يفيد تقرير لوكالة الإحصاء الكندية أن المبيعات على الإنترنت تضاعفت خلال فترة الحجر الصحي من جائحة "كوفيد - 19"، إذ انتقل المستهلكون الكنديون بأعداد كبيرة إلى الشبكة العنكبوتية مع اتخاذ السلطات الفدرالية وسلطات المقاطعات والأقاليم إجراءات تقييدية للحدّ من انتشار الجائحة.
وتقول الوكالة الفدرالية في تقريرها الصادر يوم الجمعة إنّ مبيعات التجزئة في المتاجر تراجعت بنسبة 17,9% بين شباط (فبراير) وأيار (مايو) عندما كان الناس محجورين وكانت المتاجر مغلقة وإنّ المستهلكين تهافتوا على شبكة الإنترنت خلال الفترة المذكورة لشراء سلع مختلفة.
فالقيمة الإجمالية لمبيعات التجارة الإلكترونية بلغت في أيار (مايو) 3,9 مليارات دولار، ما يُعتبر سقفاً تاريخياً، بزيادة 2,3% عن مبيعات نيسان (أبريل) و99,3% عن مبيعات شباط (فبراير).
وشباط (فبراير) هو آخر شهر كامل أمضته كندا قبل استفحال وباء "كوفيد - 19" فيها منتصف آذار (مارس).
وتضاعفت مبيعات التجارة الإلكترونية أكثر من مرتيْن خلال سنة، مع تسجيلها ارتفاعاً بنسبة 110,8% في أيار (مايو) الفائت.
وأضاف التقرير أنّ المبيعات ارتفعت في قطاعات التجارة الإلكترونية الفرعية الـ11 التي ترصدها وكالة الإحصاء لإعداد بياناتها.
ويشير التقرير إلى أنّ مبيعات التجارة الإلكترونية حققت ارتفاعات قياسية في الوقت الذي كانت تسجِّل مبيعات التجزئة في المتاجر تراجعات قياسية.
وتُمثّل بيانات نيسان (أبريل) 2020 التناقض الأكثر حدةً في هذا المجال. فخلال الشهر المذكور تراجعت قيمة مبيعات التجزئة في المتاجر إلى 33,9 مليار دولار، أي بنسبة 29,1% عن قيمة مبيعات شباط (فبراير) 2020 و26,4% عن قيمة مبيعات نيسان (أبريل) 2019. وفيما ارتفعت مبيعات التجارة الإلكترونية 63,8% في نيسان (أبريل) 2020 عن مبيعات آذار (مارس) 2020، تراجعت مبيعات التجزئة 25,3% بين هذيْن الشهريْن.
وارتفعت مبيعات التجزئة من الأغذية والمشروبات في المتاجر 3,3% بين شباط (فبراير) الفائت ونيسان (أبريل)، فيما ارتفعت المبيعات نفسها على الإنترنت 107,0% خلال الفترة نفسها.
وتراجعت مبيعات التجزئة في المتاجر في قطاعات السلع المختلفة ومواد البناء ومعدات الحديقة ولوازمها والخدمات الصحية والخدمات الشخصية.
ويضمّ قطاع الخدمات الشخصية على سبيل المثال تصفيف الشعر والتنظيف الجاف وميكانيك السيارات.
وسُجلت تراجعات أكثر حدة خلال الفترة نفسها، بين شباط (فبراير) ونيسان (أبريل)، في مبيعات التجزئة في المتاجر في قطاعات الأثاث والمفروشات وأدوات الرياضة ولوازمها وأدوات التسلية والآلات الموسيقية والكتب والألبسة وإكسسوارات الأزياء. وفيما تراجعت مبيعات هذه السلع في المتاجر ارتفعت مبيعاتها على الإنترنت.
وتقول وكالة الإحصاء إنها تواصل تحديث بيانات التجارة الإلكترونية من أجل تقييم التغيرات الطويلة الأمد بعد الجائحة.
وتشير الوكالة الفدرالية إلى أنّه مع إعادة المتاجر فتح أبوابها في أيار (مايو)، في إطار خطط المقاطعات لإعادة فتح الاقتصاد بشكل تدريجي، شكّلت مبيعات التجارة الإلكترونية 10% من إجمالي مبيعات التجزئة، متراجعةً من سقفها التاريخي المُسجّل في نيسان (أبريل) والبالغة نسبته 11,4%.
"هل تترك جائحة ’’كوفيد - 19‘‘ آثاراً دائمة على قطاع تجارة التجزئة؟ المؤسسات الصغيرة تتجه أكثر فأكثر ناحية منصات التجارة الإلكترونية وتستخدمها بطرق مبتكَرة"، يضيف تقرير وكالة الإحصاء.
وهذه البيانات الجديدة الصادرة عن الوكالة الفدرالية هي آخر نبذة عن تطور قطاع مبيعات التجزئة الذي نجده أيضاً في تقريريْن آخريْن صدرا مؤخراً. يتناول أحدهما مؤشر أسعار الاستهلاك وصدر يوم الأربعاء الفائت، ويظهر أنّ سلوكيات المستهلكين تغيرت كثيراً فأبطأت التضخم.
أما التقرير الآخر فعن مبيعات التجزئة وصدر يوم الثلاثاء، وجاء فيه أنه فيما كانت 23% من متاجر التجزئة مغلقة خلال أيار (مايو) الفائت بمعدل خمسة أيام عمل استعادت المبيعات خلال الشهر المذكور 80% من التراجع الأقصى الذي بلغته خلال الجائحة.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
التضخم السنوي 0,7% في يونيو بعد شهريْن متتالييْن من التضخّم السلبي بسبب الجائحة
كندا: ارتفاع مبيعات التجزئة بـ18,7% في أيار (مايو) بعد تراجع تاريخي في آذار (مارس) ونيسان (أبريل)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.