أكّد إيان أندرسون الرئيس والمدير التنفيذي لأنبوب ترانس ماونتن أنّ اليد العاملة في ورشة توسيع الأنبوب خالية من حالات كوفيد-19 التي يتسبّب بها فيروس كورونا المستجدّ.
وأشار إلى أنّ الحكومة رصدت مليون دولار للحفاظ على سلامة العاملين في توسعة الأنبوب الذي يتيح نقل النفط المستخرج من الرمال النفطيّة في مقاطعة ألبرتا نحو مصافي بورنابي في مقاطعة بريتيش كولومبيا، ومنها إلى السوق الآسيويّة على الضفّة الأخرى من المحيط الهادي.
وسرت مخاوف يوم بدأت جائحة كوفيد-19 من أن تؤدّي مشاريع ضخمة على غرار مشروع توسيع الأنبوب إلى انتشار الفيروس في المناطق النائية ومجتمعات السكّان الأصليّين.
وقد أعطت الحكومة الكنديّة برئاسة جوستان ترودو صيف العام 2019 الضوء الأخضر للمضيّ في أعمال توسيع الأنبوب الذي اشترته عام 2018 من شركة كيندر مورغن الأميركيّة في صفقة بلغت قيمتها 4،5 مليارات دولار.
ورشة توسيع أنبوب ترانس ماونتن في كاملوبس في مقاطعة بريتيش كولومبيا في 1-10-2020/Jonathan Hayward/CP
وأكّد إيان أندرسون أنّ الشركة أنفقت حتّى أيلول سبتمبر الماضي أكثر من مليون دولار إضافي لتعزيز إجراءات الوقاية من الفيروس ، ومن بينها فحص حرارة العاملين وتوفير معدّات وقاية شخصيّة وإدخال تعديلات تسمح بالتباعد الجسدي في محيط العمل.
وليس هناك أيّة حالة بين موظّفي الشركة ولا بين العاملين في ورشة توسيع الأنبوب كما قال أندرسون.
وكان إيان أندرسون يتحدّث خلال الاجتماع السنوي العام للمؤسّسة الكنديّة للتنمية والاستثمار CDEV التي تتولّى إدارة استثمارات الشركات التابعة للحكومة الكنديّة على غرار شركة ترانس ماونتن.
وسبق أن قال الرئيس والمدير التنفيذي إيان أندرسون في شباط فبراير الماضي إنّ تكلفة توسعة أعمال توسعة الأنبوب ارتفعت بصورة حادّة من 7،4 إلى 12،6 مليار دولار.
وعزا تجاوز التكلفة إلى التغييرات في التصميم واستخدام أنابيب أكثر سماكة والمشاورات مع السكّان الأصليّين المعارضين لمشروع توسيع الأنبوب.
رئيس الحكومة جوستان ترودو يتحدّث في موقع أنبوب ترانس ماونتن في إدمنتون في 12-07-2019/Jason Franson/CP
لكنّ أندرسون قال إنّ المشروع ما زال يلتزم بحدود موازنته ومن المتوقّع أن تنتهي الأعمال حسب الموعد المحدّد في أواخر العام 2022.
"رغم التحدّي غير المسبوق الذي فرضته جائحة كوفيد-19 عالميّا، ظلّت تكلفة أعمال توسعة أنبوب ترانس ماونتن والمهلة المحدّدة لها على ما هي عليه": إيان أندرسون الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ترانس ماونتن.
غير أنّ الحزب الديمقراطي الجديد المعارض في مجلس العموم الكندي طرح علامات استفهام حول تكلفة المشروع.
وقال بيتر جوليان المتحدّث باسم الحزب للشؤون الماليّة في مقابلة مع سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، إنّ الحزب لم يحصل على ردود بهذا الشأن ،وأعرب عن قلقه حيال هذا النقص في الشفافية كما قال.
ويقول المحامي أوجين كونغ من مجموعة " وست كوست إنفايرنمنتال لو" West Coast Environmental Law إنّ اللقاء الافتراضي الذي عقدته المؤسّسة الكنديّة للتنمية والاستثمار لم يقدّم إجابات مهمّة حول مشروع التوسيع الذي يكلّف مليارات الدولارات.
عارضت مجموعات من الأمم الأوائل مشروع توسيع أنبوب ترانس ماونتن/Darryl Dyck/CP
وأكّد على ضرورة تقديم توقّعات اقتصاديّة محدّثة و إطلاع الجمهور عليها، ليعرف ما إذا كان من الممكن تطبيق مشروع الأنبوب في سياق التغييرات التي طرأت على السوق.
واستغرب كونغ أن تكون المعلومات توفّرت أكثر عندما كان ترانس ماونتن مملوكا من القطاع الخاص قبل أن تشتريه الحكومة الكنديّة.
ورفضت كلّ من شركة ترانس ماونتن و المؤسّسة الكنديّة للتنمية والاستثمارات طلبا من سي بي سي للتعليق على الموضوع.
و يتيح أنبوب فور انتهاء الأعمال، نقل 900 ألف برميل نفط يوميّا، أي ما يوازي ثلاثة أضعاف الكميّة التي يتمّ نقلها حاليّا.
ولقي المشروع معارضة من قبل دعاة البيئة وبعض مجموعات السكّان الأصليّين في مقاطعة بريتش كولومبيا وحكومة المقاطعة التي تخوّفت من حدوث تسرّب بيئي،.
وآثر رئيس الحكومة جون هورغان التريّث في اتّخاذ موقف حتّى يتأكّد من سلامة المعايير البيئيّة.
وسمحت محكمة الاستئناف الفدراليّة للحكومة الكنديّة بالمضيّ في المشروع لأنّها بذلت جهدا حقيقيّا للاستماع إلى مخاوف السكّان الأصليّين وأضافت شروطا جديدة على أعمال التوسيع للتخفيف منها.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.