مدخل مبنى ’’سي بي سي‘‘ في تورونتو (Adam Moss / Wikipedia)

الإعلانات الانتخابية: ’’سي بي سي‘‘ تخسر القضية ضدّ المحافظين

كسب حزب المحافظين الكندي، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، معركة قضائية ضدّ ’’سي بي سي‘‘ / راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) بشأن استخدام مواد صحفية في إعلانات حزبية.

فقد حكمت المحكمة الفدرالية بأنّ استخدام حزب المحافظين مقاطع من برامج لـ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) لمهاجمة زعيم الحزب الليبرالي الكندي جوستان ترودو في المعركة الانتخابية الفدرالية عام 2019 يندرج في إطار "التعامل العادل" ولم ينتهك حقوق التأليف والنشر كما أنه لم يقوّض النزاهة الصحفية للإذاعة العامة.

ورأى حزب المحافظين أنّ قرار المحكمة يشكّل "انتصاراً للديمقراطية" يتيح "تعزيز حرية التعبير السياسي".

وأضاف الحزب أنه يحترم دور وسائل الإعلام وأنه "مسرور" لأنّ الحكم يوفّر مزيداً من التوضيح للعلاقة بين قانون حقوق التأليف والنشر والنقد السياسي.

من جهتها لم تعلّق هيئة الإذاعة الكندية بعد على الحكم ولم تذكر ما إذا كانت تنوي استئنافه. "علينا أولاً تفحّص القرار"، قال الناطق الرسمي باسم المؤسسة، ليون مار.

زعماء الأحزاب الستة الممثَّلة في مجلس العموم المنحل، من اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل: زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو، زعيم حزب المحافظين أندرو شير، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، زعيم حزب الشعب ماكسيم برنييه، زعيمة الحزب الأخضر إليزابيث ماي، وزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

زعماء الأحزاب الستة الممثَّلة في مجلس العموم المنحل عند انطلاق الحملة الانتخابية الفدرالية الأخيرة في 11 أيلول (سبتمبر) 2019، من اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل: زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو، زعيم حزب المحافظين أندرو شير، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، زعيم حزب الشعب ماكسيم برنييه، زعيمة الحزب الأخضر إليزابيث ماي، وزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

وسيكون لقرار القاضي مايكل فيلان تأثير على الحملة الانتخابية المقبلة، حسب البروفيسور فلوريان مارتان باريتو، رئيس كرسي الأبحاث في التكنولوجيا والمجتمع في جامعة أوتاوا. فالأحزاب، برأيه، ستعتمد كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي خلال جائحة ’’كوفيد - 19‘‘ التي تعيشها كندا.

ويضيف مارتان باريتو أنّ القرار الصادر عن المحكمة الفدرالية "يفتح الباب أمام استخدام المحتوى الصحفي من قبل الأحزاب السياسية الكبرى، أو ربما حتى من قبل جميع الناس، للمشاركة في العملية الديمقراطية" وأنّ القرار والمعايير التي قيّمها القاضي ستساهم في وضع إطار لهذا الاستخدام.

وكانت ’’سي بي سي‘‘ قد اعترضت على استخدام حزب المحافظين خمسة مقاطع فيديو من برامجها الصحفية دون موافقتها في تغريدات وإعلانات سياسية سلبية ضدّ زعيم الحزب الليبرالي، رئيس الحكومة الخارجة آنذاك، جوستان ترودو.

وجادلت ’’سي بي سي‘‘ بأنّ هذه المادة الصحفية محمية بموجب قانون حقوق التأليف والنشر وأنّ استخدامها لأغراض حزبية يقوّض النزاهة الصحفية للمؤسسة ومصداقيتها.

لوغو حزب المحافظين الكندي (Nathan Denette / PC)

وفي حكمه أقرّ القاضي فيلان أن استخدام المحافظين مواد صحفية تخصّ ’’سي بي سي‘‘ "يُشكل بوضوح انتحالًا لموهبة هيئة الإذاعة الكندية وموظفيها ولحكمهم (على الأمور)".

لكنّ القاضي رأى من ناحية أُخرى أنّ استخدام حزب المحافظين لتلك المواد يُعدّ "عادلاً" بموجب قانون حقوق التأليف والنشر.

فبدايةً لم يستخدم المحافظون سوى مقتطفات قصيرة، ثم إنّ استخدام المادة الصحفية، المحمية قانونياً، "لأغراض النقد" هو أمرٌ يجيزه القانون، قال القاضي.

وأضاف القاضي فيلان أنّ الهدف من "السخرية من رئيس الحكومة أو الاستهزاء بعمله وسلوكه، وأيضاً انتقاد الأفكار والأفعال" في إطار حملة انتخابية يُشكل "مشاركة في العملية الديمقراطية" المشروعة.

كما رفضت المحكمة حجج هيئة الإذاعة الكندية القائلة بأنّ استخدام مقتطفات من برامجها بهذا الشكل يشوّه صورتها على صعيد الحيادية والنزاهة في العمل الصحفي.

"بعد سنوات عديدة من التغطية الإخبارية السياسية"، كتب القاضي، "لا شيء يؤكد أنّ بثّ مقطع لإذاعة في إطار حزبي قد شوّه سمعة الإذاعة".

وقال القاضي فيلان أيضاً إنّه "نظراً لكون ’’سي بي سي‘‘ إذاعة عامة، فمحتواها مُصمَّم بشكل واضح ليكون متاحاً للجميع".

(راديو كندا / سي بي سي / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

قراءة في نتائج الانتخابات الكندية وتحديات حكومة الأقلية الليبرالية

آخر مناظرة للزعماء الفدراليين قبل موعد الانتخابات الكندية

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.