مالكولم إكس (Malcolm X) ، الأسود "الأكثر غضبا في أميركا"

هكذا كان مالكولم إكس يصف نفسه، كبير المدافعين عن حقوق الأميركيين من أصل إفريقي (الأفرو-أميركيين)، الذي لقي مصرعه على يد عدد من مطلقي النار عليه منذ خمسين عاما.

في 21 من فبراير شباط 1965، كانت هذه الشخصية الرمز أي مالكولم إكس يلقي خطابا في حي هارلم في نيويورك عندما مزقت جسده نيران أطلقها ثلاثة رجال.

“إن الثمن الذي تدفعه كي يحترم الآخرون حقوقك، هو الموت” مالكولم إكس

“ثمن الحرية الموت” مالكولم إكس

ولد تحت إسم مالكولم ليتل في شهر مايو أيار 1925 في نبراسكا، وفهم مالكولم إكس بسرعة وضعه كأسود في أميركا في تلك الحقبة.

ولم يكن له من العمر سوى ستة أعوام، عندما وجد والده ومهنته نجار وعضو في الجمعية العالمية لتحسين وضع السود (Universal Negro Improvement Association, UNIA)

مالكولم إكس إلى اليسار بصحبة الملاكم الأميركي في فئة الوزن الثقيل في مطلع مهنته، محمد علي (الأول من مارس آذار 1964) موقع راديو كندا -
مالكولم إكس إلى اليسار بصحبة الملاكم الأميركي في فئة الوزن الثقيل في مطلع مهنته، محمد علي (الأول من مارس آذار 1964) موقع راديو كندا –

ميتا مدهوسا تحت عجلات الترام  (ترامواي)

وتعتقد الجالية السوداء أن مجموعة من العنصريين البيض التابعين للكوكلا سكلان KKK ، الفيلق الأسود، مسؤولة عن موته.

“والدي، المحترم إيرل ليتل، كان قسا معمدانيا وناشطا في الجمعية العالمية لتقدم السود بزعامة ماركوس غارفي.

وبمساعدة أتباع مثل والدي تمكن غارفي الذي كان يتخذ من هارلم مركزا رئيسيا له من رفع راية نقاء العرق الأسود وحثّ الجموع السوداء على العودة لإفريقيا أرض أجدادهم” مالكولم إكس

ماركوس غارفي المولود في جامايكا في عام 1887 الذي أصبح من أبرز زعماء قضية السود، أسس الجمعية العالمية لتحسين وضع السود

(Universal Negro Improvement Association, UNIA)

في عام 1817 أي بعد سنة فقط من وصوله إلى أرض أميركا.

كان شعار هذه الجمعية ” الله واحد! هدف واحد! مصير واحد!”

(One God! One aim! One destiny!)

والدة مالكولم إكس، لويز ليتل، التي أصيبت بحالة اكتئاب شديد وتم اعتبارها مصابة بالجنون بعد عدة سنوات أدخلت مستشفى للأمراض العقلية وسلم أولادها ومنهم مالكولم لدور للرعاية.

ومالكولم عندما بلغ ما يقرب من خمسة عشر عاما وأضحى مراهقا دون معايير يسكنه شعور بالظلم وعدم العدالة وقع في عالم الجريمة وأصبح جانحا.

مالكولم إكس إلى اليمين في صورة مع القس والناشط مارتن لوثر كينغ (26 من مارس آذار 1964) ماريون س. تريكوسكو أ ف ب -
مالكولم إكس إلى اليمين في صورة مع القس والناشط مارتن لوثر كينغ (26 من مارس آذار 1964) ماريون س. تريكوسكو أ ف ب –

عاش من أعمال صغيرة ومارس التهريب من كافة أنواعه (مخدرات، قمار، ابتزاز، سرقة) حتى عام 1946

وفي هذه السنة، حكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة السطو وكان عمره 21 عاما.

وخلال سجنه، انضم إلى حركة أمة الإسلام السوداء Black Nation of Islam وهي تجمع عنصري مقتنع بتفوق العرق الأسود.

كما اعتنق مالكولم إكس الإسلام.

وعند مغادرته السجن عام 1952 تخلى عن اسم عائلته مالكولم إكس رافضا هكذا اسم العبودية.

ثم أصبح داعية لها ومدافعا باسم الحركة عن الانطواء على الذات وانفصال السود. غير أن سمعته الذائعة وخلافاته السياسية والدينة انتهت بتعكير علاقته مع زعيم حركة أمة الإسلام السوداء.

وانفصل عن الحركة في شهر مارس آذار 1964

“لقد تركت حركة المسلمين السود بسبب اعتقادي بأنها كانت شديدة التعصب وأن ضيق تفكيرها هذا سينتهي بشل عملها النضالي”.

مالكولم إكس في مجلة Jeune Afrique  الأول من يونيو حزيران 1964

عندها أسس حركته الدينية الخاصة به مطلقا عليها The Muslim mosque inc.  المسجد الإسلامي وتوجه للحج في مكة المكرمة.

وغير اسمه ليصبح الحاج مالك الشباز.

وعند عودته من هناك ندد بالفصل العنصري لحركة أمة الإسلام السوداء مصرحا بما يلي:

“كان هناك عشرات آلاف الحجاج من مختلف أنحاء العالم. كانوا من مختلف الأعراق من شقر بعيون زرقاء إلى أفارقة ببشرة سوداء.

لكننا كنا جميعا نشارك في الشعائر الدينية نفسها مظهرين روحا للوحدة والأخوة لم تسمح لي تجاربي في أميركا أن أعتقد يوما بوجودها بين البيض وغير البيض.”

غير أنه أي مالكولكم إكس كان يفضل الأعمال الموجهة نحو الشعب الأسود. وكان حتى مستعدا للّجوء للعنف للدفاع عن النفس والرد على عنف آخر.

“وفي ما يتعلق باللّاعنف، إنه إجرام أن نعلم شخصا عدم الدفاع عن نفسه في حال كان ضحية مستمرة لهجمات وحشية” مالكولم إكس

ومالكولم إكس الذي كان خطيبا بارعا، كان يجذب إليه الجماهير حيثما ذهب. وكان هو الوضع في الحادي والعشرين من فبراير شباط 1965، إنه اليوم الذي فيه انهار مالكولكم إكس بعد إصابته بعدة طلقات نارية.

ثلاثة أعضاء من أمة الإسلام وجدوا مذنبين بعد عام على مقتله رغم أن الحركة أنكرت أي ضلوع لها في عملية اغتياله.

وحتى يومنا هذا، يعتقد الكثير من السود أن مقتله كان مكيدة من عمل مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي FBI

وإذا كان مالكولم إكس قد مات فإن أفكاره في المساواة والعدالة الاجتماعية ما تزال حية أبدا، يتداولها أشخاص ومجموعات من العديد من بلدان العالم.

إن مالكولم إكس لم يكن فحسب مدافعا عن الحقوق المدنية بل مدافعا عن حقوق الإنسان التي كان يحب الدفاع عنها “بمختلف الوسائل”

“ما نعتبره حلما أميركيا للبيض كان كابوسا لفترة طويلة بالنسبة للسود” مالكولم إكس

مالكولم إكس تزوج في عام 1958 من Betty إكس (المولودة ساندرز) وانجبا ست فتيات رأت الأخيرة النور بعد سبعة أشهر من وفاته.

شارك

راديو كندا الدولي و راديو كندا يحيون شهر تاريخ السود

لوك سيمار
– مدير، تعددية وعلاقات مع المواطن

فيديو ( بالفرنسية)

Vidéos
RCI • Radio Canada International

سبر للاراء حول شهر تاريخ السود

شهر تاريخ السود يحتفل به في امريكا الشمالية و المملكة المتحدة فقط. هل تعتقدون أنه يجب الاحتفال بهذا الحدث في العالم بأسره؟

عرض النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...