تَذكّر بعض القادمين الجدد إلى كندا بلدانهم الأم في بداية جائحة "كوفيد - 19" قبل سنة عندما رأوا رفوف متاجر المواد الغذائية شبه فارغة.
وفرغت الرفوف بعد أن تهافت المستهلكون على متاجر المواد الغذائية بشكل قلّ نظيره ابتداءً من الأسبوع الثاني من آذار (مارس) 2020، إذ كانوا متخوفين من انقطاع هذه المواد وسلعٍ منزلية يستخدمونها يومياً، كورق الحمّام (ورق المرحاض)، وموادّ أُخرى فرضت الجائحة استخدامها عدة مرات يومياً كمُعقِّمات اليديْن والكحول الطبي.
ويُذكَر أنه قبل سنة على التمام، في 11 آذار (مارس) 2020، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدانوم غيبريسوس تصنيفَ فيروس كورونا المستجدّ "جائحةً" أو "وباءً عالمياً" بسبب انتشاره السريع حول العالم.
وكان لافتاً أنّ التهافت على المواد الغذائية أدّى إلى انقطاع طحين القمح من الأسواق في بلدٍ هو ثالث أكبر مصدِّر عالمي لهذه المادة الغذائية الأساسية. فإفراط المستهلكين في تخزين القمح ومواد غذائية أُخرى خشية انقطاعها تسبّب بضغوط كبيرة على سلاسل الإمداد.
لكن بعد أشهر على بدء الجائحة زال القلق والخوف بنسبة كبيرة لتعود الثقة إلى نفوس المستهلكين.
وبمناسبة مرور سنة على تصنيف فيروس كورونا المستجدّ "وباءً عالمياً" نشر اليوم مختبرُ تحليلات الصناعة الغذائية في جامعة دالهاوزي (Dalhousie University) في هاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا، نتائج دراسة استطلاعية أظهرت أنّ 17,4% فقط من الكنديين يخشون ألّا تكون متاجر المواد الغذائية قادرة على تأمين احتياجات المستهلكين بصورة كافية.
فقد قال 82,6% من المُستطلَعين في كندا إنهم يثقون بسلاسل الإمداد. وترتفع هذه النسبة إلى أعلى مستوياتها بين مقاطعات كندا العشر في مانيتوبا في غرب وسط البلاد لتبلغ 87,9%.
وتلتها مباشرةً كيبيك، ثانيةُ كبريات المقاطعات من حيث عدد السكان، وبنسبة 87% في أوساط المُستطلَعين فيها.
وحلت أونتاريو، كبرى المقاطعات بعدد السكان، في المرتبة السادسة وبنسبة 81,6%، وجاءت بريتيش كولومبيا، ثالثُ أكبر مقاطعة، في المرتبة الأخيرة إذ قال 78% من المُستطلَعين فيها إنهم يثقون بسلاسل الإمداد.
وأظهر الاستطلاع أنّ أربعة كنديين من أصل خمسة (79,6% تحديداً) يثقون أيضاً بالعاملين في قطاع الصناعة الغذائية.
لكن إذا كان الكنديون في غالبيةٍ واسعة جداً يثقون بمتاجر المواد الغذائية وسلاسل الإمداد والعاملين في هذا القطاع للحصول على احتياجاتهم من الأغذية، فثقتهم ببعضهم البعض أقلُّ قوة بكثير.
فقد أظهر الاستطلاع أنّ 61,6% من المستطلَعين يعتقدون أنّ المواطنين يقومون بتخزين المواد الغذائية.
"هذا يدلّ على أنّ الناس لا يثقون بالضرورة بكيفية تصرّف الآخرين في أوقات الخوف"، يقول البروفيسور سيلفان شارلوبوا، مدير مختبر تحليلات الصناعة الغذائية في جامعة دالهاوزي ورئيس الفريق الذي أجرى الدراسة الاستطلاعية.
ويشرح شارلوبوا أنّ الناس يخشون من إقدام الآخرين على "الإفراط في الشراء" كما حدث في ربيع 2020 عندما تهافت المستهلكون على متاجر الأغذية.
"إذاً يثق الناس بالصناعة (المتاجر وسلاسل الإمداد) لكنهم لا يثقون كثيراً بالناس الآخرين"، يضيف شارلوبوا ضاحكاً.
ومن ناحية أُخرى أظهر الاستطلاع أنّ الكنديين غير قلقين على سلامتهم الشخصية. فبعد أن كانوا يفرطون في غسل الفواكه والخضار الطازجة في بدايات الجائحة باتوا أكثر ثقةً بسلامتها.
فقد قال ثلاثة كنديين من أصل أربعة (74,9% من المُستطلَعين) إنّ "المنتجات الغذائية في كندا هي إجمالاً سليمة".
ويعتقد البروفيسور شارلوبوا أنّ الجائحة ستترك آثاراً على سلوكيات الكنديين بالنسبة لخياراتهم الغذائية، فيتوقع زيادة في اهتمامهم بالتغذية والصحة الشخصية في الأشهر المقبلة.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
سلّة التسوق الغذائية إلى ارتفاع أيضاً وأيضاً في عام 2021
الجائحة غيرت سلوك الشراء للمستهلك الكندي: مشترياته على الإنترنت تضاعفت خلالها
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.