يسعى جهاز شرطة مونتريال لتعزيز انخراط المزيد من أبناء الجاليات الظاهرة الذين ما زال تمثيلهم ضعيفا في صفوفها.
ونظّمت الشرطة لقاء على مدى يومين نهاية الأسبوع في إطار الأيام المفتوحة في حي سان ميشال شمال مونتريال بالتعاون مع جهاز الإطفاء Service de sécurité incendie ، شارك فيه ما يزيد على مئة شخص.
ويندرج اللقاء في إطار تاريخ شهر السود الذي تحييه كندا في شباط فبراير من كلّ سنة، لإلقاء الضوء على الجاليات السوداء وثقافاتها ومساهماتها في المجتمع الكندي.
“ما نتمنّاه في جهاز شرطة مونتريال، هو زيادة التعدديّة في صفوف القوى العاملة لدينا، واستمالة أشخاص لم تخطر ببالهم ربّما فكرة تقديم طلب للعمل في جهاز شرطتنا”ميغيل ألستون الضابط في شرطة مونتريال.
وأضاف ألستون، المسؤول عن اجتذاب يد عاملة من الأقليّات بأنّ المهاجرين يشكّلون 34 بالمئة من سكّان مونتريال، في حين يمثّل عناصر الشرطة المنحدرون من الأقليّات العرقيّة والظاهرة 13 بالمئة فقط من مجموع القوى العاملة في الشرطة.
وأكّد أنّ شرطة مونتريال تضع في أولويّاتها تعزيز التعدديّة و الوقاية من التنميط العرقي.

وتواجه العديد من أجهزة الشرطة صعوبة في توظيف عناصر من الأقليّات العرقيّة، ويكمن التحدّي في الحصول على المعلومات الصحيحة لعمليّة التوظيف كما تقول بيغي فابيولا تياجين مسؤولة التوظيف في الشرطة الفدراليّة الكنديّة.
“يكفي أن نلتقي أبناء الجاليات ونشرح لهم فوائد الانضمام إلى الشرطة ليسير الكثيرون في هذا الاتّجاه” كما قالت.
وكان تقرير صادر الخريف الماضي 2019 قد تحدّث عن ” تحيّز ممنهج متعلّق بالعرق” ضدّ الجاليات السوداء والعربيّة والسكّان الأصليّين من قبل جهاز شرطة مونتريال.
ويفيد التقرير بأنّ الأشخاص المنتمين إلى هذه الجاليات معرّضون للاعتقال خمس مرّات أكثر من الأشخاص البيض من قبل شرطة المدينة.
وتعهّد مدير الشرطة سيلفان كارون فور صدور التقرير الذي أعدّه خبراء مستقلّون بناء على طلب من بلديّة مونتريال، باتّخاذ إجراءات ملموسة وسريعة لتصحيح الوضع.
وسبق أن أشار كارون عام 2018 إلى احتمال وجود تنميط عرقي من قبل عناصر شرطة مونتريال.
ويرى فيكتور آرمي أستاذ علم الاجتماع في جامعة كيبيك في مونتريال UQAM أنّ توظيف عناصر من الأقليّات في الشرطة خطوة في الاتّجاه الصحيح ولكنّه لا يوجد حلّ سحري للتمييز حسب قوله.
واعتبر في حديث لوكالة الصحافة الكنديّة أنّ المشكلة تكمن في الثقافة التنظيميّة للشرطة.
ويوصي التقرير بأن تتبنّى شرطة مونتريال سياسة بشأن الاستجواب تقوم على معايير أكثر دقّة، ويضيف بأنّ الشرطة تتمتّع حاليّا بقدر كبير من الحريّة في التعامل مع هذا الموضوع.
وأكّد المفتّش أندريه ديروشيه أنّ شرطة مونتريال ستعلن عن سياستها بهذا الشأن في آذار مارس المقبل.
وأضاف بأنّ الحفاظ على السلامة العامّة وضمان قيام الشرطة بعملها دون تحيّز في الوقت عينه أمر حسّاس للغاية.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
روابط ذات صلة: