمل، وتنبيه كلّ منهم لدى اقترابه من الآخرين.
ويتيح جهاز "سيف بيس" فضلا عن تنبيه رفاق العمل عندما يقتربون من بعضهم البعض، تتبّع الاختلاط وتنبيه كلّ من اختلط بِشخص مصاب بمرض كوفيد-19، بضرورة وضع نفسه في الحجر الصحّي.
وأخذت الشركة بالاعتبار احترام خصوصيّة الناس، أكّدت وأنّ أصحاب المعلومات التي يتمّ جمعها مجهولو الهويّة، ومكان تواجدهم غير معروف، ولا يأخذ الجهاز سوى رقم لِتحديد الموظّفين.
ويساهم تتبّع الاختلاط في الحدّ من انتشار العدوى حسب رئيس الشركة، وهو مثاليّ لشركات معالجة اللحوم التي واجَهت العديد منها في أميركا الشماليّة انتشار العدوى بين عمّالها.
وعلى سبيل المثال، انتشرت العدوى بين عمّال شركة كارغيل لمعالجة اللحوم في أحد في مقاطعة ألبرتا خلال الموجة الأولى من الجائحة.
ويوم الخميس، توفّي عامل في مصنع أوليميل لمعالجة اللحوم في ريد دير في ألبرتا بعد إصابته بمرض كوفيد-19، وقرّرت إدارة المصنع إغلاقه مؤقّتا بعد ظهور عدد من الإصابات بين العمّال، والتحقيق في أسباب تفشّي العدوى.
وتقول وزارة العمل في ألبرتا إنّ مفتّشيها قاموا بتفتيش المصنع 14 مرّة منذ ظهور أولى الحالات في تشرين الثاني نوفمبر الفائت، واعتبروه آمنا لِيبقى مفتوحا.
وتقول السلطات الصحيّة في ألبرتا إنّها لم تكن على علاقة بقرار المصنع إغلاق أبوابه.
(سي بي سي/راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.