مقر بنك كندا في أوتاوا (أرشيف) / Radio-Canada

بنك كندا يضع حداً لعدة برامج دعم أطلقها خلال الجائحة

أعلن بنك كندا (المصرف المركزي) أنه يضع حداً لعدة برامج دعم كان قد أطلقها للحفاظ على تدفق الائتمان في الأسواق خلال جائحة "كوفيد - 19"، إذ اعتبر أنه أنجز المهمة نظراً للتحسن في ظروف السوق.

وجاء هذا الإعلان على لسان نائب حاكم البنك توني غرافيل في خطاب ألقاه أمس أمام جمعية "المحللين الماليين المعتمَدين في تورونتو" (CFA Society Toronto).

وقال غرافيل إنّ بنك كندا سيوقف هذه البرامج أو يعلّقها ابتداءً من أوائل نيسان (أبريل) المقبل، ثم لغاية أيار (مايو).

وأضاف غرافيل أنّ البنك قادر على اتخاذ هذه الخطوات حالياً لأنّ المؤسسات والمقاطعات قادرة على "الوصول بحرية إلى أسواق دين تعمل بكلّ طاقتها".

وأضاف غرافيل أنّ فوارق الائتمان لمعظم هؤلاء المقترضين باتت مساوية لمستويات ما قبل الجائحة أو أدنى منها، ما جعل البنك يستنتج أنّ "هذه الآليات الاستثنائية" التي سبق له أن وضعها "لم تعد بشكل واضح ضرورية".

وسيعلن بنك كندا أواخر حزيران (يونيو) تفاصيل كلّ عملية مالية جرت في إطار البرامج التي أطلقها.

مؤسسة خاصة في العاصمة الفدرالية أوتاوا أغلقت أبوابها في عزّ جائحة "كوفيد - 19" (Francis Ferland / CBC)

وكان بنك كندا قد أعلن أنه سيعدّل برامج الدعم التي أطلقها لمواجهة الأزمة الناجمة عن الجائحة وفق ما تتطلبه الظروف. ويشكل إعلانه أمس إشارة إضافية إلى أنّ أداء الاقتصاد بات يفوق التوقعات.

يُذكر أنّ بنك كندا أصبح قبل سنة مُقرض الملاذ الأخير عندما باشر شراء سندات شركات وسندات صادرة عن حكومات المقاطعات وعدّل قواعده لإقراض المصارف فيما كان الاقتصاد يتراجع بشدة.

وكان الهدف من ذلك تجنيب آليات نظام الائتمان الحرّ أيّة عراقيل، فتواصل المؤسسات تمويل عملياتها حتى وإن أظهر المستثمرون بعض التردّد.

وفيما بدأ بنك كندا مساعدة المصارف في إقراض المال وتحسينَ ظروف السوق للمقاطعات وللمؤسسات التي تصدر سندات دين، أخذَ أيضاً يشتري سندات صادرة عن الحكومة الفدرالية كان المستثمرون يبيعونها أيضاً.

حاكم بنك كندا تيم ماكلِم (Adrian Wyld / CP)

وما بدأ كبرنامج لمساعدة السوق على مواصلة السير بشكل جيد تحوّل إلى برنامج تيسير كمّي، قال غرافيل في خطابه أمس، ما يعني أنّ بنك كندا يستخدم حالياً مشترياته للمساعدة في تخفيض أسعار الاقتراض للأفراد والشركات.

وبحلول نهاية نيسان (أبريل) المقبل من المتوقَّع أن تمثّل سندات الحكومة الفدرالية أكثر من 70% من الميزانية العامة لبنك كندا، أي نحو 350 مليار دولار.

وسيخفف بنك كندا مع الوقت وتيرة شرائه سندات الحكومة الفدرالية وذلك للحفاظ على حجم التحفيز المالي في الاقتصاد، لا مواصلة زيادته، كما قال غرافيل.

وسيمرّ بعض الوقت قبل أن يبادر بنك كندا إلى رفع معدل الفائدة الأساسي البالغ 0,25% منذ 27 آذار (مارس) 2020، وهذه خطوة لا يتوقع البنك الإقدام عليها قبل عام 2023.

يُذكر أنّ بنك كندا خفّض سعر الفائدة الأساسية، وهو سعر الفائدة لليلة واحدة بين المصارف، ثلاث مرات في آذار (مارس) 2020 من أجل دعم الاقتصاد والنظام المالي الكندييْن.

متسوقون في مركز "إيتون" التجاري في تورونتو، المركز التجاري الأكثر ازدحاماً في كندا (أرشيف) (Paul-André St-Onge / Radio-Canada)

ومن جهته يرى كريغ أليكساندر، كبير خبراء الاقتصاد في الفرع الكندي لشركة "ديلويت" (Deloitte Canada) للخدمات المهنية، أنّ التعديلات على برنامج التيسير الكمّي يجب أن تأخذ بالاعتبار مدى قوة الانتعاش الاقتصادي، ومن ضمنه إلى أيّ حدّ ستتحول المبالغ التي ادّخرها الكنديون خلال الجائحة إلى نفقات استهلاكية.

"إذا بدأت هذه الكمية الكبيرة من المدَّخرات المتراكمة تصبّ فجأة في الاقتصاد وحدثت فورة شراء من قبل المستهلكين، عندئذ من الواضح أنّ بنك كندا سيسرّع وتيرة تعديلاته لناحية وضعه حداً لبرنامج شراء السندات ورفعِه سعر الفائدة"، قال أليكساندر.

لكن "سيكون صعباً جداً على بنك كندا مزامنةُ ذلك، ويتوقف جزءٌ كبير من العملية على مدى قوة الانتعاش"، أضاف أليكساندر.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

ارتفاع في الإنفاق الأسري أسرع من المتوقَّع قد يساعد في تسريع الانتعاش الاقتصادي

النهوض الاقتصادي أسرع من المتوقَّع حتى الآن لكنّه غير متكافئ حسب بنك كندا

بنك كندا مع سعر فائدة متدنٍّ لدعم النهوض و"الحفرة عميقة وطريق الخروج منها طويل"

بنك كندا مهتمّ بالتوازن بين العرض في اقتصاد ما بعد الجائحة وطلب المستهلكين

بنك كندا يخفّض الفائدة الأساسية 0,5 نقطة، مرة ثالثة في آذار (مارس) 2020، إلى 0,25%

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.