أول إنسان أسود وصل إلى السواحل الكندية عام 1605 كان يدعى ماتيو داكوستا وكان على متن السفينة التي أقلت المستكشف صموئيل دو شمبلان.
وكان داكوستا مترجما نالت خدماته استحسان شامبلان. ولكن تجربة السود الذين حذوا حذوه كانت مختلفة جدا.
وخلافا للبيض فإن ملحمة السود في أميركا الشمالية تميزت بأن عددا كبيرا منهم اقتيدوا إلى كندا رغما عنهم وأصبحوا عبيدا ما تسبب باضطراب في أوساطهم لعدة أجيال.
ولعبت كندا دورا في تحرير عدد لا بأس به من العبيد وفي بعض الحالات في عودة عدد منهم إلى إفريقيا.
غير أنه بالنسبة لآخرين منهم فإن العودة لبلادهم لم تكن في الحسبان.
ومع مرّ السنين، رسخوا جذورهم في كندا.
إن شهر فبراير شباط مخصص حاليا لاكتشاف تاريخ السود في كندا والاحتفال به.
كل هذا بدأ مع السيدة جان أوغوستين التي قدمت مذكرة لمجلس العموم الكندي بهذا الخصوص.
يشار إلى أن أوغوستين كانت أول امرأة سوداء منتخبة في البرلمان الكندي عن دائرة Etobicoke-Lakeshore في مدينة تورنتو.
وكان اتفاق بالإجماع من مجلس العموم الكندي على هذه المذكرة.
لكن يتوجب الاعتراف بأن قرار التعريف بمشاركة السود في كندا بدأ في وقت أبكر في الولايات المتحدة.
ففي عام 1926، خصص Carter G. Woodson “أسبوعا لتاريخ السود” تخليدا لذكرى أبراهام لنكولن وفريديريك دوغلاس.
ويعتقد وودسون أن هذين الشخصين ناضلا بقوة لإلغاء العبودية.
خلال هذا الوقت، في كندا وضمن الجالية السوداء في مونتريال وعلى مثال الذين كانوا يعملون كبوابين في خطوط السكك الحديدية بدأوا برواية تاريخهم والاحتفال بتراثهم.
وفي تورنتو، Canadian Negro Women’s Association بدأت هي أيضا في سنوات 1950 بالاحتفال بحضور السود في كندا.
وفي نوفاسكوشيا، يبقى تاريخ السود حيا عند المتحدرين من الذين نجحوا بالهرب من العبودية في الولايات المتحدة لإيجاد ملجأ في كندا نهاية القرن الثامن عشر.
لكن حتى في وقت قريب، فإن تاريخهم لم يكن معروفا سوى من قبل بعض الجاليات في نوفا سكوشيا.
إن خطوة جديدة تحققت في عام 1978، مع إنشاء لجنة تاريخ السود في أونتاريو.
وفي عام 1979 تم توقيع عرائض وتقديمها لبلدية تورنتو لتطالب بدورها بأن يكون “شهر فبراير شباط شهر السود”.
وخلال الثمانينات، بدأت الاحتفالات المحيطة بهذا الشهر تأخذ مزيدا من الأهمية لتمتد بعد ذلك لمختلف الأرجاء الكندية.
وبفضل هذه المبادرات فإن مزيدا من الكنديين يتمكنون حاليا من اكتشاف تاريخ الذين واللواتي يشكلون الجالية السوداء في كندا.