مصفاة لتكرير النفط تابعة لشركة "إرفينغ" في سانت جون في مقاطعة نيو (نوفو) برونزويك في شرق كندا (حقوق الصورة لراديو كندا)

الخام الأميركي بات يشكل 77% من واردات كندا من النفط، مرتفعاً من 6% عام 2010

يتزايد اعتماد كندا على النفط المستورد من جارتها الجنوبية والبرية الوحيدة، الولايات المتحدة، كما يفيد تقرير جديد صادر عن الهيئة المنظمة للطاقة في كندا (CER - REC).

وكانت الولايات المتحدة مَصدر نحو أربعة براميل من أصل خمسة استوردتها كندا في 2020، وهي سنة تأثّر فيها الطلب العالمي على الوقود الأحفوري بشكل بالغ بسبب جائحة "كوفيد - 19".

وبأرقام أكثر دقة، كانت الولايات المتحدة مصدر 77% من واردات كندا من النفط في 2020 مقارنةً بـ72% منها عام 2019 و6% فقط عام 2010، أي قبل تسجيل إنتاج النفط والغاز ارتفاعاً هائلاً في الولايات المتحدة خلال العقد الأخير من الزمن.

"غالباً ما ننظر إلى علاقة خط الأنابيب بين البلدين على أنها من نوع ’’كندا تنتج وتصدّر إلى الولايات المتحدة‘‘"، يقول دارن كريستي، كبير خبراء الاقتصاد في الهيئة المنظمة للطاقة في كندا.

"وهذا يظهر لنا بشكل خاص أنّ هناك جانباً آخر للموضوع، وهو أننا أيضاً نستورد إنتاجاً (من النفط) من الولايات المتحدة"، يضيف كريستي.

مصفاة "صنكور" لتكرير النفط في إدمونتون (أرشيف)CBC/Jason Franson/CP

مصفاة "صنكور" لتكرير النفط في إدمونتون (أرشيف)/ Jason Franson / CP

وقد لا يُفاجأ كثيراً المراقبون عن كثب لتدفقات التجارة بين كندا والولايات المتحدة، لا سيما من هم في قطاع الطاقة، بكميات النفط الخام الأميركي التي تتجه شمالاً، إلى كندا، منذ السنوات الأخيرة.

لكن رغم ذلك تفوق صادرات كندا من الطاقة إلى الولايات المتحدة أكثر من ستة أضعاف الواردات منها. وكندا هي رابع أكبر بلد منتج للنفط الخام في العالم وأيضاً رابع أكبر مصدِّر عالمي له خلف السعودية وروسيا والعراق التي تحتلّ على التوالي المراتب الثلاث الأولى من حيث الكميات المصدَّرة.

واستوعبت الولايات المتحدة 96% من صادرات كندا النفطية العام الماضي، وكانت بشكل رئيسي من النفط الخام، نُقل أكثر من نصفها إلى ولايات الغرب الأوسط التي شكلت نقطة الانطلاق للخلافات المتصلة بأنابيب النفط في قسم كبير من السنوات الـ15 الأخيرة.

لكنّ الارتفاع الهائل في إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة الذي تغذيه جزئياً تقنيات استخراج جديدة مثل التصديع المائي والحفر الأفقي شكّل مصدراً ملائماً من المواد الخام للمصافي في كلا البلديْن، يقول كريستي.

ويشير كريستي إلى أنّ إنتاج الولايات المتحدة من النفط "ارتفع بأكثر من الضعف في السنوات العشر الأخيرة، وهو ارتفاع ملحوظ إلى حدّ كبير"، وأصبحت كندا سوقاً طبيعية لقسم كبير من الارتفاع المسجّل في إنتاج النفط لدى جارتها الجنوبية على حساب النفط المستورَد من دول أُخرى حول العالم.

