أعربت مراجع عديدة في نوفا سكوشا عن قلقها إزاء قرار حكومة المقاطعة السماح بممارسة ألعاب القِمار عبر الإنترنت في وقت تراجعت عائدات الكازينو في مدينة هاليفاكس بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
وكانت مؤسّسة اليانصيب الأطلسيّة التي تدير ألعاب الميسر في الشرق الكندي قد مهّدت الطريق أمام ألعاب الكازينو عبر الإنترنت في شباط فبراير الماضي، وأعربت عن نيّتها في تمديدها إلى المقاطعات الأطلسيّة الأربع، نوفا سكوشا ونيو برنزويك و جزيرة برنس إدوارد، و نيوفاوندلاند ولابرادور.
وافاد ناطق باسم المؤسّسة أنّ المقاطعات التي تسمح بتطوير كازينو عبر الإنترنت تتقاسم في ما بينها الأرباح التي يدرّها.
وتقول المعالِجة الاستشاريّة إليزابيث ستيفن التي تعمل في مجال معالِجة المدمنين على القِمار إنّ خبَر السماح بألعاب الكازينو عبر الإنترنت معبّر للغاية.
تراجعت أرباح الكازينوهات في نوفا سكوشا بِسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ/Tom Ayers/CBC
"ماذا وراء هذا الخبر؟ وهل يعود السبب لِكون الكازينو الفعلي يتراجع وقد يُغلق أبوابه؟ أم أنّ السبب هو إيجاد بديل لِعائداته؟ تساءلت المعالِجة الاستشاريّة إليزابيث ستيفن.
وتفيد وثائق مؤسّسة القمار في نوفا سكوشا التي اطّلعت عليها سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، أنّ كازينو هاليفاكس يواجه تراجعا في عائداته .
والتراجع مستمرّ منذ نحو 15 سنة، وقبل وقت كثير من جائحة فيروس كورونا المستجدّ حسب هذه المؤسّسة العامّة التي تُشرف على ألعاب القِمار في مقاطعة نوفا سكوشا.
وتتحدّث الوثائق عن احتمال تغيير موقع الكازينو من الواجهة البحريّة في هاليفاكس إلى مكان آخر، ولكنّ القرار بهذا الشأن معلَّق بسبب الجائحة.
ويُعرب بروس دينيس رئيس مجموعة "غامبلينغ ريسك إنفورمد" في نوفا سكوشا عن اعتقاده بأنّ الحكومة تبحث عن مصدر دخل بديل، ومن هنا جاء الكلام عن تطوير كازينو عبر الإنترنت.
وتعمل المنظّمة غير الربحيّة "غامبلينغ ريسك إنفورمد" على التوعية على المخاطر التي يشكّلها القمار لِلمجموعات والأفراد.
تراجعت أرباح كازينو نوفا سكوشا في هاليفاكس منذ عدّة سنوات، قبل جائحة كوفيد-19/Shaina Luck/CBC
ويرى بروس دينيس أنّ الذهاب إلى كازينو تقليديّ مختلف عن ممارسة القِمار عبر الإنترنت، وخطر التعرّض للتداعيات السلبيّة تكون أكبر في الحالة الثانية، لأنّ بإمكان الشخص أن يبقى متّصلا بالكازينو متى يشاء، 24 ساعة في اليوم، طوال أيّام الأسبوع كما قال.
عرضان مختلفان تماما:
ويقول مسؤولو مؤسّسة اليانصيب الأطلسيّة إنّ إنشاء كازينو عبر الإنترنت يهدف لمواجهة مواقع اللعب الخارجيّة على الإنترنت التي تتنامى شعبيّتها.
ويتحوّل سنويّا من خلال المقامرة، نحو من 100 مليون دولار من كندا الأطلسيّة إلى مواقع قِمار إلكترونيّة خارجيّة حسب المؤسّسة.
ويشير بوب ماكينون المدير التنفيذي لمؤسّسة اليانصيب الأطلسيّة إلى وجود أوجه شبه بين اللعب في الكازينو واللعب عبر الإنترنت.
ولا يستبعد أن تكون بعض الالعاب قد انتقلت من كازينو هاليفاكس إلى كازينوهات عبر الإنترنت، ويصعُب تحديدها بالأرقام حسب قوله.
وعلى المدى البعيد، فالأمر أشبه بِعرضين مختلِفين كما يقول ماكينون، أحدهما يقدّم القِمار عبر الإنترنت، والآخر يقدّمه في الكازينو الفعلي بأجوائه وموسيقاه ومطاعمه والعروض الفنيّة والغنائيّة التي يوفّرها.
وتقول المعالِجة الاستشاريّة إليزابيث ستيفن إنّ المدمنين الذين تعالجهم يمارسون لعبة القمار في الكازينو الفعلي، ويتحوّلون بعد ذلك إلى ممارستها عبر الإنترنت، وعبر ماكينات اللعب الإلكترونيّة.
تراجع عائدات كازينو هاليفاكس:
وتستمرّ عائدات كازينو هاليفاكس في التراجع منذ بضع سنوات، وتراجعت من 75 مليون دولار عام 2006 إلى 54 مليون دولار عام 2015 حسب المدير التنفيذي لِمؤسّسة اليانصيب الأطلسيّة بوب ماكينون.
وتراجع عدد الزوار بنسبة 90 بالمئة منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجدّ كما قال ماكينون، وتوقّع ألّا تتجاوز عائدات الكازينو 9 مليارات دولار هذه السنة.
ولم ينجح كازينو مدينة سيدني في نوفا سكوشا في تحقيق الأرباح المحدّدة وعدد الزوّار المتوقّع، كما فشل كازينو كاب بروتون هو الآخر في تحقيق أهدافه.
من هنا، كما يقول بوب ماكينون، أهميّة التحوّل إلى الكازينو عبر الإنترنت، الذي أصبح قانونيّا في المقاطعة عام 1995.
وتقول مؤسّسة اليانصيب الأطلسيّة إنّ هناك ضوابط بشأن ألعاب الكازينو عبر الإنترنت، من بينها التدقيق في العمر وعنوان الإقامة وتحليل لِنشاط اللاعب ومعلومات حول لعِب القمار المسؤول.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.