تمّ تدشين النصب التذكاري للهجوم على مسجد كيبيك الكبير في 01-12-2020/Jacques Boissinot

تمّ تدشين النصب التذكاري للهجوم على مسجد كيبيك الكبير في 01-12-2020/Jacques Boissinot

يوم عمل وطني ضدّ الإسلاموفوبيا في في ذكرى الاعتداء على مسجد كيبيك الكبير

تصادف اليوم في التاسع والعشرين من كانون الثاني يناير، الذكرى الرابعة للاعتداء المسلّح الذي استهدف المسجد الكبير في مدينة كيبيك.

ففي مثل هذا اليوم من العام 2017، أطلق ألكساندر بيسونيت النار عشوائيّا على المصلّين داخل المسجد، وتسبّب في وقوع  6 قتلى وعدد من الجرحى في صفوفهم.

وأدانت السلطات الكنديّة و سلطات مقاطعة كيبيك الاعتداء بشدّة، وقال رئيس الحكومة الكيبيكيّة يومها فيليب كويار إنّ كيبيك ترفض هذا الاعتداء الهمجي. 

وتمّ تدشين نصب تذكاري  تكريما لضحايا الاعتداء الستّة في مدينة كيبيك، تظهر عليه أسماؤهم ،  ومقولة جبران خليل جبران : "قد لا يبلغ المرء الفجر إلّا عن طريق الليل.

وأعلنت الحكومة الكنديّة اللبراليّة برئاسة جوستان ترودو في بيان التاسع والعشرين من كانون الثاني يناير يوم عمل وطنيّ ضدّ الإسلاموفوبيا.

"من أجل تكريم ضحايا هذه المأساة ومواصلة التصدّي لِلإسلاموفوبيا والكراهية والتمميز، أعلنّا نيّتنا في أن يكون التاسع والعشرون من كانون الثاني يناير يوما وطنيّا لإحياء ذكرى الهجوم على مسجد كيبيك، والعمل على مواجهة الإسلاموفوبيا" كما ورد في البيان.

,وأعرب  دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو في بيان ، عن تضامنه مع عائلات الضحايا وأبناء الجالية، وكرّر تعهّده الدفاع عن حقّ الكنديّين والكنديّات في أن يعيشوا إيمانهم بحريّة.

وتشكّل ذكرى الاعتداء على المسجد فرصة للبحث في عدد من القضايا، من بينها العيش المشترك والتمييز بحقّ الأقليّات وأوضاع الجاليات المسلمة، والدين والعلمنة والإسلاموفوبيا وسواها.

ضيف القسم العربي اليوم الأستاذ محمّد لعبيدي الرئيس السابق للمركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك وعضو المجلس حاليّا.

يقول الأستاذ لعبيدي إنّ الذكرى الرابعة للهجوم على المسجد تأتي وسط جائحة فيروس كورونا المستجدّ، والمرارة مضاعفة لأنّ إرشادات الوقاية المتشدّدة حالت دون اللّقاءات التي تجري في العادة.

والذكرى الرابعة للاعتداء مناسبة للبحث في العديد من القضايا، ومن بينها ما يثار حول الإسلاموفوبيا والعلمنة  و العيش المشترك، وكلّ القضايا المهمّة التي تساهم في الحياة المتكافئة مع بعضنا البعض وتذليل العقبات، وفي طليعتها الكراهية الموجودة في بعض الأوساط كما قال الأستاذ لعبيدي.

وهناك دعوات موجّهة إلى الحكومة الكنديّة وحكومة مقاطعة كيبيك، بشأن سنّ قوانين تحدّ من الكراهية المنتشرة بصورة خاصّة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولقيت الدعوات آذانا صاغية كما قال محمّد لعبيدي الذي أعرب عن ارتياحه للإعلان عن يوم عمل وطنيّ ضدّ الإسلاموفوبيا.

