أثار قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إلغاء رخصة مشروع أنبوب كيستون النفطي ردود فعل عديدة في كندا.
فقد أعلن الرئيس الأميركي إلغاء رخصة توسيع أعمال أنبوب كيستون إكس إل لنقل النفط من مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي نحو مصافي البترول في خليج المكسيك جنوب الولايات المتّحدة.
وجاء إلغاء الرخصة في إطار مجموعة من الأوامر الرئاسيّة التي أصدرها الرئيس بايدن عقَب تنصيبه رئيسا للولايات المتّحدة خلفا للرئيس دونالد ترامب.
وكانت سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، قد حصلت يوم الأحد الفائت على معلومات تفيد أنّ في نيّة جو بايدن إلغاء الرخصة، حسب ما ورد في مذكّرة إحاطة من فريق عمله تمّ توزيعها على الأطراف المعنيّة.
ومن بين الأوامر الرئاسيّة الأخرى التي كان متوقّعا أن يُصدرها الرئيس بايدن، إعادة بلاده إلى اتّفاق باريس حول المناخ .
يتيح أنبوب كيستون نقل النفط من مقاطعة ألبرتا نحو مصافي البترول في جنوب الولايات المتّحدة/Chris Machian /Omaha World-Herald via AP)
ووصف جيسن كيني رئيس حكومة ألبرتا قرار الإلغاء بأنّه "ضربة قويّة وهجوم مباشر على العلاقات التجاريّة بين البلدين".
ودعا كيني خلال مؤتمر صحفي رئيس الحكومة جوستان ترودو إلى البحث في الأمر مع الإدارة الأميركيّة الجديدة، واقترَح أن تفرض أوتاوا عقوبات تجاريّة واقتصاديّة في حال فشِلت هذه الجهود.
وفي إشارة إلى المحادثات التي أجرتها كندا بشأن الخلاف الكندي الأميركي حول الرسوم على الفولاذ والألمنيوم، دعا رئيس حكومة ألبرتا جيسن كيني الحكومة الكنديّة إلى اعتماد المستوى نفسه من المحادثات، وإلّا تضطرّ مقاطعة ألبرتا "للمضيّ في المعركة من أجل اتّفاق عادل داخل الاتحاديّة الكنديّة" كما قال كيني.
وكان رئيس الحكومة جوستان ترودو قد علّق قبل ذلك على قرار الرئيس جو بايدن إلغاء الرخصة.
"رغم أنّنا نرحّب بالتزام الرئيس بايدن بمكافحة التغيّر المناخي، فقد خاب أملُنا. ولكنّنا نقبل قرار الرئيس بايدن الوفاء بتعهّده الانتخابي": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وقالت كريستن هيلمان، سفيرة كندا لدى واشنطن في حديث إلى راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، إنّ القرار قد اتُّخذ، وعلينا أن ننظر إلى المستقبل.
وأضافت بأنّها أجرت محادثات عديدة مع فريق عمل الرئيس بايدن ومسؤولين رفيعي المستوى في إدارته ، والقرار واضح وحازم من طرفهم كما قالت السفيرة هيلمان.
ووصف إرين أوتول، زعيم المحافظين، حزب المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكنديّ قرار إلغاء الرخصة بأنّه "مدمّر".
إرين أوتول زعيم حزب المحافظين المعارض اعتبر أنّ قرار إلغاء رخصة أنبوب كيستون مدمّر/Sean Kilpatrick/CP
وأكّد أوتول في بيان على ضرورة إعادة أكبر عدد ممكن من العمّال إلى العمل في كافّة أنحاء كندا، وبأسرع وقت ممكن، وأضاف أنّ خسارة هذا المشروع المهمّ تجعل الأمر صعبا.
"كان ينبغي أن يبذل رئيس الحكومة جوستان ترودو جهدا أكبر للدفاع عن قطاع الطاقة الكندي ذي المستوى العالمي، وعن النساء والرجال الذين يعتمدون عليه من أجل إِعالة أُسرِهم": إرين أوتول زعيم حزب المحافظين المعارض في مجلس العموم الكندي.
وأعلنت شركة تي سي إنيرجي التي يقع مقرّها في مدينة كالغاري، وقف أعمال التوسيع قبل ساعات قليلة على صدور الأمر الرئاسيّ الأميركيّ.
وأعلنت الشركة اليوم الخميس تسريح ألف عامل يعملون في ورشة توسيع الأنبوب في مقاطعة ألبرتا.
وكانت الشركة قد أعربت، في بيان نشرته أمس الأربعاء، عن خيبة أملها إزاء هذا الإجراء، وحذّرت من أنّه سيؤدّي إلى تسريح آلاف العمّال النقابيّين.
ومن شأن القرار، كما ورد في البيان، أن يلغي عمليّة تنظيم شاملة غير مسبوقة استمرّت طوال 10 سنوات.
وتعتزم الشركة إجراء تقييم مالي لتداعيات إلغاء الرخصة، وتتوقّع أن تتراجع عائداتها بصورة كبيرة خلال الربع الأوّل من السنة الحاليّة.
وأعرب الاتّحاد الكنديّ للمقاولين التقدميّين في بيان عن خيبة أمله لأنّ الرئيس بايدن "غلّب السياسة على العقل"، وغابَت عن باله فوائد المشروع الاستراتيجيّة والاقتصاديّة، كما قال رئيس الاتّحاد بول دي يونغ.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.