يصادف اليوم عيد القديس يوحنا المعمدان (la Saint-Jean-Baptiste)، يحيى بن زكريا في الإسلام، وهو العيد الوطني للكنديين الناطقين بالفرنسية منذ عام 1834.
وهذا اليوم هو "العيد الوطني لكيبيك"، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الفرنكوفونية، ويوم عطلة رسمية فيها منذ عام 1977.
والعيد مسيحي بالأساس، لكنه لم يعد دينياً منذ عقود عديدة إذ أصبح ذا طابع ثقافي بشكل خاص، ومحطة سياسية أيضاً في كيبيك.
وفي العادة تجري احتفالات بمناسبة هذا العيد في مختلف أنحاء كيبيك، أكبرها في مونتريال، كبرى مدن المقاطعة، وكيبيك العاصمة.
ولم يمنع الوضعُ المختلف هذه السنة بسبب جائحة "كوفيد - 19" ووُجوبُ مواصلة التقيّد بتدابير التباعد الجسدي الكيبيكيين من الاحتفال بعيدهم الوطني، ولكن دون النزول إلى الساحات والاختلاط بالآخرين.
فقد قامت كوكبة من نجوم ونجمات الأغنية الكيبيكية والكندية الفرنسية من أصول وأعراق مختلفة، من بينهم ماري مي وكور دو بيرات وغريغوري شارل وروك فوازين ولوس دوفو وميشال ريفار وماري ميشيل ديروزييه وإليسابي اسحق وكورناي، وفنانون آخرون وفرقُ أوركسترا ورقص بإحياء حفلة كبيرة قدّمها كلّ من المغنية أريان موفات والمغني بيار لابوانت أمام مسرح فارغ.
فالجمهور كان يتابع من المنزل، مسمَّراً أمام الشاشة الصغيرة، الحفلة المسجّلة سلفاً في إطار تدابير التباعد الجسدي والتي نقلتها، بالتزامن، أربع محطات تلفزة.
وسُجِّلت الحفلة على خشبة مسرح "كوجيكو" في مدينة تروا ريفيير الواقعة على مسافة 140 كيلومتراً شمال شرق مونتريال، وطُعِّمت بمساهماتٍ غنائية صُوِّرت في أماكن أُخرى خصّيصاً لهذه المناسبة.
"بالرغم من الفراغ نشعر بقوة عظيمة"، قالت موفات في بداية الحفلة. "التضامن هو الرابط بين أفراد الشعب"، أكمل لابوانت قبل أن يضيف، متوجهاً للجمهور الجالس أمام الشاشة الصغيرة في المنزل، "نشعر بدفئكم".
واستهلت العزف "أوركسترا ميتروبوليتان مونتريال" (l'Orchestre métropolitain de Montréal) بقيادة يانيك نيزيه سيغان بمقطوعة للمؤلف الكندي، الروسي المولد، أيرات إيخموراتوف.
وتُليت في النصف الأول من الحفلة كلمة لرئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو قال فيها إنّ كيبيك شُيِّدت بمساعدة السكان الأصليين وإنّ شعوب العالم كلّه "انضمّت إلينا" أيضاً.
"في عام 2020 ستنهض الأًُمّة الكيبيكية مجدداً، وهي أكثر اتحاداً، وأكثر قوة، وأكثر فخراً"، أضاف لوغو، في إشارةٍ إلى الأزمة الصحية والاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19".
يُشار في هذا المجال إلى أنّ أكثر من نصف الإصابات بوباء "كوفيد - 19" في كندا، وعددها فاق 102 ألف حالة، سُجّلت في مقاطعة كيبيك، وأنّ نحواً من ثلثيْ حالات الوفاة الـ8517 التي تسبّبت بها الجائحة سُجّلت أيضاً في هذه المقاطعة التي يشكل عدد سكانها 22,52% من إجمالي عدد سكان كندا البالغ نحواً من 38 مليون نسمة.
وفي النصف الثاني الثاني من الحفلة أشار مقدّمها المغني بيار لابوانت إلى أنّ مسرح "كوجيكو" الذي تُقدَّم منه حفلة عيد كيبيك الوطني يقع على أراضٍ للسكان الأصليين "غير متنازَلٍ عنها"، أي أنّ السكان الأصليون لم يتنازلوا عنها بموجب أيّ اتفاق، لا مع السطات الكندية ولا مع سلطات الاستعمار التي سبقت قيام الاتحادية الكندية عام 1867. ويُشار إلى أنّ هذا هو حال مدن بأكملها، أو بأجزاء منها، على امتداد كندا.
"نعترف بالأتيكاميك (Attikameks) كحرّاس للأراضي والمياه حيث نحن مجتمعون هذه الليلة"، أضاف لابوانت فيما كان ميشال ريفار يؤدّي أغنية "النهر". والأتيكاميك هم من سكان كندا، وتحديداً مقاطعة كيبيك، الأصليين.
وقدّمت الممثلة كريستين بوليو تحية لأنهار كيبيك "وهي مصدر طاقتنا وثروتنا الكبرى"، وقالت "شكراً للأنهار" بالعديد من لغات السكان الأصليين.
وألقت المؤلفة الموسيقية والمغنية إليسابي اسحق كلمةً دعت فيها للعيش في عالم متّحد "لا يعيد السماح مطلقاً بالتخلي عن أيّ إنسان في منتصف الطريق" مهما كان لون بشرته وأصله وعمره ووضعه المالي، مضيفةً "إنما من تنوّعنا تَخلق ثروتنا" قبل أن تؤدّي أغنية "أنا، إلسي" التي كتب كلماتها ريشار ديجاردان ولحّنها بيار لابوانت.
وإليسابي اسحق التي تُعرف فنياً باسمها الأول مولودة في إقليم نونافيك في مقاطعة كيبيك لأم من شعوب الإنويت، الذين يشكلون الغالبية الساحقة من سكان الإقليم المذكور، ولأب من مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور المجاورة في أقصى الشرق الكندي.
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
عيد القديس يوحنا المعمدان، العيد الوطني للكنديين الناطقين بالفرنسية
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.