وأكّد الرئيس السابق للمركز الثقافي الإسلامي في كيبيك محمّد لعبيدي أنّ موجة التعاطف مع الجالية المسلمة التي أعقبت الهجوم  لا تزال مستمرّة، ويتلقّى المركز زيارات من مواطنين عاديّين ومسؤولين من رموز السلطة، وتلقّى زيارة من رؤساء بلديّات من تورونتو الكبرى.

ولكنّ خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي ما زال منتشرا، ويرفع المركز هذه الخطابات إلى الشرطة بناء على توصية تلقّاها منها بهذا المعنى، لتتمّ محاكمة مروّجي الخطاب الحاقد.

ويؤكّد الأستاذ محمّد لعبيدي أنّ بثّ المحبّة هو صمّام الأمان، و الثقة بالنفس و بِالمبادئ السامية تحصّن ضدّ الكراهية التي هي صفة الجبناء الذين لا يمكنهم إثبات وجودهم إلّا من خلالها.

ويتابع مشيرا إلى المبادرات  الطيّبة المتواصلة من أجل مدّ الجسور بين أبناء المجتمع، ومن بين المبادرات، طاولة التشاور بين زعماء الديانات التوحيديّة، للتحدّث بصوت واحد مع حكومة كيبيك.

وقد تصطدم الجهود أحيانا ببعض العقبات، كما هي الحال في كلّ المجتمعات، ولكنّ المساعي تستمرّ من أجل تذليلها.

وما يجمع أكثر ممّا يفرّق بين البشر وأتباع الأديان في المجتمع الكندي كما يقول محمّد لعبيدي، ويعمل كلّ واحد بدوره على تقريب وجهات النظر في وجه الأباطيل والشائعات التي تحاك ضدّ المسلمين وديانات أخرى.

ويتحدّث عن القواسم المشتركة في اللقاءات التشاوريّة التي تجمع ممثّلي الأديان، ويشير إلى أنّ الأديان جاءت لإسعاد الناس، وأنّ النظرة الماديّة لا تساهم في ذلك.

وقد تكون هناك نقاط خلاف بشأن تسيير دور العبادة على سبيل المثال، لأنّ لكلّ منها خصوصيّته، ولكنّ التفهّم يسود طاولة التشاور.

و حول الإسلاموفوبيا ومعاداة الساميّة، يقول محمّد لعبيدي إنّ لِهذه المصطلحات مفهوم واحد يتفّق المشاركون في طاولة التشاور عليه، ويؤكّدون على استمرار التشاور بعد انتهاء الجائحة.

وقد فوّض ممثّلو الأديان المشاركون في طاولة التشاور أشخاصا للتحدّث باسمهم مع حكومة كيبيك، و استحسنت هذه الأخيرة فكرة تجمّع الأديان كما يقول محمّد لعبيدي.

ويؤكّد أنّ العيش المشترك في أحسن حال في كندا وكيبيك، وهناك قلّة قليلة من اليمين المتشدّد تقوم بأعمال كراهية.

و المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك على تواصل مستمرّ مع عائلات ضحايا الاعتداء ويقدّم لهم المساعدة قدر المستطاع كما يقول، ويقرّ بأنّ الجراح عميقة وسوف تلتئم مع الوقت.

وفي ختام حديثه للقسم العربي، يقول الأستاذ محمّد لعبيدي الرئيس السابق للمركز الثقافي الإسلاميّ في كيبيك إنّ الفاجعة المؤلمة ، في وجهها الإيجابيّ، وضعت الجميع في وئام، ويُعرب عن أمله في أن يستمرّ الوئام ويتحسّن مع الوقت وأن يكون المجتمع الكندي نموذجا لباقي المجتمعات حول العالم.

روابط ذات صلة:

ترميم وتعزيزسلامة مسجد مدينة كيبيك الكبير

أيمن دربالي أحد ضحايا الإعتداء على مسجد كيبيك : وتستمرّ الحياة

السينما الكندية تُؤرِّخ لهجوم مسجد كيبيك

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.