مسار أنبوب كيستون إكس إل لنقل النفط الخام من ألبرتا نحو مصافي النفط في جنوب الولايات المتّحدة/Alberta Government

مسار أنبوب "كيستون إكس إل" لنقل النفط الخام من ألبرتا إلى مصافي النفط في جنوب الولايات المتحدة / Alberta Government

وعلى الرغم من أنّ النفط الأجنبي كان منذ فترة طويلة جزءاً من مزيج الطاقة الكندي، فأحدثُ الأرقام، إلى جانب نسبة الواردات من الولايات المتحدة، تلقي الضوء بشكل جديد ومفاجئ على الجدل المستمر حول خطوط الأنابيب التي تمتدّ بين البلدين.

وفي أول يوم له في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، قام الرئيس الأميركي جو بايدن بإلغاء مشروع توسيع أنبوب "كيستون إكس أل" الذي يتيح نقل 800.000 برميل إضافي يومياً من النفط الخام المستخرج من الرمال الزفتية في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا إلى مصافي التكرير على الساحل الأميركي في خليج المكسيك.

وولاية ميتشيغان الأميركية وشركة "إنبريدج" (Enbridge Inc) هما حالياً أمام القضاء على خلفية جهود حاكمة الولاية غريتشن ويتمر لإغلاق الخط رقم 5. وهذا الخط رابط طاقة حيوي عابر للحدود، يجتاز البحيرات العظمى تحت مضيق ماكيناك الحسّاس بيئياً.

والمدافعون عن هذا الأنبوب يصفونه على نطاق واسع بأنه عنصر بنى تحتية أساسي يغذّي المصافي الرئيسية في سارنيا في مقاطعة أونتاريو ويؤمّن أكثر من نصف غاز البروبان اللازم للتدفئة المنزلية في ميتشيغان لوحدها، ناهيك عن الولايات المجاورة.

وتعهدت كندا بالدفاع بقوة عن الخط رقم 5، إذ أصرّ وزير الموارد الطبيعية في الحكومة الفدرالية شايمُس أوريغان الشهر الفائت على أنّ استمرار تشغيله هو أمر "غير قابل للتفاوض". ولم تقل الحكومة بعد ما إذا كانت ستشارك في المحاكمة الجارية.

وفي ولاية مينيسوتا الأميركية يبذل المتظاهرون قصارى جهودهم لتعطيل عملية تحديث بقيمة 10 مليارات دولار للخط رقم 3 التابع لشركة "إنبريدج" والذي يُعتبر هو الآخر حلقة وصل رئيسية في السلسلة العابرة للحدود مع كندا.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP

والاعتماد في كندا على النفط الأميركي مرتفع بشكل خاص في المقاطعات الأطلسية، وهي منطقة غالباً ما لا تشكل فيها أنابيب النفط خياراً. وارتفعت الواردات إلى مصافي هذه المقاطعات 10 أضعاف في العقد الأخير من الزمن.

وبالرغم من أنّ صادرات كندا من الطاقة إلى الولايات المتحدة تفوق بأكثر من ستّ مرّات الواردات منها، فالاعتماد المتبادَل بين البلديْن بالغ الأهمية، إن بالنسبة لإمدادات الطاقة أو للتأثير الاقتصادي، قال معهد النفط الأميركي (API) في تقرير أصدره الأسبوع الفائت.

ويشير التقرير في هذا السياق إلى أنّ ما يصل إلى 90% من النفط المكرَّر في الشرق الكندي جاء من الولايات المتحدة أو مرّ في أراضيها.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

إلغاء رخصة أنبوب "كيستون إكس أل" تشكّل "ضربة قويّة" حسب رئيس حكومة ألبرتا جايسن كيني

كندا: ردود فعل حول نيّة الرئيس بايدن إلغاء رخصة توسيع أنبوب "كيستون إكس أل" النفطيّ

الرئيس ترامب يصدر رخصة جديدة لمشروع توسيع "كيستون إكس أل"

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.