انبعاثات الكربون من منشأة لاستخراج النفط من الرمال الزفتية تابعة لشركة "سينكرود" (Syncrude Canada) في فورت ماكموري في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jason Franson / CP

ترودو يتعهد في قمة المناخ العالمية بتخفيض الانبعاثات بين 40% و45% بحلول 2030

تعهّد رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بأن تخفّض كندا انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 40% و45% عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2030.

وهذا الهدف الجديد أعلى من هدف الـ36% الذي وضعته حكومة المحافظين قبل وصول الليبراليين بقيادة ترودو إلى السلطة في خريف عام 2015.

والهدف الجديد أعلى أيضاً من هدف الـ30% الذي التزمت به حكومة ترودو بموجب اتفاق باريس للمناخ وهو اتفاق عالمي تمت المصادقة عليه بالإجماع في الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2015 ووقّعه ترودو في مثل هذا اليوم من عام 2016.

وأعلن رئيس الحكومة الليبرالية عن هذا الهدف الجديد خلال قمة المناخ العالمية التي انطلقت أعمالها في العاصمة الأميركية واشنطن صباح اليوم، تزامناً مع اليوم العالمي للأرض، والتي انعقدت بشكل افتراضي، على الإنترنت، احترازاً من مخاطر جائحة "كوفيد - 19".

"لو تحذو الاقتصادات الرئيسية المجتمعة هنا حذو كندا وتحدّد ثمناً للتلوّث يرتفع تدريجياً وتلتزم بإغلاق محطاتها العاملة على الفحم بشكل تدريجي، سيمكننا تسريع مسارنا العالمي نحو مستقبل آمن ومزدهر وصفري الانبعاثات"، قال ترودو في خطاب قصير.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو موقعاً على اتفاق باريس حول المناخ في 22 نيسان (أبريل) 2016 في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك / Mark Lennihan / AP

ولا يطابق الهدفُ الجديد الذي وضعته الحكومة الكندية الحدَّ الأدنى من التخفيض بنسبة 50% إلى 60% الذي تعتبره المنظمات البيئية وبعض أحزاب المعارضة ضرورياً لاحتواء ارتفاع حرارة كوكب الأرض بـ1,5 درجة مئوية قياساً إلى مستواها لما قبل الحقبة الصناعية.

من جهته تعهّد صاحب الدعوة للقمة، الرئيس الأميركي جو بايدن، بتخفيض انبعاثات بلاده من الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 50% و52% عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2030.

"بعد أكثر من خمس سنوات في السلطة، لا تزال حكومة ترودو غير قادرة على اقتراح هدف طموح كالذي قدّمه جو بايدن الي وصل إلى السلطة قبل ثلاثة أشهر"، قال كيث ستيوارت، وهو من كبار خبراء الإستراتيجية في مجال الطاقة في الفرع الكندي لمنظمة "غرينبيس" البيئية العالمية.

وأضاف ستيوارت أنّ كندا لم تلتزم بعد بالابتعاد عن الوقود الأحفوري لأنها لا تزال مرتبطة بشكل وثيق بقطاع النفط والغاز الطبيعي.

وقبل انعقاد القمة أصدرت سبع منظمات بيئية تقريراً يتضمن نماذج مناخية تُظهر أنه لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض بـ1,5 درجة مئوية قياساً إلى مستويات ما قبل الحقبة الصناعية على كندا أن تضاعف هدف الـ30% الذي التزمت به في اتفاق باريس.

زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ هو الأوّل في تناول لقاح "أسترازينيكا" بين زعماء الأحزاب في مجلس العموم (Ben Nelms / CBC)

ومن جهة أحزاب المعارضة في مجلس العموم شكّك زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، جاغميت سينغ في قدرة الحكومة الليبرالية على الإيفاء بوعودها البيئية وأعرب عن قلقه إزاء ذلك.

"أخشى أن يضع الليبراليون هدفاً لا يتمكنون من تحقيقه، ولهذا السبب نقول إننا بحاجة لتحسين المساءلة"، قال سينغ أمس.

ووجّه سينغ رسالة إلى وزير البيئة والتغيرات المناخية الفدرالي جوناثان ويلكينسون طالب فيها الحكومة بأن تخفض كندا انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بـ50% عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2030.

أما الحزب الأخضر الكندي فطالب برفع نسبة التخفيض إلى 60%.

زعيم حزب المحافظين إرين أوتول متحدثاً في مجلس العموم خلال فترة الأسئلة في 10 آذار (مارس) الحالي (Adrian Wyld / CP)

من جهته روّج الناطق باسم المحافظين لشؤون البيئة النائب دان ألباس لخطة حزبه الجديدة في مجال مكافحة التغيرات المناخية.

وفي هذه الخطة يطالب المحافظون، الذين يشكلون المعارضة الرسمية في مجلس العموم، لأوّل مرّة بتسعير الكربون للمستهلك.

ورأى زعيم المحافظين إرين أوتول أنّ رئيس الحكومة الليبرالية، خلافاً لحزب المحافظين، لا يملك خطة محددة لبلوغ أهداف اتفاق باريس التي تبنتها خطة المحافظين الجديدة.

يُشار إلى أنّ انعقاد قمة المناخ في واشنطن جاء في وقتٍ يناقش فيه البرلمانيون الكنديون مشروع القانون "سي - 12" الذي، في حال تمّ إقراره، يُلزم وزيرَ البيئة الفدرالي بتحديد أهداف متجددة كلّ خمس سنوات لتخفيض انبعاثات الكربون ابتداءً من عام 2030 ولغاية عام 2050.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

نحو 35 ألف وظيفة خضراء في كندا عام 2020 بالرغم من الجائحة

خطة فدرالية طويلة الأمد للاعتماد على الهيدروجين كوقودٍ منخفض الكربون

مشروع قانون لتحقيق الحياد الكربوني بين "وفاء" ترودو بوعده وانتقادات المعارضة

اتفاق باريس للمناخ في الأمم المتحدة: التوقيع جزء سهل في ملف حافل بالتحديات

فئة:بيئة وحياة حيوانية، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.